زيارة تاريخية لإعادة ضبط العلاقات بين باكستان وبنغلاديش
وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار أجرى محادثات مع كبار المسؤولين والسياسيين البنغلاديشيين، بمن فيهم مستشار الشؤون الخارجية توحيد حسين، في ظل سعي البلدين لإعادة ضبط العلاقات بعد توتر علاقات دكا مع الهند.
سافر دار إلى بنغلاديش يوم السبت، وهو أرفع مسؤول باكستاني يزور دكا منذ عام 2012، ووصفت إسلام اباد الزيارة بأنها «تاريخية» و«معلم مهم في العلاقات بين باكستان وبنغلاديش».
تشهد العلاقات بين دكا وإسلام اباد تحسناً منذ الإطاحة برئيسة الوزراء الشيخة حسينة في انتفاضة جماهيرية الشهر الماضي، والتي دفعتها إلى الفرار إلى نيودلهي. كانت حسينة تُعتبر أقرب إلى الهند في مواقفها.
تأتي زيارة دار بعد أيام من تقارير أفادت بأن البلدين خففا قيود التأشيرات المتبادلة للسفر بينهما.
ومن المتوقع أن توقع باكستان وبنغلاديش عدداً من الاتفاقيات، بينها اتفاقيات تتعلق بالتجاره، يوم الأحد. وبدأ البلدان تجارة بحرية العام الماضي، وتوسعت التجارة الحكومية المباشرة في فبراير الماضي.
وذكر بيان لوزارة الخارجية الباكستانية على موقع «إكس» أن «الجانبين بحثا سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، مع تركيز خاص على زيادة التبادل التجاري وتعزيز الترابط». صدر البيان عقب لقاء دار ووزير التجارة جام كمال خان مع مستشار التجارة البنغلاديشي، الشيخ بشير الدين، صباح الأحد.
كما ثُبِّتت خطط لبدء رحلات مباشرة بين دكا وكراشي، حيث تسعى شركات طيران محلية للحصول على الموافقات اللازمة، بحسب تقرير لصحيفة ذا ديلي ستار البنغلاديشية.
وأفادت وزارة الخارجية الباكستانية أن دار سيجتمع أيضاً مع القائد المؤقت في بنغلاديش، محمد يونس.
في مؤتمر صحفي عقده دار في المفوضية العليا الباكستانية بدكا يوم السبت، شدد على «الرغبة القوية لدى باكستان في بناء علاقة تعاونية وبنّاءة مع بنغلاديش».
(صورة) أمين عام الخارجية البنغلاديشي أسد علام سيام يستقبل وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار في مطار دكا [منشور/وزارة الخارجية البنغلاديشية عبر وكالة فرانس برس]
«نشط وأقوى»
التقى كبير الدبلوماسيين الباكستانيين أيضاً بممثلين عن أحزاب سياسية بنغلاديشية، بينها حزب الجماعة الإسلامية الذي عارض انفصال بنغلاديش عن باكستان في عام 1971.
قال نائب زعيم جماعة الجماعة الإسلامية سيد عبدالله محمد طاهر للصحفيين بعد اللقاء: «بحثنا سبل تعزيز العلاقات مع الدولة الشقيقة المسلمية [باكستان] في الأيام المقبلة وكيفية جعل رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي أكثر نشاطاً وأقوى».
كما التقى دار قادة حزب المواطن الوطني الجديد (NCP) الذي قاد الانتفاضة العام الماضي، بالإضافة إلى قيادات حزب بنغلاديش القومي (BNP).
وعقد قادة عسكريون رفيعو المستوى من البلدين اجتماعاً في باكستان يوم الجمعة.
وفي اليوم السابق، أجرى الوزير الباكستاني خان محادثات في دكا، حيث اتفق على إنشاء لجان مشتركة لتعزيز التجارة والاستثمار.
تلاحق اتهامات تاريخية باكستان بسبب الفظائع الواسعة التي نسبتها بنغلاديش إلى الجيش الباكستاني خلال حرب 1971، عندما انفصلت شرق باكستان لتُشكّل بنغلاديش. قُتل مئات الآلاف — وتقول تقديرات بنغلاديش إن أعداد القتلى امتدت إلى الملايين — ولا تزال مطالبات دكا بتقديم إسلام اباد اعتذاراً عن تلك القتلى قائمة.
بعد عام 1971 اتجهت بنغلاديش للاعتماد بشكل كبير على الهند، التي تكاد تحيط بالدولة التي يزيد عدد سكانها على 170 مليون نسمة.
إلا أن يونس طالب الهند بتسليم حسينة، التي ترفض حتى الآن المثول لمحاكمتها في قضايا تبلغ درجة الاتهام فيها جرائم ضد الإنسانية.
اتهمت دكا هذا الشهر نيودلهي بدعم حزب رابطة عوامي المحظور الآن بقيادة حسينة، وهو ما نفته نيودلهي قائلة إنها «لا تسمح بأن تُمارس أنشطة سياسية ضد دول أخرى من أراضيها».