ألمانيا وكندا تتفقان على تعزيز التعاون في استخراج المواد الخام الحيوية
وقّعّت ألمانيا وكندا اتفاقية لتعميق التعاون في استخراج المواد الخام الأساسية المستخدمة في صناعة البطاريات والمحركات الكهربائية وتوربينات الرياح. جرى التوقيع على إعلان نوايا مشترك في برلين يوم الثلاثاء بحضور وزيرة الاقتصاد الألمانية كاثرينا رايش ووزير الطاقة الكندي تيم هودغسون.
رايش اعتبرت الإعلان إشارة إلى تأمين الإمدادات وتعزيز القدرة التنافسية، مؤكدة أن سلاسل التوريد المستقرة والموثوقة تشكّل عنصراً محورياً لشركات البلدين. وأعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس وزراء كندا مارك كارني التوقيع بعد إجراء محادثات ثنائية؛ وقال ميرتس إن «هذه خطوة إيجابية نحو تقوية اقتصادينا»، فيما لفت كارني إلى الثروة الكبيرة لبلاده من المواد الحرجة مثل الليثيوم والمواد النادرة.
توسيع التعاون الصناعي
أوضحت رايش أن شركات ألمانية تعمل بالفعل مع شركاء كنديين في مشاريع استخلاص المواد الخام، وأن الهدف هو توسيع هذا التعاون بشكل منهجي. وذكرت وزارتها أن المشاريع ستتم تهيئتها من خلال إطار محسّن يركّز أيضاً على تقنيات المعالجة وربط أكبر بين شركات البلدين — مع الإشارة إلى أهمية التيقنية والمعرفة الصناعية في هذه المرحلة.
وأشارت التوترات العالمية في أبريل الماضي عندما فرضت بكين قيود صدّرت على سبعة معادن أرضية نادرة ما أثار قلقاً عالمياً، لكون الصين تتصدر سوق هذه المواد التي تُعدّ لا غنى عنها للمحركات الكهربائية والحواسب المحمولة.
زيارة كارني إلى ثيسنكروبّ كرد على صفقة الغواصات
زار كارني مرفق شركة ثيسنكروبّ مارين سيستمز (TKMS) في مدينة كيل بعد اجتماعه مع ميرتس. وتعتبر TKMS واحدة من شركتين ضمن القائمة القصيرة لتوريد غواصات لكندا، في عقد يتضمن بناء ما بين ثماني إلى اثنتي عشرة غواصة، فيما من المقرر أن يزور كارني المورد المنافس في كوريا الجنوبية في أكتوبر المقبل.
قدّم مدير الحوض أوليفر بوركهارد للوفد، الذي ضمّ كارني ووزير دفاعه ديفيد ماكغينتي، ونظيره الألماني بوريس بيستوريوس ورئيس حكومة شليسفيغ هولشتاين دانيال غونتر، عرضاً مفصلاً عن برنامج 212CD لقسم الملاحة في ثيسنكروبّ. وقال بوركهارد إنهم «يرحبون بهذه الرسائل الإيجابية ويضعون أنفسهم شريكاً موثوقاً لأمن كندا وقابليتها للتشغيل المشترك»، مع التذكير بأن القرار النهائي الكندي سيأخذ عدة أشهر.
أبرز بوركهارد أن كيل تتمتّع بقدرات تكنولوجية متقدمة في قطاع الغواصات، مشدداً على الموقع الجغرافي لكندا بين المحيطين الهادئ والأطلسي وحاجتها لتعزيز قدراتها البحرية؛ وأضاف أن أسطولها الحالي المؤلف من أربع غواصات لا يقارن بالمواصفات المتوفرة اليوم في المنشآت الألمانية. وذكر أن كندا تهدف إلى دخول الغواصات الجديدة الخدمة بحلول عام 2035، وأنه في حال منحت TKMS العقد فستُبنَى الغواصات في الموقعين الرئيسيين بكيل وويسمار في ولاية مكلنبورغ فوربومرن.
أهمية شليسفيغ-هولشتاين ودور TKMS
وصف غونتر، الذي تستضيف ولايته عاصمة TKMS، زيارة كارني بأنها «شرف كبير»، مشيراً إلى الأهمية الاستراتيجية للمنطقة الواقعة بين بحر الشمال وبحر البلطيق ووجود صناعة دفاعية قوية. وأضاف أن TKMS تمثل «شركة رائدة حقيقية» تُقدّم أعمالاً على مستوى مهني عالٍ ونمت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وأنها تكاد لا تواجه منافسة فعلية على مستوى العالم.
سجلات طلباتية مكتملة ومبادرات مشتركة
تؤكد الشركة أنّها الرائدة عالمياً في غواصات غير نووية، وأن ألمانيا والنرويج قد طلبتا مسبقاً عشرة غواصات من فئة 212CD، مع بحث أوتاوا احتمال الانضمام إلى هذه المبادرة. واعتبر ميرتس توحيد المعايير بين الأنظمة بـ«إشارة قوية» للأمن المشترك في شمال الأطلسي؛ إذ تعني حروف CD التصميم المشترك، ما يهدف إلى خفض التكاليف وتسهيل التعاون بين الدول المشاركة.
الصُمامات الفنية والتصميم
الغواصات الجديدة طولها نحو 72 متراً، أي أطول قليلاً من فئة 212A الحالية، وتشتمل على حسّاسات محسّنة ومصممة للعمل في المناطق القطبية وتحت الجليد، مع طاقة تشغيل طاقم يصل إلى ثلاثين فرداً. وتؤكد TKMS أن سفنها مُعدّة خصوصاً للبيئات القطبية والعمليات تحت الجليد.
وضعية الطلبيات والوظائف المستقبلية
سجلات طلبات مجموعة كيل الصحية تظهر طلبات بقيمة إجمالية تبلغ 18.5 مليار يورو. وبجانب الحوض الرئيسي في كيل، لدى المجموعة حوض في ويسمار يشهد استثمار ترميم بقيمة 220 مليون يورو ومن المتوقع أن يؤمّن نحو 1,500 وظيفة بحلول 2029، في حين تعمل TKMS حالياً بنحو 8,500 موظف.