خطوة واشطن بتعريف رسوم جمركية مضاعفة على العديد من السلع الهندية تضع أكبر سوق تصدير للهند أمام مخاطر جسيمة.
الولايات المتحدة ضاعفت الرسوم على الكثير من الواردات الهندية إلى 50%، بعد أن نفّذ الرئيس دونالد ترامب تهديده بمعاقبة نيودلهي لشرائها النفط الروسي المخفّض.
الرسوم المشدّدة، التي دخلت حيّز التنفيذ يوم الأربعاء، قد تلحق أضراراً كبيرة بالاقتصاد الهندي عبر تهديد أكبر أسواق التصدير له. فقد صدّرت الهند أكثر من 87 مليون دولار من السلع إلى الولايات المتحدة في 2024.
وتصف الحكومة الهندية الإجراء بأنه «غير عادل وغير مبرر وغير معقول»، وتقدّر أن الرسوم ستطال صادرات تزيد قيمتها عن 48 مليار دولار. ويحذّر مسؤولون هنود من أن الرسوم الجديدة قد تجعل التصدير إلى الولايات المتحدة غير مجدٍ تجارياً، ما يؤدي إلى فقدان وظائف وإبطاء نمو اقتصاد الهند، خامس أكبر اقتصاد عالمي، بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت بالفعل رسوماً بنسبة 25% على بضائع هندية في وقت سابق هذا الشهر، ضمن موجة زيادات جمركية طالت سلعاً من حلفاء ومنافسين بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض. الزيادة الأخيرة تضاعف تلك النسبة كعقاب على شراء نيودلهي النفط الروسي، الذي ترى البيت الأبيض أنه يموّل حرب روسيا على أوكرانيا بشكل غير مباشر.
أكثر من ثلث واردات الهند من النفط الخام جاءت من روسيا العام الماضي، وهو شق تجاري أثار انتقادات من واشنطن. وقال مستشار التجارة في إدارة ترامب، بيتر نافارو، للصحافيين الأسبوع الماضي إن «الهند لا تبدو راغبة في الاعتراف بدورها في إراقة الدماء» في أوكرانيا.
الإجراء يضع المصدرين الهنود أمام أحد أعلى مستويات الرسوم التي فرضها ترامب على سلع أجنبية؛ وتواجه البرازيل أيضاً رسوماً بنسبة 50% على العديد من صادراتها إلى الولايات المتحدة.
«صدمه استراتيجية»
يقول معهد أبحاث تجارة عالمية مقره نيودلهي (Global Trade Research Initiative ــ GTRI) إن القطاعات كثيفة العمالة مثل النسيج، المجوهرات، الجلود والمواد الغذائية هي الأشد عرضة للأثر السلبي للرسوم الجديدة، والتي تشكّل تهديداً جدياً لتبادل الهند التجاري مع الولايات المتحدة.
وقال أجاي سريفاستافا، مؤسِّس GTRI ومسؤول تجاري هندي سابق، لوكالة أسوشيتد برس: «النظام الجمركي الجديد يشكّل صدمة استراتيجية تهدّد بمحو الوجود الطويل للهند في السوق الأميركية، ما سينجم عنه بطّالة في مراكز التصدير ويضعف دورها في سلسلة القيمة الصناعية».
حتى الآن استثنت الإدارة الأميركية بعض القطاعات الأساسية، مثل الأدوية والسلع الإلكترونية، من رسوم إضافية. كما أطلقت تحقيقات في هذه القطاعات وغيرها قد تؤدي لاحقاً إلى فرض رسوم إضافية.
تأتي هذه الرسوم بينما تضغط إدارة ترامب للحصول على فتح أوسع لقطاعات الزراعة وإنتاج الألبان الهندية أمام واردات أميركية أرخص، وسط مقاومة هندية لهذه المطالب. وقال رئيس الوزراء ناريندرا مودي في تجمع هذا الأسبوع في ولايته غوجارات: «بالنسبة لي، مصالح المزارعين والصغار والتجّار ومنتجي الألبان هي الأهم. حكومتي ستضمن ألا تتأثر هذه الفئات».