تداول مستخدمون مقطع فيديو يظهر طائرة عسكرية تطلق صواريخ في منطقة نائية وادّعوا أنه يوثّق هجوماً نفذته المجلس العسكري على معقل لمتمردي أقلية في ولاية راخين بميانمار، في وقت تعاني فيه المنطقة من الجوع نتيجة الصراع والحصار. لكن صحفياً قال لهيئة الأنباء الفرنسية إن المقطع صُوِّر في شمال سريلنكا عام 2009، عند نهاية الحرب الأهلية هناك.
في منشورٍ باللغة البورمية نُشِر في 25 يوليو 2025، تَمَّتْ إضافة تعليق مفاده أن “الجيش يهاجم قاعدة لجيش أراكان في مينبيا. الفيدو نُشر بواسطة جندي من الجيش” — وقد تكرر نشر المقطع على فيسبوك أكثر من 400 مرة، ويُظهر مقاتلة تطلق صواريخ ورشاشات تجاه منطقة مشجرة.
التقاط شاشة أظهر المنشور الزائف مع علامة X وضعتها وكالة الأنباء الفرنسية لتوضيح عدم صحة الادعاء.
جيش أراكان هو جماعة متمردة من أقلية عرقية تقاتل المجلس العسكري الحاكم في غرب ولاية راخين، وتسيطر حالياً على 14 من أصل 17 بلدة رئيسية في الولاية.
أصبحت الولاية جبهة أساسية في الحرب الأهلية المشتتة في ميانمار، حيث تتصارع مجموعات متمردة عرقية ومقاتلو الديمقراطية ضد المجلس العسكري الذي استولى على السلطة بانقلاب عام 2021. وفي أغسطس 2025 حذَّرَت الأمم المتحدة من أن أكثر من مليوني نسمة في المنطقة يواجهون خطر المجاعة الوشيك بسبب الصراع وتوقُّف المساعدات إثر قرار الولايات المتحدة خفض الدعم.
المقطع تناقله مستخدمون أيضاً في منشورات متعددة على فيسبوك مصحوباً بذات الادعاءات، تزامناً مع تقارير تفيد بأن القوات الحكومية استعادت السيطرة على بلدات رئيسية كانت تحت سيطرة المتمردين في أجزاء أخرى من البلاد.
غير أن المقطع يعود لأكثر من عقد: بحث عكسي لصور مفصلية من الفيديو على غوغل كشف تطابقاً مع لقطات داخل فيديو أطول نُشر على يوتيوب في 25 يناير 2025 بعنوانٍ باللغة السنهالية يشير إلى تقدم الجيش السريلانكي في مناطق شمالية. الفيديو الأصلي أُرشف وظهر فيه الصحافي أمل سامانثا يتحدث إلى الكاميرا عند الدقيقة 1:37 على قناته التي يوثق عليها أعماله السابقة.
قال أمل سامانثا لهيئة الأنباء الفرنسية في رسالة إلكترونية بتاريخ 19 أغسطس 2025: “هذا مقطعي. قوة الجو السريلانكية مروحية MI-24 تهاجم خطوط ملجأ إرهابيي الـ LTTE في شمال سريلنكا خلال حرب 2009.”
الحرب الأهلية في سريلانكا التي امتدت 26 عاماً أودت بحياة نحو 100 ألف شخص وأرجعت التنمية عقوداً إلى الوراء، وانتهت بعملية عام 2009 کهُرمت دولياً بسبب القصف العشوائي للمدنيين.
سبق لوكالة الأنباء الفرنسية أن فندت معلومات مضلِّلة متعلقة بالاضطرابات في ميانمار في تقارير سابقة.