تحفيز ذكر جنسيًا لتجنُّب التزاوج بين الأقارب

تحفيز جنسي لحوت قاتل في حديقة بحرية مغلقة بجنوب فرنسا

ويكي، الظاهرة في صور مع صغيرها عام 2011، لا تزال محتجزة في مرفق جنوبي لفرنسا مع ابنها الذي يبلغ أحد عشر عاماً. ذكر الحوت في هذه الحديقة المغلقة يتعرّض لتحفيز جنسي من قبل المدربين، وفق لقطات جوية حصلت عليها مجموعة ناشطة، وذلك لتفادي تزاوجه المحتمل مع أمه.

أُغلقت مارينيلاند أنتيبِس في يناير، غير أن إدارات الحديقة والحكومة الفرنسية ونشطاء حقوق الحيوان لم يتوصلوا بعد إلى اتفاق حول المكان أو السبل المناسبة لنقل الأوركيات وإعادة توطينها. ويأتي الإغلاق تمهيداً لتفعيل قانون فرنسي في ديسمبر يحظر استخدام حيتان العروض في حدائق حيوانات بحرية.

الزوجة — ويكي البالغة 24 عاماً — وابنها كييجو البالغ 11 عاماً ما يزالان محتفظين بهما في أحواض منفصلة وتقوم فرق التدريب برعايتهما يومياً. أظهرت لقطات التقطت في 12 أغسطس اثنين من المدربين يقفان على حافة الحوض بجانب كييجو وهو مستلقٍ مقلوباً؛ إمساك أحدهما لزعنفة الحيوان بينما يقوم الآخر بتحفيزه جنسيّاً، ويمكن رؤية الحيوان وهو يتحرّك ويتلوى في الماء. وتظهر ويكي في حوض موازِ تواجه المكان الذي يُحتجز فيه ابنها. ويُعتبر إبقاؤهما في خزانات منفصلة بشكل دائم ضاراً برفاهيتهما لأن الأوركيات حيوانات اجتماعية بطبيعتها.

أبلغت إدارة الحديقة وزارة البيئة الفرنسية بأن التحفيز يتم مرة واحدة شهرياً وبأن خبيراً بيطرياً أُشير إليه بشأن العملية. وبرّر مديرو المرفق الإجراءات بالقول إنها تهدف إلى «تفادي التزاوج داخل العائلة، وأيضاً لمنع نشوب صراعات قد تؤدي إلى إصابات»، مضيفين أن الأمر «طبيعي ومؤلمته للحيوانات معدومة» — بحسب تصريحاتهم.

من جانبها، تقول فالييري غرين، عضوة مجموعة TideBreakers التي عملت عشر سنوات في سي وورلد أورلاندو، إن تحفيز كييجو لأغراض الإشباع الجنسي سلوك غير مألوف. وتؤكد، كمتدربة سابقة لحيتان القتل، أنها لم تُشاهد هذا الإجراء سوى عند محاولات جمع السائل المنوي من أجل التلقيح الاصطناعي.

يقرأ  طيارون في قوات الدفاع الإسرائيليةيحتجون ضد الحرب في غزة أمام مقرّ القيادة العسكرية

الإنجاب الاصطناعي للحيتان الأنثوية في الأسر كان يمارس لتوليد صغيرات تُستخدم لاحقاً لجذب الزوار وإحياء العروض، وكان ذلك شائعاً حتى العقد الأخير حين سنّت دول، بينها فرنسا والولايات المتحدة، قوانين تحد من بعض ممارسات التكاثر. ومع ذلك تبدو قوانين التربية في اليابان أكثر تساهلاً، ويخشَ النشطاء أن يهتم مدراء حدائق هناك بشراء سائل منوي بعد وفاة آخر ذكر في اليابان المسمى «إيرث» في 3 أغسطس.

تُثار مخاوف أخلاقية إضافية لأن كييجو مُنتج نتيجة زواج الأقارب — إذ أن والديه نصف إخوة — ما يزيد القلق من احتمال استغلال سائل منويه في برامج تربية حيوانات أسيرة. تنفي إدارة الحديقة أن يكون جمع السائل المنوي أو بيعه سبباً لتحفيزه، وتؤكد أن أي تصدير سيستلزم موافقة حكومية فرنسية، وأن قانونياً بيع السائل محظور. وتقول الوزارة البيئية الفرنسية إن مارينلاند أبلغتهم أيضاً بأنه لا نية لجمع أو تصدير السائل المنوي لأغراض تربية.

تقول غرين موجزة: «بغض النظر عن المبررات، من المؤسف أن يُعطى هذا الأمر أولوية بينما كييجو في حاجة ماسة إلى إنقاذه إذ أن بيئته غير آمنة». وأضافت أن إدلاء المدربين بقرارات توفير «راحة جنسية» لحوت يشكل هبوطاً منحطاً جديداً في ممارسات صناعة الأسر التي تنهار أخلاقياً.

كيف وصلنا إلى هنا؟
– نوفمبر 2024: رفضت وزيرة البيئة أغانس بانيي-روناتشر طلب مارينلاند لنقل الأوركيات إلى حديقة بحرية في اليابان.
– يناير 2025: أقامت مارينلاند أنتيبِس عرضها الأخير قبل الإغلاق. طالبت مجموعات ناشطة بنقل الأوركيات إلى ملاذ مقترح في كندا فرفضت الوزارة ذلك.
منذ ذلك الحين لم تحدث تطورات جوهرية بشأن مكان نقل الزوجين، ولم يُطوَّر حتى الآن موقع ملاذ أوروبي مهيأ لهما.

تزايدت أيضاً المخاوف حول ظروف الاحتجاز في الحديقة، وما إذا كانت بيئتها آمنة لويكي وكييجو. قبل أسبوعين نشرت الوزيرة بانيي-روناتشر مقطع فيديو على إنستغرام حاولت فيه طمأنة الجمهور بأن عمليات تفتيش منتظمة للأحواض تُجرى. وتقول كاثرين وايز، مديرة حملات الحياة البرية في منظمة وورلد أنيمال بروتيكشن، التي تتابع الوضع: «من العادل القول إن سلبية تحرّك الحكومة الفرنسية إزاء توفير بدائل لهذه الحيوانات، وعدم تواصلها الفعّال مع المنظمات العاملة على تطوير ملاذات محترفة، لا تكفي وتؤدي إلى تأخيرات غير ضرورية في إعادة توطينها».

يقرأ  اليوم الذي أقدم فيه مستوطنون إسرائيليون على قتل شابين بوحشية في الضفة الغربية تقرير تفاعلي

إعادة توطين الحيوانات بعد إغلاق حديقة أمر صعب، لا سيما للحيوانات الكبيرة التي تتطلب مرافق أكبر ورعاية متقدمة. فعند إغلاق Living Coasts في ديفون عام 2020 حذر المديرون من أن عليهم أحياناً التفكير في القتل الرحيم للحيوانات التي لا يُمكن إيجاد منازل جديدة لها، لكنهم في النهاية وجدوا أماكن لجميع الحيوانات. وبعد إقفال Orsa Predator Park في السويد عام 2022، لم تجد بعض الدببة القطبية موطناً جديداً حتى العام التالي. نُقِلَ اثنان من الدببة إلى سوفولك، لكن أحدهما توفي بعد وقتٍ قصير من وصوله.

بناءً على طلبٍ من محكمة فرنسية، يُجرى تقييم خبير لمرافق مارنيلاند لتحديد ما إذا كان ينبغي نقل الأوركاس وما يقرب من اثني عشر دلفينًا لا تزال محتجزة هناك.

قالت وزارة البيئة الفرنسية: «فرقة عمل شكّلتها الوزارة، تعمل تحت رعاية سفيرة البيئة باربارا بومبيلي، لوضع استراتيجية منسقة على المستوى الأوروبي لرعاية الأوركاس والدلافين، لا سيما تلك الموجودة في مارينيلاند».

بالنسبة لماركيتا شوستروافا، مصوّرة فيديو وشريكة في تأسيس منظمة TideBreakers، تبدو حالة ويكي وكيجو قاتمة.

وقالت: «كنا ندعو إلى بناء حوضٍ مؤقت وتسريعه إلى أن يصبح الملاذ جاهزًا، لكننا نخشى أننا تجاوزنا تلك المرحلة. الوقت يوشك على النفاد.»

أضف تعليق