رحلة إلى بيتسفيل عالم الكوميديا الجديد والغريب لديل كروسبي-كلوز

لم يمضِ على لقائنا الأول مع الرسّام والمخرِج الرسومي المقيم في شيفيلد، ديل كروسبي-كلوز، أكثر من عام، وفي تلك الفترة كان يتحوّل من عملٍ حر في مجال الإيلاستريشن والأنيميشن إلى صانع محتوى على يوتيوب وإنستغرام يقدم أفلاماً قصيرة تتميز بشخصيات سريالية وحوارات مشحونة ببساطة ساحرة.

اليوم أصدر دايل “بيتسفيل” — سسلسلة أطول من الرسوم المتحركة تحتفظ بذات الحسّ الهزلي وتوسّع قاعدة معجبيه. يشرح دايل أن الفكرة كانت تحويل المقاطع القصيرة التي صنعها خلال العام الماضي إلى عالم نابض بالحياة: حلقات مدتها عشر دقائق تدور في مدينة ولِدت حديثاً اسمها بيتسفيل، حيث ثمة بنية سردية غامضة، لكن المقصود حالياً أن تكون كل حلقة بمثابة لقطة من ما يجري في المدينة، مع احتمالية أن يتغير شكل الحلقات مع تقدم السرد.

أسلوب رسوماته الناصع والبسيط والمصنوع يدوياً يخفي وراءه إمكانات ترفيهية كبيرة. قد تفتقر الشخصيات للتفاصيل الدقيقة، لكن تعابير وجوهها الغريبة — أو غيابها أحياناً — توجّه الانتباه إلى اللعب اللفظي الذكي وتمنح الحوار نبرة جافة تثير الضحك. كثيراً ما تتحرك الشفاه فقط، بينما تنتقل المحادثات من موضوع إلى آخر بطريقة تجعلك في حالة من الاستمتاع والارتباك في آنٍ واحد.

عالم “دين دين” و«ابن دين» وطاقم “Skool of Naughty Legends” يتسع تدريجياً؛ وحتى لحظة كتابة هذا النص أُطلقت حلقتان على يوتيوب، ودايل متحمّس لإدخال شخصيات جديدة مع تقدّم بيتسفيل.

يتحدث دايل عن أسماء جديدة في الطريق: عرّافة تُدعى “لوكِي هير” نادراً ما تصيب في تنبؤاتها، مجموعة الأولاد الذين يتشبعون بالعبارات الجديدة ويقلدونها بلا توقّف، وعمال البناء الذين يخوضون نقاشات عن أرانب وأشركات كبيرة، وغير ذلك الكثير من المفارقات. الفكرة أن المدينة ستحتضن طيفاً واسعاً من الغرائب.

يقرأ  مجلة جوكستابوزكاثرين وانغ — «عندما تنتهي الموسيقى»أمفي، ساوث باسادينا

أساس العرض مبنيّ على أرشيف دايل الواسع من المقاطع القصيرة التي لا تتعدى الدقيقة أو دقيقتين في كثير من الأحيان؛ هذه المقاطع تُنسج معاً لتولّد حلقات أطول تستند إلى نفس المادة الخام. سيراكم المشاهدون حواراتهم الغريبة المفضلة، لكن داخل عالم يسعى دايل إلى أن يكون أكثر تماسكاً وتواصلاً، مع حبكات فرعية ونكات خفيّة وإحالات تتكشف بمرور الوقت للحفاظ على استمرارية ما بُني سابقاً.

المشروع أيضاً تحوّل إلى عملٍ أكثر تشاركية؛ فقد تواصل دايل مع مبدعين أفكارهم متقاربة عبر إنستغرام، وساهموا في لوحات القصة والتنظيم وحتى الدعم المعنوي. ويتمنى أن تتضمّن المسيرة ظهورات ضيفة من مشاهير ورموز إبداعية — “كيانو ريفز، إن كنت تتابع، ارسل لي ايميل الآن” — بالإضافة إلى حلقات تركز على شخصيات بعينها وحلقات موسمية، فالأفق واسع أمام الاستكشاف.

بونجيلا لوسون

تقنياً تُطوّر الرسوم في Adobe Animate باستخدام أداة تشبه القلم لتخطيط خطوط فيكتورية تُحرَّك إطاراً بإطار، في حين تُعالج الصوتيات في Ableton باستخدام ميكروفون sE Electronics 4400، ويجتمع كل شيء أخيراً في Adobe Premiere للتحرير النهائي.

وعن الفرق منذ بداياته مع مقاطع “ديل الصغيرة”، يقول: “أصبحت أكثر ثقة بما أريد قوله وبالطريقة التي أريده أن يظهر بها. إن كان العام الماضي متعلقاً باكتشاف الذات، فالسنة الحالية تتعلّق بالنمو — تحويل تلك الفكرة نفسها إلى شيء أكبر، استكشاف الإمكانيات، صقل ما تعلّمته ودفع نفسي إبداعياً نحو مشاريع أكبر وأروع، الأشياء التي لطالما رغبت في صنعها.”

بعد أن ترك مجالات الإيلاستريشن والأنيميشن الحرة، راح دايل يعتمد على جمهوره، مؤمناً أن على صانع المحتوى أن ينغمس تماماً فيما يحب بدلاً من مطاردة الرواج. ويبدو أن تلك الشغف بدأ يؤتي ثماره.

يقرأ  تميمة رالف لورين الأيقونية تتحول إلى لصّ أعمال فنية في فيلمٍ جديد

أضف تعليق