سلامة من قناة «الجزيرة» من بين أربعة صحفيين قُتلوا في غزة في هجوم إسرائيلي أخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

مقتل أربعة صحفيين بينهم مصوّر «الجزيرة» محمد سلامة في قصف استهدف مستشفى ناصر

أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 20 شخصاً قتلوا في هجوم على مجمّع ناصر الطبي جنوب القطاع، من بينهم أربعة صحفيين، بينهم مصوّر قناة الجزيرة محمد سلامة. وقالت الوزارة، يوم الاثنين، إن الضحايا سقطوا في الطابق الرابع من المستشفى نتيجة ضربة مزدوجة؛ صاروخ أصاب المكان أولاً وتبعه صاروخ آخر بعد لحظات حين وصلت فرق الإنقاذ إلى الموقع.

من بين القتلى أيضاً المصوّر حسام المصري الذي كان يعمل مع وكالة رويترز، والصحفية مريم أبو دقة التي تعاونت مع عدة مؤسسات إعلامية بينها «الإندبندنت عربية» و«أسوشييتد برس»؛ وكذلك الصحفي معاذ أبو طه، وفق بيان صادر عن مكتب الإعلام الحكومي في غزة (الحكومه الإعلامي). وأفادت رويترز بأن البثّ المباشر الذي كان يديره المصوّر المصري من داخل المستشفى انقطع فجأة عند وقوع الضربة الأولى.

ووصفت وزارة الإعلام الحكومية ما حدث بأنه «جريمة مروعة» ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية باغتيال مجموعة من الصحفيين الذين كانوا يؤدّون مهاماً إعلامية داخل مستشفى ناصر في محافظة خانيونس، وأضافت أن هناك شهداء كثيرين سقطوا نتيجة هذه الجريمة. كما حمّلت البيان الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في ما وصفته بـ«جريمة الإبادة» مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم البشعة.

«طمر الحقيقة»

أدانت قناة الجزيرة العملية واعتبرتها «نية واضحة لطمر الحقيقة». وقالت الشبكة في بيان إن دماء زملائها لم تجف بعد قبل أن تستهدف قوات الاحتلال مجدداً مصوّرها محمد سلامة مع ثلاثة مصوّرين آخرين، مؤكدة أن استهداف الصحفيين لم يثنِ الشبكة عن استمرارها في البثّ المباشر لتغطية ما وصفته بـ«الإبادة الإسرائيلية في غزة» طوال 23 شهراً، رغم منع سلطات الاحتلال دخول وسائل الإعلام الدولية لتغطية الحرب.

يقرأ  نُخْبَةُ مِصْرَ الْجَدِيدَةُ

وتذكر التقارير أن محمد سلامة تزوج العام الماضي من الصحفية الفلسطينية هلا عسفور وسط الحرب الجارية. أما مريم أبو دقة فتترك خلفها طفلاً يبلغ من العمر 12 عاماً تم إجلاؤه من غزة في وقت سابق من الصراع، بحسب ما نقلت محررة وكالة أسوشييتد برس آبي سويل، التي وصفت أبو دقة بأنها «بطلة حقيقية مثل بقية زملائنا الفلسطينيين في غزة».

تأتي هذه الخسائر بعد أقل من أسبوعين على مقتل الصحفي المعروف أنس الشريف مع أربعة من زملائه أمام مستشفى الشفاء في مدينة غزة. رفعت الحصيلة بذلك عدد الصحفيين الفلسطينيين القتلى منذ 7 أكتوبر 2023 إلى ما لا يقل عن 273 صحفياً، بحسب إحصاء أجرته قناة الجزيرة.

من جانب آخر، أكد مكتب رويترز أن المصوّر حاتم خالد من رويترز أصيب أيضاً في الهجوم؛ خالد وثّق الحرب في غزة على نطاق واسع لصالح الوكالة.

ردّ الجيش الإسرائيلي وادعاءات متكرّرة

أصدرت قوات الاحتلال بياناً مقتضباً زعمت فيه أنها نفّذت «ضربة في محيط مستشفى ناصر»، من دون توضيح الهدف أو سبب استهداف المنشأة، ونشرت البيان عبر قنواتها على مواقع التواصل، مؤكدة في الوقت ذاته أنها «لا تستهدف الصحفيين كفئة». تصريحات من هذا النوع تتكرر رغم إدانة منظمات حقوقية واستمرار التقارير عن استهداف عناصر الطواقم الطبية والإعلامية وفرق الإغاثة.

استهداف متكرر للصحفيين والمستشفيات

قالت هند الخضري من قناة الجزيرة إن إسرائيل استهدفت الصحفيين الفلسطينيين بشكل متواصل طوال الصراع، وتساءلت متى سيتوقف تداول أخبار قتل زملائهم. وذكرت الخضري، أثناء تقريرها من دير البلح، أن الصحفيين الفلسطينيين باتوا يعتمدون على المستشفيات كمراكز للبقاء ومواصلة البثّ لأن بنية الخدمات—من كهرباء وإنترنت—تعاني انقطاعاً طويل الأمد، ما يجعل تلك المرافق آخر مساحة متاحة لنقل الأخبار عن الجرحى والمصابين والمصابين بسوء التغذية والقتلى.

يقرأ  تجربة اكتشاف في التعليم — ملخص تكنولوجيا التعليم

ويرى محمد المصري، أستاذ دراسات الإعلام في معهد الدوحة للدراسات العليا، أن إسرائيل تعلم أنها غالباً «قادرة على فعل ما تريد» من دون محاسبة خلال سير الحرب على غزة، مشيراً إلى نمط البيانات الإسرائيلية التي تنكر أو تلتف عن الاتهام أو تُحمّل حماس المسؤولية. وقال: «سننتظر لنرى ردّهم على هذا الهجوم الأخير على مستشفى ناصر».

أدانّت منظمات حقوقية استهداف الصحفيين في غزة، مشددة على أن خطر العمل الصحفي في القطاع يفوق أي مكان آخر في العالم. وذكرت منظمة العفو الدولية أن «لا صراع في التاريخ الحديث شهد عدداً أكبر من الصحفيين القتلى» مقارنة بما يجري في قطاع غزة.

لقد تعرّضت مستشفيات متعددة للقصف أو المداهمة منذ بداية الحرب، فيما تكرر إسرائيل ادعاءها بأن مسلحين يعملون داخل مرافق طبية—ادعاءات لم تُدعم بأدلة مستقلة. وقد وُجهت لإسرائيل اتهامات بانتهاكات واسعة خلال 22 شهراً من الحرب العنيفة على غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 62 ألف شخص، بينهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال، كما صدرت مذكرات توقيف عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت بتهم جرائم حرب.

أضف تعليق