طفل من بين 33 فلسطينياً أُصيبوا في اقتحام للجيش الإسرائيلي في رام الله الضفة الغربية المحتلة

شنّت قوات الجيش الإسرائيلي فجر الجمعة مداهمة واسعة في مدينتي رام الله والبيرة بالضفة الغربية المحتلة، في وقت تواصل فيه القصف المكثف على غزة، فيما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بإصابة ما لا يقل عن 33 فلسطينياً جراء الاعتداءات.

من بين الجرحى طفل عمره 13 عاماً أصيب بطلق ناري في البطن ويخضع الآن لعملية جراحية. وشهدت عينات من الميدان اقتحام قوّات الاحتلال مكتب صرافة في المنطقة الفاصلة بين راملله والبيرة واعتقال ما لا يقل عن ثلاثة مواطنين، فيما تمركز قناصة على أسطح المباني بينما اقتحمت وحدات عسكرية سوق الخضار المركزي.

كما تعرض رجل يبلغ من العمر 71 عاماً وأربعة آخرون لإصابات في الرأس والوجه والبطن والرقبة نتيجة طلقة مطاطية مغلفة بالصلب. وفي واقعة أخرى، ألقى جنود الاحتلال قنبلة صوتية داخل محل تجاري مما أثار حالة من الذعر بين المدنيين أثناء المداهمة في وسط رام الله. وأُبلغ عن إصابة عدد من المدنيين بحالات اختناق جرّاء استنشاق الغاز المسيل للدموع بينهم امرأتان حاملاََ. كما منع عناصر الاحتلال طواقم الإنقاذ من الوصول إلى الجرحى في المناطق المحاصرة.

كزافييه أبو عيد، المدير السابق للإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية، وصف المداهمة بأنها استمرت لساعات في محيط ثلاث مدارس وسوق، وقال إن مثل هذه العمليات «أصبحت جزءاً من حياة الفلسطينيين اليومية» وإنها بمثابة عرض قوة يهدف إلى تذكير السكان بـمن يمارس السلطة الفعلية على الأرض.

حرب على «الشعب الفلسطيني بأسره»

رأى عادل عبد الغفار، الزميل البارز في مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية، أن العملية الأخيرة في رام الله تؤكد أن المواجهة الإسرائيلية ليست محصورة بحركة «حماس» أو قطاع غزة، بل تستهدف «كافة الشعب الفلسطيني». وأضاف أن العشرات من الاقتحامات وهدم المنازل وتدمير الممتلكات تشكّل جزءاً من سياسة العقاب الجماعي التي تُمارَس في الضفة، مع محاولة لإخضاع السكان اقتصادياً عبر «خنق مالي» ممنهج. وبيّن أن إسرائيل تنفذ عملياتها بقدر كبير من الإفلات من العقاب على امتداد الضفة لأن السلطة الفلسطينية غير قادرة على تقديم ردّ فعّال.

يقرأ  المملكة المتحدة توافق على دفع تعويضات للكينيين المتضررين من حريق لولدايغا

في مشهد آخر انتشرت تقارير تفيد بأن قناصة الجيش احتلّوا سطح مستشفى «العناية العربية» وسط رام الله، فيما واصلت حملات الاعتداء والترهيب في المدينة.

«أوسلو ماتت»

منذ أكتوبر 2023، شهدت الضفة الغربية تصاعداً في أعمال العنف العسكرية واعتداءات المستوطنين، ما دفع عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى ترك منازلهم. وسجّلت رام الله أعلى عدد من الهجمات (585 حادثة) تليها نابلس في الشمال (479 حادثة). ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، قُتل ما لا يقل عن 671 فلسطينياً منذ ذلك الحين، بينهم 129 طفلاً.

فاتن إلوان، صحافية سياسية مقيمة في باريس، اعتبرت أن مداهمة رام الله لم تكن عمليّة عسكرية دقيقة بقدر ما كانت رسالة قوة نحو الضفة المحتلة؛ رسالة مفادها أن اتفاقيات أوسلو قد انتهت وأن السلطة الفلسطينية فقدت فعاليتها، وأن القوى الوحيدة الفاعلة على الأرض حالياً هي القوات الإسرائيلية والمستوطنون الذين يتصرفون كحكومة ظلّ تتماشى مع رؤية الجيش الإسرائيلي.

تعود جذور اتفاقات أوسلو الموقعة عام 1993 إلى طموح تحقيق تقرير مصير فلسطيني بدولة إلى جانب إسرائيل؛ لكن قيام إسرائيل عام 1948 على أرض فلسطين التاريخية وما أفرزته من نكبة للفلسطينيين يضع هذه المطالب الوطنية في إطار محدود للغاية، حيث تُقْبَل مطالب الفلسطينيين — إن قُبِلت — على أجزاء ضئيلة من الأرض التاريخية، بينما تبقى سيادة الجزء الأكبر بيد إسرائيل.

أضف تعليق