اجتاحت رياح عاتية محملة بالغبار عملاً فنياً أوكرانياً ضخمًا خلال ساعات من تركيبه في مهرجان “بيرنينغ مان” السنوي بصحراء بلاك روك في ولاية نيفادا، يوم 24 أغسطس، المصادف ليوم استقلال أوكرانيا.
كان العمل، الذي حمل عنوان «السحابة السوداء»، عبارة عن تركيب نفخٍ بارتفاع تقريبي يبلغ 50 قدمًا (نحو 15.2 مترًا)، قد دُمّر فور ظهوره. تألف العمل من 45 شكلًا منتفخًا مترابطًا، مع ومضات ضوئية ومشهد صوتي متواصل مكوّن من تسجيلات حقيقية لصوت الحرب في أوكرانيا. كتب المنتج العام فيتالي دينيجا على فيسبوك أن التركيب كان مصممًا لتحمّل مثل هذه الظروف الجوية، لكنه تمزّق في اقلّ من 15 دقيقة.
قال دينيجا في بيان شاركه مع Hyperallergic: «كان شعورًا لم أختبره إلا مرة واحدة من قبل — في فبراير 2022، عندما استيقظت على أصوات انفجارات وصفارات الإنذار».
أفادت تقارير أن العاصفة الترابية المصحوبة برياحٍ بلغت سرعتها 50 ميلًا في الساعة أسفرت حتى الآن عن أربع إصابات طفيفة على الأقل بين الحاضرين في مهرجان بيرنينغ مان. تأتي هذه الحادثة بعد عامين من الأمطار الغزيرة التي حولت المهرجان إلى مستنقع من الطين وحاصرت أكثر من 70,000 زائر في المخيم المؤقت. ونشرت لقطات تُظهر هبات الرياح وهي تسحب التركيب المنتفخ عبر الصحراء، في حين حاول العاملون تثبيته يائسًا في مكانه.
على الرغم من الدمار، أكدت فرقة العمل المسؤولة عن «السحابة السوداء» أنّها تعتزم إعادة بنائه لجولة أوروبية، من دون إعلان مواعيد أو مواقع محددة بعد.
لم تكن «السحابة السوداء» العمل الأول في بيرنينغ مان الذي يسلّط الضوء على فظائع الحرب الروسية في أوكرانيا. ففي دورة العام الماضي كشف دينيجا وفنانون أوكرانيون آخرون عن عمل بعنوان «أنا بخير» — منحوتة تزن أكثر من 2000 رطل، مصنوعة من لوحات الشوارع المتضررة بفعل الطلقات والشظايا.
وثّقت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا منذ بدء الغزو الشامل قبل أكثر من ثلاث سنوات مقتل 13,883 مدنياً، بينهم 726 طفلاً. ولم تُفضِ اجتماعات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي إلى وقف إطلاق نار أو اتفاق سلام.
قال فريق بناء «السحابة السوداء» في بيان ختامي: «ربما حملت هذه العاصفة التهديد معها. أمل هادئ في يوم استقلال أوكرانيا… ينجرف مع رياح الصحراء».