إقليم كردستان بشمال العراق في حالة توتر بعد اعتقال زعيم معارض محلي

ظل من الشك يخيّم على الاتحاد الوطني الديمقراطي الكردستاني بعد توقيف لاهور طالباني

لم تتضح الاسباب المفاجئة لاعتقال لاهور طالباني، لكن توقيفه يثير قلقاً ويضع ظلالاً محتملة على مستقبل الاتحاد الوطني الديمقراطي الكردستاني وموقعه في السليمانيه. اندلعت مواجهة مسلحة ليلية في أقضية إقليم كردستان بشمال العراق بين ليلة الخميس والجمعة حين حاولت القوى الأمنية توقيف زعيم معارض.

استهدفت مداهمة للسلطات لاهور طالباني، وهو قيادي سبق أن شغل مناصب عليا داخل الاتحاد الوطني لكنه أُقصي عام 2021 ثم أسّس لاحقاً حزب “جبهة الشعب” المعارض. تسبّب اعتقاله عقب الاشتباكات واعتقال عدد من مناصريه في انقسام واسع ونداءات لإنهاء العنف في عموم العراق.

ظل يخيّم على الاتحاد الوطني

الاتحاد الوطني هو ثاني أكبر حزب كردي في إقليم كردستان، ويتركز نفوذه في السليمانيه — التي تُعرف اختصارا بـ “سولي” — قرب الحدود الإيرانية، بينما يهيمن الحزب الديمقراطي الكردستاني على أربيل وغرب السليمانيّه. تقليدياً تُدير هذين الحزبين عائلات بارزة؛ البرزانيون يقودون الحزب الديمقراطي، والطالِبانيون يتصدرون قيادة الاتحاد الوطني.

بحسب تقارير محلية، أصدرت محكمة يوم الخميس مذكرة توقيف بحق طالباني، وبعد إعلان المذكرة ظهرت مركبات عسكرية على شوارع المدينة، وحاصر عناصر الأمن فندق لاليزار غربي السليمانية حيث يقع مقر حزبه. حذّر آراس شيخ جانغي، شقيق لاهور، من احتمال سقوط دماء في تلك الليلة.

تحصّن مئات المسلحين في مقر الطالباني

تجمع نحو 400 إلى 500 مسلح مع لاهور داخل مقره الحزبي، وقادت قوات مكافحة الإرهاب التابعة لإقليم كردستان عملية محاصرة المقر؛ يذكر أن طالباني سبق أن قاد مجموعات مكافحة الإرهاب. أُطاح به كشاركٍ في رئاسة الاتحاد عام 2021 على يد أقاربه بافل وقباد طالباني، فأسّس لاحقاً حزب “باري جال” المعارضة. ويشغل الاتحاد الوطني موقف الحكم في محافظة السليمانية.

يقرأ  اعتقال رجل زعم وقوع اغتصابات ودفنات سرّية في بلدة معبد دارماشتالا

دعت قيادات إقليمية إلى ضبط النفس: رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني — الذي يشغل أيضاً منصب النائب الأول في الحزب الديمقراطي — أصدر بياناً دعا فيه إلى تهدئة ومنع إراقة الدماء بالتنسيق مع جميع الأطراف. كما أصدر مكتب رئاسة الإقليم بياناً أشار إلى أن الحادث المؤسف أدى إلى وقوع ضحايا، مؤكداً ضرورة إحكام القانون وحفظ أمن المدينة وسلامة مواطنيها وممتلكاتهم وتسوية الخلافات عبر المسارات القانونية بعيدا عن العنف.

ضحايا ومخاوف إقليمية

مع تلاشي دخان المعركة صباح الجمعة، تبيّن سقوط قتلى بينهم حارس تابع للاعب رئيسي في تحالف طالباني، بالإضافة إلى عناصر من قوات الأمن. من بين القتلى عُرف اسم آري شيخ سعاد طالباني، وهو من أفراد مجموعة مكافحة الإرهاب. أعربت الحكومة العراقية أيضاً عن أسفها إزاء العنف الذي وقع في الشمال.

تثير المواجهات قلق دولي وإقليمي، حيث حذّر مسؤولون أميركيون والأمم المتحدة ومجتمع دبلوماسيون محليون من أن الخلافات الداخلية قد تضعف موقف الإقليم تجاه بغداد. التاريخ مع سبق وحين أظهر كيف أضعفت الانقسامات الداخلية مواقف الكُرد؛ فحين واجهت تهديدات بغداد لكركوك عام 2017 تراجع الحزبان الرئيسان عن الدفاع المشترك، ما أتاح للجيش العراقي التقدم بسرعة في تلك المدينة.

اعتقالات ونتائج قد تطال المشهد السياسي

في أعقاب المعارك أُعتقل عدد من مؤيدي لاهور، بينهم شقيقاه آصو وبولاد شيخ جانغي، واستُهدفت قناة ارتباطية تُعرف باسم “زوم”. ثمة قلق متصاعد بشأن تداعيات هذه المواجهات على الاستقرار المحلي والعلاقات بين القيادات الكردية. وصف مستشار رفيع في حكومة كردية ما جرى بأنه تجاوز من جانب بافل وأن رواية المعتقلين قد تجد صعوبة في كسب ثقة الشارع.

سيرته ومسيرته في مكافحة الإرهاب

لطالما اعتُبر لاهور شخصية بارزة في السياسة الكردية، وقد نبّهت تقارير سابقة إلى دوره الفاعل خلال مواجهات ضد جماعات متطرفة، بما في ذلك اشتباكاته مع أنصار الإسلام في أوائل الألفية، ولاحقاً في عمليات الحرب ضد تنظيم داعش. بذلك يمثل اعتقاله حدثاً مفصلياً قد يعيد تشكيل المشهد السياسي الكردي في الأشهر المقبلة. لم يتوفّر أي نص للترجمة. رجاءً ألصق النص الذي تودّ أن أعيد صياغته وأترجمه إلى العربية بمستوى C2.

يقرأ  المحكمة العليا الأمريكية ترفض تعليق قانون وسائل التواصل الاجتماعي الجديد في ميسيسيبي

أضف تعليق