الريادة في إصلاح التعليم على المستوى المحلي

بقلم: ماري بارك، رئيسة مجلس تعليم مقاطعة أورانج ومديرة مشروع المسؤولين المحليين المنتخبين في كاليفورنيا (CLEO)

لم أكن يوماً أخطط لخوض العمل العام، حتى صادفت بنفسي كيف يمكن لاختيار المدرسة أن يغيّر مصائر الأسر. عندما تعرّضت ابنتي للتنمّر في المرحلة الإعدادية أدركتُ بألم مدى أهمية أن تتاح لكل عائلة فرصة الالتحاق ببيئة تعليمية مناسبة. نحن حظينا بإمكانية نقلها إلى مدرسة خاصة ازدهرت فيها، لكنني كنت أعرف أن كثيرين لا يجدون أمامهم هذا الخيار.

لا ينبغي لأي طفل أن يبقى محاصراً في مدرسة عامة لا تلائمه لمجرد الرمز البريديي الذي يسكن فيه. هذه القناعة هي ما دفعني لخوض الانتخابات لمجلس تعليم مقاطعة أورانج. لم أكن أعلم خفايا الحملات الانتخابية أو تفاصيل إدارة الشؤون العامة، لكن كنت مقتنعة أن ما هو على المحك أكبر من أن أبقى على الهامش. مثل كثير من الآباء الذين يتطوعون لخدمة مجتمعاتهم، اكتشفت أن القناعة والمثابرة تفوقان في غالب الأحيان الخبرة السياسية.

بعد انتخابي مباشرة تم اختياري نائبة رئيس المجلس، وهو منصب مكنني من المساهمة في وضع أجندة تضع الطالب والأسرة في المقام الأول. كثيراً ما تحمي القيادات التعليمية الراسخة الوضع القائم، وما زال هيكلنا الحوكمي في مجلس المقاطعة، بوصفه هيئة استئناف، يختلف بعض الشيء عن مجالس المدارس المحلية للمناطق. ومع ذلك، يفهم زملائي الأعضاء وأنا مبدأ أساسياً: واجب المجلس المنتخب هو تجاه الطلاب، وليس تجاه البيروقراطية.

هذا الفهم يجعلنا نركّز على ما يهم العائلات حقاً. بالنسبة لكثير من الآباء، يعني ذلك توفير بدائل حقيقية لمدارس المناطق التابعة لهم. الأهل هم الأقدر على معرفة ما يحتاجه طفلهم، ومن مسؤوليتنا كمجلس أن نحترم هذه القرارات وندعمها.

لذلك وضعنا في مقدمة أولوياتنا دعم نمو المدارس المستقلة (الشارتَر) — مدارس عامة تتمتع بمرونة أكبر في التعامل مع التحديات التي تواجه المدارس التقليدية. تستحق العائلات مدارس تعكس نقاط قوة أطفالهم وتمنحهم فرصة النجاح. تتيح المدارس المستقلة خياراً عملياً للأهل في البحث عن البيئة الأنسب لأبنائهم، سواء كان التركيز على التحصيل الأكاديمي، أو الفنون، أو العلوم والتكنولوجيا، أو ببساطة على بيئة تعليمية أكثر أماناً ودعماً.

يقرأ  معهد التخنيون يطلق برنامجًا جديدًا للطلاب الدوليين الفارين من معاداة السامية في الحرم الجامعي

في كاليفورنيا يشهد نموّ المدارس المستقلة توسعاً سريعاً في أنحاء الولاية. في مقاطعة أورانج وحدها تضاعف عدد الطلاب الملتحقين بهذه المدارس — من نحو ١٢٬٠٠٠ طالب في 2014–2015 إلى ما يقارب ٢٦٬٠٠٠ في 2024–2025. أفخر بأن عدد المدارس المستقلة في المقاطعة ارتفع منذ انضمامي إلى المجلس من ١٤ مدرسة إلى ٤٥ مدرسة. مشاهدة نمو هذه المدارس ونجاح طلابها كانت من أكثر جوانب خدمتي إرضاءً ومعنى.

لكن هذه التطورات لم تقتصر على المدارس المستقلة فقط؛ فقد وجدت أغلب الدراسات أن توسع خيارات التعليم أدى إلى تحسينات إيجابية أيضاً في مدارس المناطق العامة.

إلى جانب دعمنا للمدارس المستقلة، ركّز المجلس على مسار آخر يمنح العائلات خياراً حقيقياً: طلبات النقل بين المناطق. تتيح هذه الطلبات للطالب الالتحاق بمدرسة خارج منطقته المخصصة، ونحن نعمل كهيئة استئناف لهذه الطلبات، إذ يصلنا غالباً بعدما تُرفض طلبات الأهل من قبل منطقتهم الأصلية. تلك الرفضات نادراً ما تأخذ في الحسبان حقوق الأهل أو مصلحة الطالب، بل تحركها مخاوف بيروقراطية من أن يؤدي قبول الطلبات إلى هجرة جماعية من المدارس المتعثرة.

نحن في قيادة المجلس نؤمن أن الأهل هم الأعرف بأولادهم ويجب أن نثق بهم في توجيه تعليمهم. لذلك من بين اقتراحاتي المفضلة هو «الموافقة على إنقال الطالب بين المناطق لصالح الأسرة». على مرّ السنوات منح مجلسنا مئات من هذه الاستئنافات، ما فتح أمام طلاب كثيرين فرص الالتحاق بمدارس يمكثون فيها ويزدهرون.

لم تكن المسيرة خالية من الصعاب؛ فقد واجهنا معارضة شديدة من نشطاء وفاعلين سياسيين ومستشارين ذوي مصالح. لكن بقوفنا بثبات استعدنا للأهالي زمام قرار تعليم أبنائهم وفتحنا لهم أبواب فرص جديدة بلا حصر.

العمل في مجلس التعليم لم يكن يوماً على قائمة أحلامي، لكنه صار واحداً من أعمق فصول حياتي معانٍ. للآباء الذين يفكرون في الترشّح، أشجعكم على الإقدام. وللأعضاء الحاليين، لا تخافوا من القيادة.

يقرأ  سوريا تدين «اقتحامًا عسكريًا» إسرائيليًا جديدًا في ريف دمشق— أخبار الأمم المتحدة

كل مجلس يواجه تحدياته، ومعظمها قادر على دعم المدارس المستقلة والموافقة على طلبات النقل — ومنح الأهالي خيارات حقيقية الآن للوصول إلى التعليم الممتاز الذي يستحقه طفلهم.

ماري بارك — رئيسة مجلس تعليم مقاطعة أورانج، ومديرة مشروع المسؤولين المحليين المنتخبين في كاليفورنيا، وهو مشروع تابع لمركز السياسات في كاليفورنيا.

أضف تعليق