دونالد ترامب يتعهد بفرض عقوبة الإعدام على قضايا القتل في واشنطن العاصمة — أخبار عقوبة الإعدام

ترمب يعلن سعي حكومته لطلب عقوبة الإعدام في جميع قضايا القتل بالعاصمة

أعلن رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترمب، أن إدارته ستسعى لفرض عقوبة الإعدام في كل قضية قتل تقع في واشنطن العاصمة كجزء من حملته المكثفة لمكافحة الجريمة في العاصمة الفدرالية. جاء الإعلان خلال اجتماع لمجلس الوزراء عُقِد بمناسبة عيد العمال، حيث تطرّق ترمب إلى قضايا متعددة من مبيعات الأسلحة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة.

وقد قال ترمب بصيغة لعبٍ على الكلمات: «من يُرتكب جريمة قتل في العاصمة: عقوبة الإعدام. عقوبة، عقوبة العاصمة»، مستمتعًا بلعب الكلمة. وأضاف: «إذا قتل شخص آخر شخصًا في العاصمة، واشنطن دي سي، سنسعى لطلب عقوبة الإعدام. وهذه رادع قوي جدًا، وكل من سمعها يتفق معها». ثم اعترف بأن السياسة قد تكون مثيرة للجدل لكنه تعهّد بالمضي قدمًا: «لا أعلم إن كنا مستعدين لذلك في هذا البلد، لكن لا خيار أمامنا. الولايات ستضطر لاتخاذ قرارها الخاص».

الملاحقات الفدرالية في واشنطن

تحتل واشنطن موضعًا فريدًا دستورياً؛ فالعاصمة مُحَددة كمنطقة فدرالية لا كولاية أو مدينة داخل ولاية. في معظم أنحاء البلاد تتولى السلطات المحلية أو ولايات المحلّية مُقاضاة جرائم القتل ما لم ترتقِ الجريمة إلى مستوى جريمة فدرالية. أما في واشنطن، فيقود مكتب المدعي العام الفدرالي – التابع لوزارة العدل – مقاضاة معظم الجرائم العنيفة.

في عهد الرئيس السابق جو بايدن تراجع الإصرار على عقوبة الإعدام: فقد أصدر قسم العدالة قرارًا بوقف مؤقت لعقوبات الإعدام ينتظر مراجعة سياساته. وحمل بايدن على حملته الانتخابية وعدًا بـ«إلغاء عقوبة الإعدام»، مستندًا إلى حالات براءة لاحقة لمدانين نفّذ في حقهم الحكم بين 1973 و2020. وكتب فريقه في 2020 أن بايدن سيعمل على سن تشريع لإلغاء عقوبة الإعدام على المستوى الفدرالي وتحفيز الولايات على اتباع المثال الفدرالي. وفي نهاية ولايته، لم يُلغِ بايدن العقوبة لكنه خفّض أحكامًا بحق 37 من بين 40 محكومًا بالإعدام على المستوى الفدرالي.

يقرأ  مظاهرات ووقفات حداد حول العالم تضامناً مع غزة والصحفيين المغتالين— تطورات الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

وأكد بايدن في بيان ديسمبر أنه لا يستطيع القبول بعودة إدارة جديدة لاستئناف عمليات الإعدام التي أوقفها وهو على حقه الأخلاقي بالتصدي لذلك.

عكس للسياسة

لكن مع تولي ترمب منصب الرئاسة لفترة ثانية في 20 يناير، كان من أول قراراته التنفيذية استعادة عقوبة الإعدام. وجاء في أحد أوامره التنفيذية أن «عقوبة الإعدام أداة أساسية لردع ومعاقبة من يرتكبون أبشع الجرائم وأعمال العنف القاتلة ضد المواطنين الأميركيين»، مضيفًا أن الآباء المؤسسين علموا أن عقوبة الإعدام وحدها قادرة على إحقاق العدالة وإعادة النظام في مواجهة الشرّ.

ترمب بنى حملته لإعادة انتخابه على وعود بتشديد القانون على الجريمة والهجرة، وغالبًا ما خلط بينهما بالرغم من الأدلة التي تشير إلى أن المهاجرين غير الموثقين يرتكبون جرائم أقل من المواطنين المولودين في الولايات المتحدة. وفي الأيام التي سبقت تنصيبه كرر التعهد نفسه وانتقد بايدن لاتخاذه قرار تخفيف أحكام أغلب المحكومين فدراليًا بالإعدام، كاتبًا على منصته: «بمجرد أن أحلف اليمين سأوجّه وزارة العدل لملاحقة عقوبة الإعدام بقوة لحماية العائلات والأطفال الأميركيين من مغتصبين وقتلة ووحوش. سنعود أمة للقانون والنظام!»

خلال الأشهر التي تلت ذلك ضغط ترمب مرارًا لزيادة استخدام عقوبة الإعدام، بما في ذلك في خطابه أمام جلسة مشتركة للكونغرس حيث دعا لسن قانون يجعل عقوبة الإعدام حكماً إجباريًا في حالات قتل ضباط إنفاذ القانون على المستوى الفدرالي. خلال ولايته الأولى بين 2017 و2021 اكتسب ترمب سُمعة لتسريع وتيرة تنفيذ عقوبة الإعدام على المستوى الفدرالي؛ فبين 1976—عندما أعادت المحكمة العليا عقوبة الإعدام—ونهاية فترة رئاسته نفذت الإدارة الأولى لترمب 13 من أصل 16 عملية إعدام فدرالية، فيما شهدت إدارة جورج دبليو بوش ثلاث عمليات إعدام فقط.

المخاوف وردود الفعل

يقرأ  الأمين العام للأمم المتحدة يعلن أن إعلان المجاعة في مدينة غزة دليلٌ على فشل الإنسانية

يخشى النقاد من زيادة مماثلة في قضايا عقوبة الإعدام خلال فترة ترمب الثانية. وبينما يتراجع الدعم الشعبي للعقوبة تدريجيًا خلال العقد الأخير، أظهرت استطلاعات أنغلوفية مثل غالوب أن نسبة التأييد ضئيلة بحلول 2024 (53%) بعد أن كانت 63% قبل عشرة أعوام.

حملة لقمع الجريمة في العاصمة؟

يجري إعلان ترمب عن تطبيق عقوبة الإعدام في كل قضايا القتل في واشنطن في سياق دفعه المثير للجدل لمكافحة الجريمة في المدينة. ويأتي ذلك رغم بيانات من شرطة العاصمة تشير إلى أن الجريمة العنيفة وصلت إلى أدنى مستوى لها خلال 30 عامًا في 2024، وفق بيان لوزارة العدل ذكر انخفاض جرائم القتل بنسبة 32% عن العام السابق.

مع ذلك، يقول ترمب إن الجريمة انخفضت فقط بعدما نشر أكثر من 2000 من قوات الحرس الوطني المسلحة للقيام بدوريات هذا الشهر، مضيفًا في اجتماع مجلس الوزراء: «كانت الجريمة في واشنطن الأسوأ في التاريخ. وخلال الثلاثة عشر يومًا الماضية عملنا بجهد وجمعنا الكثير — وما زال هناك كثيرون — لكننا ألقينا القبض على الكثير من المجرمين. أكثر من ألف». وادعى —دون أدلة— أن حكومة العاصمة قدمت «أرقامًا زائفة» عن معدلات الجريمة: «هم أصدروا أرقامًا: ‘الأفضل منذ 30 عامًا’. ليس الأفضل. الأسوأ. وأعطوا أرقامًا مزوّرة».

وأصدر ترمب قبل يوم قرارًا تنفيذياً لتشكيل وحدة جديدة داخل الحرس الوطني «لضمان السلامة العامة والنظام في عاصمة الأمة». لكن قانون بوسِ كومايتاتوس لعام 1878 يقيّد استخدام القوات العسكرية في أعمال إنفاذ القانون المحلي إلا في حالات الكوارث أو الطوارئ العامة الكبرى. وقد وصف ترمب وضع الجريمة في واشنطن بأنه طوارئ وطنية بينما رفض قادة محليون هذا الوصف.

في أكثر من مناسبة خلال اجتماع مجلس الوزراء دافع ترمب عن أسلوبه الصارم في إنفاذ القانون باعتباره ضروريًا، حتى لو عرض عليه نقد بتوصيفه «دكتاتورًا»: «يقول الناس إنني دكتاتور، لكني أوقف الجريمة. كثيرون يقولون، ‘إن كان كذلك فأفضل دكتاتور.’ لكني لست دكتاتورًا. أنا فقط أعلم كيف أوقف الجريمة».

يقرأ  ترامب يتوقع «نهاية حاسمة» للحرب على غزة خلال ثلاثة أسابيع — أخبار دونالد ترامب

ملاحظة ختامية: يبقى تطبيق عقوبة الإعدام على نطاق واسع في العاصمة مثارًا لنقاشات قانونية ودستورية وسياسية واسعة، وسيواجه تحديات على مستويات فدرالية ومحلية بينما تتقاطع مسائل الاختصاص، الحقوق المدنية، ورأي الجمهور.

أضف تعليق