ما الذي يقف وراء ولع نيجيريا ببرامج الواقع؟

مشجعات ومشجعو نيجيريا المولعون ببرنامج المواعدة الواقعي Love Island USA على أهبة الاستعداد لمتابعة حلقة لمّ الشمل للأزواج بعد ستّة أسابيع من النهاية في فيجي. الحماس لا يخبو؛ الهوى والدراما يجتمعان خلف شاشات صغيرة تُنقل بعالمٍ كبير من التفاعل والمواجهة.

Love Island USA هو النسخة الأميركية من الفورمات البريطاني الشهير: متسابقون يُسمون «جزراء» يكوّنون ثنائيات داخل فيلا فاخرة في فيجي، يواجهون تحديات، يمرّون بتشابكات عاطفية، ويتعرّضون لتصويت الجمهور تحت مراقبة دائمة للكاميرات. الجائزة: 100,000 دولار — وربما الحب أيضًا.

الفائزون هذا الموسم هم أماية إسبينال وبرايان أرنياليس، اللذان تقارنا في الأسبوع الأخير وما زالا معًا. لكن السجلّ خارج الشاشة لم يكن أقل تشويقًا؛ فقد تحوّل شغف الجمهور إلى شحنات وصراعات على وسائل التواصل، خصوصًا بين متابعين من نيجيريا وآخرين من الولايات المتحدة.

آشيمي أولاميبوسي، طالبة نيجيرية تبلغ من العمر 20 عامًا وتتحدّث من لاگوس بعد شهرٍ من النهاية، تصف الشغف بأنه «حبّ للدراما، نحبّ الوهلة — wahala» مستخدمةً كلمة البيدجن النيجيرية التي تعني المتاعب. عيونها تلمع وهي تستذكر أحداث الفيلا والدردشات الجماعية في وقت متأخر من الليل والمناوشات الإلكترونية بعنف قد يوحي بأنها محاربة تشارك ذكريات معركة.

خارج الشاشات، اتسعت دائرة الجدل عندما اتُّهمت مجموعة من المشاهدين في نيجيريا بمحاولة التأثير على نتائج التصويت العام والتدخّل في حسابات بعض المشاركات على السوشال ميديا. التغريدات حول Love Island USA تجاوزت 2.1 مليون تغريدة خلال الموسم في نيجيريا، وبلغت ذروتها في يومٍ واحد بحوالي 574 ألف تغريدة — أكثر من ما سجّلته جنوب أفريقيا أو غانا.

بعض المشاهدين في نيجيريا يراقبون الحلقة عبر VPN ليظهر وكأنهم داخل الولايات المتحدة، ثم يدخلون تطبيق المذيع Peacock، أو يشاهدون المقاطع المنشورة على يوتيوب من مستخدمين مجهولين كما تفعل أولاميبوسي. ومن جهةٍ أخرى، اتُّخذت استراتيجيات تصويت منظمة: مجموعة واتساب من حوالى 200 شخص — 150 تقريبًا نيجيريون والباقي من أميركا وغانا وكينيا والمملكة المتحدة — جمعت أموالًا لشراء أرقام أميركية بهدف التصويت بدقّة عسكرية.

يقرأ  اليوم الذي أقدم فيه مستوطنون إسرائيليون على قتل شابين بوحشية في الضفة الغربية تقرير تفاعلي

الاهتمام النيجيري بالواقع التلفزيوني ليس مفاجئًا بالنسبة لذوي الخبرة: دونالد كلارك، منتج تلفزيوني مقيم في لندن عمل على Big Brother Nigeria، يربط ذلك بثقافة رواية القصص السائدة في البلاد، ويشير إلى نوليوود كأحد تجلّيات هذا الشغف. التطور الكبير لوسائل التواصل حوّل النقاشات إلى ميمات ولحظات مشتركة، ما يجعل الحديث أحيانًا أكبر من البرنامج نفسه.

الدكتورة ويندي أوسيفو، محاضرة علم الاجتماع من أصول نيجيرية-أميركية وعضوة سابقّة في برنامج Real Housewives of Potomac، تربط هذا الهوس بالواقع السياسي في نيجيريا؛ جمهور عاش عقودًا من الحكم العسكري وتجارب انتخابية مثيرة للشك يجعل الناس يميلون لأن يكونوا «مراقبين» للحياة السياسية — فتصبح السياسة أكبر واقعيّة عرضت على شاشات الواقع. بحسبها: «أكبر واقعٍ لدينا هو نظامنا السياسي»، وهي مقارنة تنطبق الآن على أمكنة أخرى أيضًا.

الخلافات بين الجمهورين الأميركي والنيجيري غالبًا ما تنبع من اختلافات في منظور الهوية؛ تقول أولاميبوسي إن «السود الأميركيين يربطون الأمور دائمًا بالعرق، بينما النيجيريين أقل انشغالًا بذلك». هذا التباين ظهر جليًا في ردود الفعل تجاه مشاركة هدى مصطفى، صاحبة الأصل العربي، التي أثارت جدلًا شديدًا بسبب شخصيتها القطبية ومواجهاتها العلنية وعلاقاتها المعقّدة داخل الفيلا.

في خط البداية كان هناك أربع فتيات إلى جانب هدى، وكانت تشيلي بيسانثي وأولاندريا كارتن وحيدتين كممثلات سوداوات في التشكيلة الأولى وتعرضتا لتعليقات عنصرية، ما اعتبره البعض خيانة حين لم تقف أخريات من النساء السود إلى جانبهن. دعم أولاميبوسي لهدى أدّى إلى وسمها بـ«المناهضة للسود»، فصمتت لحظة من الدهشة وقالت إنها شعرت بأنها «مخدوعة».

المجموعات الإلكترونية لم تكن بمنأى عن التسلل؛ بعض مؤيدي غيرهم من المتسابقين اخترقوا مجموعات واتساب وسرّبوا محادثات واستراتيجيات، مما أطلق موجة «الواحة» — أو بالعامية «wahala» — واتهامات بسلوك «سام» طالِبَتْ منها أصوات أن يُمنع نيجيريا من المشاهدة في المواسم القادمة. تغريدة واحدة طالبت: «من فضلكم حظر Love Island على نيجيريا»، وحصدت آلاف الإعجابات.

يقرأ  العلماء: اكتشافُ ثلاثِ أنواعٍ إضافيةٍ من الزرافات يفوقُ ما كان يُعتقدُ سابقًا

بالرغم من التوتّر، يبقى الحماس قائمًا: حزات مشاهدة افتراضية وجماعية مُرتقبة لبثّ حلقة لمّ الشمل التي تجرى لاحقًا يوم الاثنين. أولاميبوسي تختتم حديثها بتعابير انتشرت خلال الموسم: «ارفعوا مستوى الجدية — stand on business — عشرة أصابع على الأرض — ten toes down»؛ بمعنى أن تكون أقوالكم أفعالًا، وتستمتع — مثل غالبية المشاهدين النيجيريين — بالـ«واهلـا» والدراما التي لا تُفوت.

أضف تعليق