الولايات المتحدة ترفع السرية عن سجلات تحقيق مقتل إيميت تيل قبيل الذكرى الـ٧٠ لشنقه

غيتي إيميدجز

مقتل إيميت تيل كان لحظة مفصلية حشدت حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة

أُفرج عن آلاف الصفحات في الولايات المتحدة تكشف كيفية تعامل الحكومة مع حادثة إعدام المراهق الأسود إيميت تيل عام 1955. وصفت الأرشيف الوطني الأميركي هذه الوثائق، التي نُشرت قبيل الذكرى السبعين لوفاته، بأنها «لحظة فاصلة في التاريخ الأميركي».

إيميت تيل، فتى يبلغ من العمر 14 عاماً من شيكاغو، كان يزور أقاربه في ولاية ميسيسيبي عندما تعرّض للضرب الوحشي والقتل بعدما ادعت امرأة بيضاء أنه تحرّش بها داخل متجر. شكل تشييع جثمانه والنشاط الذي قادته والدته ميمي تيل-موبلي شرارة دفعت حركة الحقوق المدنية إلى التحرك بقوة أكبر.

لم يُعترف بالتشنيع على أنه جريمة فدرالية ضد الكراهية إلا في عام 2022، عندما أُقرّ قانون «إيميت تيل لمكافحة التنكيل» كجريمة اتحادية.

أُتيح للعامة الاطلاع على أكثر من 6,500 صفحة — من ملفات قضائية كانت سرية سابقاً إلى مواد منشورة كقصاصات مجلات وصحف. وثائق هذه السلسلة، التي أعدّتها لجنة مراجعة سجلات قضايا الحقوق المدنية الباردة، تشكّل إطلاقاً أولياً لسجلات فيدرالية مرتبطة بالقضيه، بحسب الأرشيف.

«إصدار هذه الوثائق تاريخي بكل ما للكلمة من معنى»، قالت مارجريت بورنهام، المشاركة في رئاسة اللجنة. وأضافت: «أفراد عائلة إيميت، والمؤرخون والجمهور عموماً، استحقوا أن يحصلوا على صورة كاملة عن رد فعل الحكومة الفيدرالية». وتابعت: «قصة إيميت تيل والظلم الذي لحق به لا تزال تُكتب، لكن هذه الوثائق تقدّم بعض الوضوح الذي طال انتظاره».

يُعتقد أن وفاة المراهق ساهمت في التمهيد لقانون الحقوق المدنية لعام 1957.

من كان إيميت تيل؟

في 24 أغسطس 1955، دخل إيميت تيل متجراً في بلدة موني بولاية ميسيسيبي، حيث كانت كارولين براينت، التي كانت آنذاك في الحادية والعشرين من عمرها، تعمل. اتهمته براينت بالتحرش وقيام «تقدمات غير لائقة» أثناء وجودها وحدها في المحل.

يقرأ  اعتقال رجل يحمل الجنسيتين البريطانية والألمانية بموجب مذكرة توقيف جنائية لضلوعه في حادث اغتصاب مشتبه به عام 2024

في 28 أغسطس، اختطف زوجها وشقيق زوجها الصبي تحت تهديد السلاح، عذباه وألقيا بجسده المشوّه في نهر. عند جنازة تيل، أصرت والدته على نعش مفتوح حتى يرى الجميع ما حلّ به؛ وأسفرت الصور المنشورة لجثته المبتورة عن صدمة واسعة النطاق في الأمة.

شاهد: والدة إيميت تيل تتحدث عن محاكمة ابنها

تم توقيف الخاطفين، روي براينت وجي. دبليو. ميلام، بتهمة القتل، لكن هيئة محلفين مكوّنة بالكامل من البيض برّأتهم سريعاً. فيما بعد أقرّ الاثنان بقتل تيل في مقابلة مع مجلة، لكن القانون الأميركي منع إعادة محاكمتهما. كلا الرجلين وكارولين براينت توفّوا لاحقاً.

غيتي إيميدجز — كارولين براينت (على اليمين) مع زوجها روي براينت وجي. دبليو. ميلام (على اليسار) مع زوجته يحتفلون ببراءتهم

خلال محاكمة زوجها ونصفه الأشقاء، شهدت كارولين براينت بأن تيل أمسك يدها ووجّه لها عروضاً غير لائقة. لكن في مقابلة أجريت عام 2008 مع مؤرخ أميركي، تراجعت عن ذلك التصريح قائلة إن «ذلك الجزء غير صحيح». أدى موت تيل إلى تظاهرات في أنحاء البلاد ساهمت بدور كبير في حركة أدّت لاحقاً إلى نضال أوسع من أجل حقوق التصويت للأميركيين من أصول أفريقية.

أضف تعليق