وصل الرئيس لي قبل يومين من قمة حاسمة في واشنطن، في زياره رسمية إلى طوكيو ركزت على ترسيخ التعاون الأمني وإبراز الروابط الودية بين البلدين الآسيويين اللذين يواجهان تحديات مشتركة من حليفهما المشترك، الولايات المتحدة.
استضاف رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إشيبا الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ في طوكيو في زيارة تهدف إلى إعادة تأكيد التعاون الأمني وتعزيز الأواصر الثنائية. في أول زيارة رسمية إلى اليابان منذ توليه منصبه في يونيو، التقى لي بإشيبا في مقر إقامة رئيس الحكومة لمناقشة العلاقات الثنائية، بما في ذلك تعزيز التعاون الأمني مع الولايات المتحدة في إطار ميثاق ثلاثي وقع عليه السلفان.
قال إشيبا في بيان مشترك مع لي بعد اجتماعهما: «كلما اشتدت صعوبة البيئة الاستراتيجية المحيطة ببلدينا، تزداد أهمية علاقاتنا وكذلك التعاون الثلاثي مع الولايات المتحدة». واتفق الزعيمان على استئناف الدبلوماسية النقالة، وتوسيع برامج التبادل مثل برامج العُطلات العملية، وتصعيد التعاون في مجالات الدفاع، والأمن الاقتصادي، والذكاء الاصطناعي، وغيرها. كما تعهدا بتنسيق أوثق لمواجهة تهديدات كوريا الشمالية النووية والصاروخية.
في تدوينة باليابانية أعقبها إشيبا على تويتر، رحّب بالرئيس لي وأكّد أن اليابان كانت خيار الزيارة الثنائية الأولى منذ توليه المنصب، وأن اللقاءات تهدف إلى بناء علاقة يابان–كوريا تلائم متطلبات عصر جديد.
أثار فوز لي المفاجئ في الانتخابات المبكرة — بعد إقالة الرئيس المحافظ يون سوك يول بتهمة إعلان الأحكام العرفية — قلقاً في طوكيو من احتمال توتر العلاقات مع سيول. وقد انتقد لي محاولات سابقة لتحسين العلاقات التي ما تزال عالقة بخلافات تاريخية تتعلق بالاحتلال الياباني. وفي الأسبوع الماضي أعربت حكومة كوريا الجنوبية عن «خيبة أمل عميقة وندم» بعد زيارة مسؤولين يابانيين إلى ضريح ياسكوني الذي يعتبره كثير من الكوريين رمزاً للعدوان الياباني في الحرب.
في طوكيو، كرر لي دعمَه لتعميق العلاقات مع اليابان كما فعل عند لقائه بإشيبا للمرة الأولى على هامش قمة مجموعة السبعة في كندا في يونيو. واعتُبر قرار لي زيارة طوكيو قبل واشنطن مؤشراً إيجابياً لدى الدوائر اليابانية على اهتمامه البالغ بالعلاقة بين الجارين.
بالنسبة لإشيبا، الذي يواجه ضغوطاً من خصوم يمينيين داخل حزبه للمطالبة باستقالته بعد خسارته في انتخابات يوليو، قد تعزّز زيارة لي وقمة ناجحة موقفه السياسي وتعيد إليه بعض الزخم.
على الرغم من الخلافات، يعتمد البلدان اللذان حليفان للولايات المتحدة اعتماداً كبيراً على واشنطن لمواجهة تزايد النفوذ الإقليمي للصين؛ فمعاً تستضيفان نحو ثمانين ألف جندي أميركي، وعشرات القطع البحرية ومئات الطائرات العسكرية الأمريكية. كما اتفقت اليابان وكوريا الجنوبية على فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على واردات سلعها إلى الولايات المتحدة بعد تهديدات من ترمب بزيادة الرسوم.
قال لي إلى جانب إشيبا: «اتفقنا على أن التعاون الثابت بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان أمر جوهري في ظل تغير الموقف الدولي بسرعة، وقررنا خلق دورة فاضلة تجعل تطور العلاقات بين كوريا واليابان يقود إلى تعاون أقوى».
تأتي زيارة لي قبل يومين من قمته الأولى الحاسمة في واشنطن مع الرئيس الأمريكي، حيث من المتوقع أن يناقشا قضايا أمنية تشمل الصين وكوريا الشمالية، ومساهمة سيول المالية لقوات الولايات المتحدة المتمركزة في كوريا الجنوبية — وهي مسألة طالما ضغط الرئيس الأمريكي بشأنها لرفعها.