الأخبار
افتتحت في كيغالي فندق رياضي بتكلفة تقارب 26 مليون دولار، وهو مشروع يهدف إلى استثمار الزخم المتصاعد في قطاع الضيافة في افريقيا عبر نموذج يمكن تكراره لتوسيع أعمال مرتبطة بالرياضة في القارة، بحسب ما كشف ماساي أوجيري، المدير التنفيذي السابق في رابطة كرة السلة الأمريكية (NBA) والمحفّز الرئيسي للمبادرة، في مقابلة مع سيمافور.
أوجيري، نائب رئيس سابق لفرانشايز تورونتو رابتورز ولاعب كرة سلة معتزل، أعلن أن شركته زاريا جروب افتتحت أول منشأة فندقية لها في يوليو بكينغالي، وتخطط لبناء مجموعة فنادق أخرى في مدن أفريقية مختارة. مجموعة زاريا مدعومة من شركة هيليوس إنفستمنت بارتنرز، وهي شركة استثمار خاص أفريقية تدير أصولاً بقيمة نحو ثلاثة مليارات دولار، وتعتزم بناء ما لا يقل عن أربع منشآت إضافية على غرار المشروع الرواندي، مع جعل الملاعب الرياضية ومرافق الأداء لبّ المشروع.
أوجيري أوضح أن القارة تفتقر إلى الملاعب الكبيرة حتى في الأسواق الرئيسة — لا توجد صالات بمواصفات عالمية في جوهانسبرغ ولاجوس ونيروبي وأكرا و أبيجان — ولذلك ستكون هذه المدن من بين أهداف التوسع. وأضاف أن الرياضة «تعاني» في القارة بسبب ندرة البنى التحتية، وأن زيادة عدد المسارح الرياضية ستوفر ساحات للفنانين الأفارقة وتدعم قطاع الترفيه.
نظرة قطاعية
يشهد قطاع الفنادق في القارة نمواً ملحوظاً؛ فقد افتتحت 59 فندقاً ومنتجعاً تابعا لسلاسل عالمية مثل هيلتون وماريوت وراديسون في 2024، وهو ضعف عدد الفنادق التي افتتحت في 2023، وفقاً لشركة الأبحاث W Hospitality Group. كما يوجد حالياً أكثر من 570 مشروع فندقي جديد يضم أكثر من 104,000 غرفة قيد التطوير هذا العام، بزيادة 13% عن العام السابق، بعد سنوات من نمو سنوي محدود النسبة.
يؤيد هذا الزخم طموح أوجيري ليكون «حاضراً في أنحاء أفريقيا» بخدمات موجهة لجمهور الرياضة والترفيه. الفندق الجديد في كيغالي يضم 80 غرفة ومعلماً مركزياً عبارة عن صالة تتسع لـ2,000 متفرج للفعاليات الرياضية والحفلات، وملعبي كرة قدم بخمسة لاعبين، ومركز للياقة والصحة، فضلاً عن بار رياضي وحديقة ألعاب. افتتح المشروع بحضور الرئيس الرواندي بول كاغامي — الذي دعمت حكومته المشروع بتخصيص أرض له — والرجل الأعمال النيجيري أليكو دانغوتي.
من الرياضة إلى الأعمال
ولد أوجيري لأب نيجيري وأم كينية، ومنذ 2003 يثبت دوره كفاعل رياضي أفريقي من خلال مهرجان «عملاق أفريقيا» الذي يستخدم معسكرات كرة السلة كمنصة لتمكين الشباب وبرامج القيادة. ومع تحوّل استراتيجي من نهج خيري شمل سابقاً بناء 100 ملعب كرة سلة في القارة إلى إدارة أعمال فندقية، يسعى أوجيري إلى استكشاف السوق الرياضي الأفريقي غير المستغل. يقول: «في أفريقيا لا نعتبر الرياضة عملاً اقتصادياً بينما قطاعات أخرى — التكنولوجيا والمصارف — تنمو»، ويأمل أن يغيّر ذلك.
آفاق وتحديات
خبرة أوجيري الإدارية وخبرته العملياتية الممتدة لعقدين في أفريقيا تمنح مشروعه فرص نجاح معتبرة، وبدء التجربة في رواندا يحمل دلالات واعدة. قطاع السياحة في رواندا حقق مساهمة قياسية بقيمة 1.3 مليار دولار في الاقتصاد عام 2024 بحسب المجلس العالمي للسفر والسياحة، والمتوقع أن يرتفع بمعدلات إضافية هذا العام. كما أعطت استضافة فعاليات دوري كرة السلة الأفريقي في كيغالي منذ 2019 دفعة لسمعة البلاد كوجهة رياضية، ويساهم سعيها لاستضافة جائزة كبرى لسباق فورمولا 1 في تعزيز جاذبيتها لقطاع الضيافة.
غير أن الاعتماد على رواندا كنقطة انطلاق لا يخلو من مخاطرة: البلاد معرضة لتدقيق دولي مكثف بسبب اتهامات بالتورط في صراعات إقليمية منها جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد أدى ذلك إلى انسحاب شريك أوروبي بارز من شراكات سياحية مع رواندا، إذ أنهت أندية مثل بايرن ميونخ اتفاق رعاية مع هيئة السياحة الرواندية.
أوجيري واعٍ لهذه المخاطر ويعمل على خطة مالية متكاملة لتوسيع المشروعات في مدن أخرى، مع احتمالية رفع تمويل خاص إضافي وإجراء مفاوضات مكثفة مع حكومات محلية وشركاء محتملين. في كلماته: «كل هذه الأماكن بحاجة إلى ذلك، لذلك سنتفاوض مع كل هذه الحكومات.»