بعد مقتل سائق يعمل عبر تطبيقات النقل في جوهانسبرغ في اغسطس 2025 على يد مسلحين، انتشرت على منصات التواصل صورة طالبت بإظهار مراهق قيل إن أسطول حافلاته الصغيرة الموروثة قد احترق خلال الاضطرابات اللاحقة. الخبر غير صحيح؛ الصورة في الواقع لقطة شاشة مأخوذة من تسجيل نُشر على تيك توك في أبريل ويوليو 2025، عقب أعمال عنف مرتبطة بالتاكسي في نيانغا، بلدة كبيرة تبعد نحو 1,400 كلم في مقاطعة Western Cape.
منشور على منصة إكس نُشر في 16 أغسطس 2025 ادّعى: «أمس احترق 18 تاكسيًا»، وأضاف أن فتىً عمره 17 عامًا عاد من المدرسة ليجد أن 18 سيارة تركها له والده المتوفى قد أُحرقت، وزُعم أن سائقي أوبر هم من قاموا بذلك. المنشور، الذي أعيد نشره مئات المرات ونال أكثر من أربعة آلاف إعجاب، أرفق بصورة لشخص يرتدي زيّ المدرسة ويحمل حقيبة على ظهره، وخلفه صف من الحافلات الصغيرة المحترقة.
انتشرت مطالبات مماثلة على فيسبوك وتيك توك وإنستغرام، لكن الصور تُظهر حوادث إحراق حصلت في وقت سابق من السنة في كيب تاون ولا علاقة لها بالصدامات الراهنة الخاصة بالنقل في جوهانسبرغ.
بحث بالصور والكلمات المفتاحية كشف صورًا أخرى للشخص المزعوم على حساب تيك توك يحمل المعرف @evayomatakane، الذي ينشر كثيرًا عن الحافلات في كيب تاون مع وسم «taxiowner». نُشر مقطع الفيديو الأول في 25 أبريل 2025 ومقطع آخر في 3 يوليو 2025. تعليقات على المنشورات الكاذبة أشارت إلى أن المشاهد تظهر موقف تاكسي في نيانغا، وذهب تقرير مصوّر لصحيفة IOL على تيك توك في 10 فبراير 2025 ليؤكد ذلك، مشيرًا إلى انتشار عناصر شرطة إضافية عقب حادثة عنيفة أحترقت فيها أكثر من عشر مركبات تاكسي.
علامات الحروق الفريدة وأعمدة الإنارة والأشجار في الخلفية تطابقت مع لقطات IOL، مما يدل على أن فيديو الفتى يصوّر تبعات نفس الاضطراب في كيب تاون في فبراير 2025. زاوية في صور غوغل ستريت فيو أيضًا تطابقت مع لقطات IOL من حيث معالم الأفق والعمود والجِبال، ما يدعم أن المشهد من كيب تاون لا من جوهانسبرغ. فريق التحقق في وكالة الأنباء تواصل مع مستخدم تيك توك @evayomatakane وسيُحدّث التقرير حال ورود رد.
تجدر الإشارة إلى أن التصعيد العنيف بين سائقي التاكسي التقليديين ومشغلي خدمات النقل الإلكتروني متصاعد؛ ففي 13 أغسطس 2025 قُتل سائق أوبر، مثوكوزيسي مفيلاس، بالرصاص وأُحرق في جوهانسبرغ، وفي اليوم التالي أُحرق مينيباص أُشيعت أن سكانًا غاضبين من سوويتّو هم من أضرموا النار. أُصيب اثنان على الأقل في تبادل إطلاق نار، وفتحت الشرطة قضايا قتل ومحاولة قتل وحرق للتحقيق، وذكرت أن الحادث يشتبه بأنه مرتبط بعنف قطاع التاكسي.
حافلات المينيباص تشكّل العمود الفقري لوسائل النقل العام في جنوب أفريقيا، لكن الصناعة تعاني من حروب مناطقية عنيفة وتأثيرات جنائية متسلطة. التنافس مع سائقي خدمات النقل الإلكتروني تصاعد مؤخرًا، ويواجه مشغلو هذه الخدمات تهديدات متكررة في مناطق تسيطر عليها نقابات سائقي المينيباص.
الخلاصة: الصور ومقاطع الفيديو المتداولة التي تزعم أن فتىً فقد أسطوله في اضطرابات جوهانسبرغ حديثة هي مضللة؛ الأدلّة تشير بوضوح إلى أن المشاهد من حوادث سابقة في كيب تاون وتم تداولها خارج سياقها الأصلي.