بنغلاديش تستضيف مؤتمراً دولياً بشأن أزمة الروهينغا — إليك ما ينبغي معرفته

تنعقد في كوكس بازا مؤتمرٌ يستمرّ يومين حول معاناة مجتمع الروهينغا المضطهد، تمهيداً لانعقاد مؤتمر رفيع المستوى بشأن أزمة اللاجئين الروهينغا في سبتمبر بجانب اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ينظّم المؤتمر وزارة الخارجية البنغلاديشية، ويأتي بعد ثماني سنوات على فرار أكثر من مليون من الروهينغا — الكثير منهم أصبحوا عديمي الجنسية — من ميانمار إلى بنغلاديش هرباً من حملة عسكرية أودت بحياة الآلاف ووُصفت بجرائم حرب وإبادة جماعية.

يقول كمال حسين، رئيس لجنة ممثلي ميانمار المطرودين قسرياً، وهي هيئة مناصرة للروهينغا: «منذ 2017 لم يحدث حوار مباشر بين الروهينغا والهيئات الدولية أو الحكومة البنغلاديشية أو المجتمعات المحلية أو ميانمار. يُنظر إلى هذا المؤتمر كخطوة نحو إيجاد حلول».

من يحضر؟
افتتح خليل الرحمن، الممثل رفيع المستوى لقضية الروهينغا ومستشار الأمن القومي البنغلاديشي، المؤتمر يوم الأحد.
من المتوقع أن يحضر محمد يونس، رئيس الوزراء المؤقت في بنغلاديش، وذلك في إطار محاولة تقديم الدعم لإحدى أكثر الفئات المهمشة عالمياً.
سيشارك وزراء خارجية ومبعوثون دوليون وممثلون عن وكالات الأمم المتحدة ومسؤولون من بعثات بنغلاديش في الخارج.
كما ستزور وفود بقيادة الرحمن مخيمات اللاجئين الروهينغا — الأكبر في العالم — للقاء السكان الذين يعانون نقصاً متزايداً في الغذاء والدواء.

تُعقد فعاليات المؤتمر في وقت يواجه فيه اللاجئون في كوكس بازار تقليصات في المساعدات، وما يقرب من 1.5 مليون شخص يعتمدون على الإعانات.
قال توني تشنغ مراسل الجزيرة من كوكس بازار إن «حصة الغذاء الشهرية انخفضت منذ بداية هذا العام من 12 دولاراً إلى 8 ثم إلى 6 دولارات، أي تقلّ إلى النصف. عند هذا المستوى لا يستطيعون شراء السمك أو الدجاج؛ يكاد طعامهم يقتصر على الحبوب والرز».
وأضاف أن يونس دعا لعقد المؤتمر كي لا يُنسى الروهينغا، معرباً عن أمله في أن تُفضي الأيام القليلة المقبلة إلى حلول واقعية تمنع بقاءهم منسيين في هذه المخيمات.

يقرأ  إير كندا تواجه اضطراباً بعد إضراب طاقم الضيافة الجويةما الذي يجب معرفته؟

ما أهمية المؤتمر؟
يرى ناى سان لوين، النائب المشترك لرئيس المجلس الوطني الروهينغي في أراكان، أن «هذه هي المرة الأولى منذ ثماني سنوات التي يُتاح فيها للروهينغا فرصة أن تُسمع أصواتهم».
أوضح أن «ما يُطرح هنا سيُعرض في مؤتمر الأمم المتحدة الرفيع المستوى حول الروهينغا والأقليات العرقية في نيويورك بتاريخ 30 سبتمبر»، وأضاف أن «هناك احتمال عقد اجتماع آخر في قطر خلال ديسمبر. ونأمل، لكون هذه اللقاءات على مستوى رفيع، أن تؤدي على الأقل إلى قرار دولي بشأن الروهينغا».
وأكد أن هذه المسارات قد تقود إلى حل دائم، وأن الهدف النهائي يبقى العودة إلى الوطن في ميانمار بكامل الحقوق والكرامة والحماية.

ماذا قالت الأمم المتحدة مؤخراً؟
دعت الأمم المتحدة، قبيل انعقاد الاجتماع، إلى منح الروهينغا في ميانمار المواطنة والمساواة والأمن.
وقد تعرّض الروهينغا، وهم في الغالب مسلمون، للاضطهاد في ميانمار لعقود. ومن بين نحو 3.5 مليون روهينغي في العالم يَقدَّر أن نسبة تقارب 90% يعيشون لاجئين أو مهاجرين دون وثائق.
وقال جيريمي لورانس، المتحدث باسم مكتب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: «مع اقتراب مرور عام إضافي دون تحقيق العدالة عن أعمال العنف التي بدأت في 25 أغسطس 2017 في ميانمار، يطرح السؤال متى ستنتهي المأساة المستمرة والجرائم الجارية، لا سيما على مجتمع الروهينغا المعذّب؟» وأضاف أن «وضع حد للإفلات من العقاب وضمان حقوق الروهينغا بالأمن والمواطنة والمساواة أمران أساسيان لكسر حلقة العنف».

هل تغيّرت الأوضاع مؤخراً؟
أشار لورانس إلى أن الوضع الحقوقي والإنساني في ولاية راخين بميانمار تدهور بشدة منذ نوفمبر 2023، ما زاد من خطورة ظروف الحياة التي يواجهها الروهينغا هناك.
فالولاية الفقيرة المطلة على الساحل والمجاورة لبنغلاديش شهدت معاناة شديدة خلال أحدث جولات الصراع في ميانمار، التي تفجّرت عقب انقلاب 2021 الذي أطاح بحكومة منتخبة وفرض إدارة عسكرية قمعية.
وقال لورانس إن كلّاً من الجيش ومقاتلي أراكان «ارتكبوا ولا يزالون يقتحمون جرائم فظيعة ضد الروهينغا مع الإفلات من العقاب، في انتهاك صارخ للقانون الدولي».
ودعا المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك المجتمع الدولي إلى تكثيف الدعم للروهينغا.
لكن فاطمة خاتون — التي هربت من ميانمار ثلاث مرات بسبب القمع العسكري في 1978 و1992 ومرة أخرى في 2018 — أعربت عن تشككها في نتائج المؤتمر، قائلة: «أريد العودة إلى دياري مع قضاء الحق واسترجاع أرضي وممتلكاتي. أريد أن أرى السلام هناك. مرت ثماني سنوات منذ مجيئي للمرة الثالثة، فإلى متى سنعاني؟»
أثّرت تخفيضات المعونات المتكررة بشدة على أوضاع الروهينغا في المخيمات المكتظة، حيث يعتمد كثيرون على المساعدات ويعانون سوء تغذية واسع الانتشار.

يقرأ  رجل يُوقَف بعد العثور على أربع جثث في نهر السين قرب باريس

هل ثمة مؤتمرات أخرى مقترحة؟
نعم. قرّر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة عقد مؤتمر في نيويورك بتاريخ 30 سبتمبر.

أضف تعليق