كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي: مزاعم روسيا عن هجوم أوكراني على مواقع حكومية لا أساس لها من الصحة

اتهمت كاجا كالس الكرملين بأنه يسعى إلى تعطيل مسار السلام عبر إطلاق اتهاماتٍ بهجوم اوكراني على مواقع حكومية.

ووصفت أعلى دبلوماسيةٍ في الاتحاد الأوروبي مزاعم موسكو بأن أوكرانيا استهدفت مواقع حكومية روسية بأنها «إلهاء متعمَّد» ومحاولة لعرقلة مفاوضات السلام. ويبدو أن تصريح كالس على منصات التواصل الاجتماعي كان في إشارةٍ مباشرة إلى ادعاء الكرملين بأن أوكرانيا حاولت شن هجومٍ بطائراتٍ مسيّرة على إحدى مقرات فلاديمير بوتين.

وقالت كالس في تدوينةٍ لها: «لا ينبغي لأحد أن يقبل ادعاءاتٍ لا أساس لها من جانِب المعتدي الذي استهدف بشكلٍ عشوائي بنية تحتية ومدنيين في أوكرانيا».

في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، اتهمت موسكو أوكرانيا بمحاولة استهداف مقرّ بوتين الخاص قرب بحيرة فالداي في شمال غربي روسيا، وأعلن الكرملين أن ذلك سيجعل روسيا تعيد النظر في موقفها خلال مفاوضات السلام الجارية.

ومنذ أن طرح وزير الخارجية سيرغي لافروف هذه الادعاءات، تصاعدت نبرة وسائل الإعلام الرسمية والسياسيين في روسيا في تناولهم للحادث المزعوم. وقال أندريه كارتابولوف، رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي: «الاعتداء هو ضربة في قلب روسيا… وبعد ما حصل لا يجوز أن يكون هناك مغفرة».

ورغم أن الكرملين في البداية قال إنه لا يرى فائدة من تقديم أدلة على الهجوم المزعوم، فقد نشرت القوات المسلحة الروسية يوم الأربعاء ما قالت إنه دليل على محاولة الضربة، تضمن خريطةً تزعم أن الطائرات المسيّرة أُطلقت من منطقتَي سومي وتشيرنيهيف في أوكرانيا، وفيديو لجسم طائرة مسيّرة ساقطة في غابةٍ ثلجية.

ولم تتمكن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) من التحقق من صحة المشاهد المصورة، كما أنه لم يكن بالإمكان تحديد مكان التسجيل بدقة. ويبدو أن ملامح الطائرة المسيرة المحطمة تشبه الطرازات الأوكرانية المعروفة باسم «تشاكلونز»، لكن مكوّنات الطائرة الظاهرة في الصور رخيصة متاحة على نطاق واسع عبر الإنترنت، ما يمنع الربط القطعي بينها وبين الجيش الأوكراني.

يقرأ  صور مبهرة حائزة على جوائزمن جوائز سابلِيم للتصوير ٢٠٢٥— التصميم الذي تثق به — تصميم يومي منذ ٢٠٠٧

وواصلت وزارة الدفاع الروسية نشر خريطة قالت إنها توضح مسار الطائرات المسيّرة، ومقطع فيديو لأحد السكان المحليين يروي أنه سمع أصوات انفجارات أو شيء يشبه الصواريخ وقت الحادث المزعوم. في المقابل، نقلت وسيلة إعلامية روسية تحقيقية عن أكثر من عشرة من سكان المنطقة المحيطة بمقر بوتين، وأن جميعهم نفوا سماع أي شيء يدل على اقتراب 91 طائرة مسيّرة أو إسقاطها بواسطة دفاعات جوية. وقال أحد السكان: «لو كان شيء كهذا قد حدث لكان الحديث عنه ملأ المدينة».

ونفى الرئيس فولوديمير زيلينسكي هذه الاتهامات نفياً قاطعاً، وربطها بجهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار بقيادة الولايات المتحدة. وفي الأسابيع الأخيرة عمل الوفدان الأمريكي والأوكراني بتنسيقٍ وثيق، وأعرب زيلينسكي عن تفاؤل حذر بأن مطالب بلاده ستؤخذ بعين الاعتبار.

ورأى زيلينسكي أن الادعاءات حول الهجوم على مقر فالداي تهدف إلى تقويض المحادثات الناجحة والاجتماع الإيجابي بين الفرق، والذي بلغ ذروته بلقائه مع الرئيس ترامب. وأضاف أن روسيا تسعى إلى تعطيل «الزخم الإيجابي» بين الولايات المتحدة وأوكرانيا.

وحذّر زيلينسكي حين ظهرت الادعاءات من أن الحادث المزعوم قد يُستخدم ذريعةً لشن ضربات على كييف ومبانٍ حكومية أوكرانية. وعلى إثر ذلك دوت صافرات الإنذار الجوي لوقتٍ وجيز في العاصمة عندما اقتربت طائرة مسيّرة، إلا أنه لم يُبلَّغ عن إصابات أو أضرار.

في مكانٍ آخر من البلاد، ضربت موجة من الطائرات المسيّرة عدّة مواقع، وشهدت أوديسا على البحر الأسود هجوماً واسع النطاق أصاب عمارة سكنية وأدى إلى إصابة ستة أشخاص من بينهم ثلاثُة أطفال، كما انقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 170 ألف نسمة بينما ظلّت درجات الحرارة عند حدود الصفر.

وتتعرض أوديسا لهجمات متكررة منذ أسابيع، ويبدو أن وتيرة الضربات تصاعدت بعد تهديد بوتين في أوائل ديسمبر بقطع وصول أوكرانيا إلى البحر انتقاماً من هجمات مسيّرة استهدفت ناقلات تابعة لما تصفه روسيا بـ«الأسطول الخفي» في البحر الأسود.

يقرأ  تظاهرة ضد حرب غزة في برلين قد تسجّل إقبالاً قياسياً يوم السبت

وفي كييف، غنّت ماريا ويوليا وديانا ترانيم عيد الميلاد في إحدى الساحات لجمع التبرعات للقوات المسلحة. ومع اقتراب نهاية عام آخر من الحرب، كان لدى كثيرين في العاصمة أمنية واحدة لعام 2026. قالت ماريا (26 عاماً) واقفةً أمام دير سانت صوفيا ذي القباب الذهبية: «نأمل أن ينتهي كل هذا. نريد أن نعيش كما كنا من قبل». وأضافت: «بلدنا جميل وإمكاناته هائلة. قوتنا في شعبنا، ولهذا نواصل المضي قدماً».

ومن حولهن كان جوق شبابي ينشد الأناشيد ويجمع التبرعات، وقال أحدهم: «نتمنى أن تتحقق النصر في 2026. هذا أملنا الجماعي».

وأعرب زيلينسكي عن رغبته في استئناف وتسريع محادثات السلام أوائل يناير بمشاركة مسؤولين أميركيين وأوروبيين، لكن أي اتفاق سيحتاج في النهاية موافقة روسية، وهو أمر لا يبدو وشيكاً، وربما أدّت الواقعة المزعومة فوق مقر بوتين إلى إبعاد هذا الاحتمال أكثر.

هل يمكن أن يجلب العام المقبل السلام حقاً؟ «نأمل ذلك حقاً، لكن لا يمكننا الجزم. نفعل كل ما بوسعنا»، قالت ماريا. بجانبها، هزّت امرأة تُدعى كسينيا كتفها ونظرت إلى السماء قائلةً: «في الحقيقة، لا يعلم إلا الله». وكالة رويترز للانباء الدولية

أضف تعليق