يسر غاليري Huxley-Parlour أن يعلن عن «أزرق البُعد»، معرضٌ جديدٌ للوح الفنانة الجنوب أفريقية كايت جوتغنز. المعرض يُعرض في صالة Swallow Street، وهو المعرض الفردي الثاني للفنانة مع الغاليري. في هذه المجموعة الجديدة تستقصي الفنانة الحنين والرحيل والخصائص التعبيرية للون الأزرق خلالل أعمالها.
تواصل الأعمال في المعرض تصوير أوقات الترفيه في الضواحي: سعف النخل يطيل ظلاله على الحدائق المشمسة، أصدقاء مرسومون بتدرجات مختلفة من التفاصيل يمشون على شاطئ رملي، وأطفال يقضون بعد الظهر في زورق تجديف. عنوان المعرض — «أزرق البُعد» — المستعار من كتاب ريبيكا سولنيت «دليل ميداني للتيه»، يوحي بمساحةٍ بين نقطتين، بمنظور يتلاشى، وبحركةٍ تعبر بينهما. محاصرة بين الماضي والمستقبل، تستكشف جوتغنز ازدواجية الفقد والحنين، وشخوصها معلّقة في فضاء عتبي بين ما كان وما لم يأتِ بعد.
عامِلةً ضمن رموزٍ مألوفة — رجل على سُفْح عبارة بحرية، امرأة مستلقية تتشمس في كرسي بحديقتها الخلفية، مجموعة نساء تنظر على امتداد الساحل — تُعقَّد ألفة موضوعاتها عبر سطحها التصويري. هذا اللايقين وقابلية التحول يتبدّيان شكلًا في تطبيقها للطلاء، حيث تفرض علامات محددة الشكل مقابل مسحات واسعة وضربات فرشاة إيمائية. تتداخل الأشكال والمناظر وتخرج من دائرة الوضوح ثم تعود إليها، مشيرة إلى الطابع الطيفي للصور الفوتوغرافية القديمة التي تستقي منها مادتها المرجعية. تقف لوحاتها عند مفاصل المعلوم والمجهول؛ نعرف موضوعاتها لكن لا نعرف كيف وجدت طريقها إلى هناك.
مُشيرةً إلى بهتان الأفلام القديمة والحنين المتأصل في التصوير الفوتوغرافي، تستلهم جوتغنز تأثيرها من الدلالات الثقافية والروحية للأزرق. مغمورٌ بأزرق حبرّي ورمادي وجليدي، يستحضر «أزرق البُعد» حالةً من الكآبة التأملية ويناقش الفكرة التي طرحتها الكاتبة ماجي نيلسون في كتابها Bluets: الأزرق كلون للذاكرة. في تاريخ الفن الغربي، يحمل الأزرق ثقلًا رمزيًا واضحًا، مستخدمًا في سقوف الجداريات التي تمثل السماوات وفي أردية العذراء مريم. ثمّة روحانية في لوحات جوتغنز؛ في مناظرها الطبيعية المفعمة بالإيحاء، في الانكفاء الذاتي وغموض شخصياتها العابرة، وفي السؤال عن الوجهة التي ستأخذهم إليها رحلاتهم.