موظفو الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA) وُضعوا في إجازة إدارية بعد رسالة انتقدت إدارة دونالد ترامب

أعرب عدد من موظفي الوكالة الفيدرالية لادارة الطوارئ (FEMA) عن سخط بالغ إزاء تخفيضات الميزانية وقرارات التعيين والإصلاحات الأخرى التي طُبّقت في عهد الرئيس دونالد ترامب، محذرين من أن هذه السياسات قد تعيد خلق ظروف مشابهة للاستجابة الموجّهة بالانتقاد لِإعصار كاترينا في 2005.

وضع بعض موظفي الوكالة إجازات إدارية بعدما وقعوا رسالة مفتوحة تُعرب عن معارضتها لقيادة الوكالة، بحسب منظمة «قفوا من أجل العلم» التي نشرت الرسالة. وقد تم اتخاذ الإجراء يوم الثلاثاء، بعد توقيع الرسالة في ذكرى مرور عشرين عاماً على إعصار كاترينا، حيث حذّر الموقعون من أن التخفيضات والإجراءات الإدارية قد تؤدي إلى تكرار الفشل المؤسسي ذاته.

قالت منظمة «قفوا من أجل العلم» في بيان إنّها «تؤكّد أن عدداً من موظفي الـFEMA الذين وقعوا إعلان كاترينا قد وُضعوا في إجازة إدارية». وأشارت إلى أن عدد الموقعين على الرسالة تجاوز 190 توقيعاً مساء الثلاثاء، غالبيتهم فضلوا التوقيع باسم مستعار خشية التعرض للانتقام.

نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مراجعة للبريد الإلكتروني أن حوالي ثلاثين موظفاً أُوقفوا مؤقتاً. ووصفت المنظمة ما حدث بأنّه «انتقام من موظفين حكوميين مدنيين بسبب فضحهم ممارسات خاطئة — وهو أمر غير قانوني وخيانة عميقة لالتزام أخلص الموظفين».

أخبرت الموظفة في الـFEMA فيرجينيا كيس شبكة CNN أنها تلقت مساء الثلاثاء إشعاراً بوضعها في إجازة مدفوعة الأجر من منصبها كمحللة إشرافية للإدارة والبرامج. وقالت إنها «محبطة لكن غير مندهشة»، مضيفة أنها فخورة بمن وقفوا لِلّفت الانتباه إلى ما يحدث لأن الجمهور يستحق أن يعرف، وأن الأرواح والمجتمعاتت ستتضرر إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

أفادت صحيفة الواشنطن بوست أن الموظفين الموقوفين سيستمرون بتلقي رواتبهم ومزاياهم. من جهته، قال المتحدث باسم الـFEMA إن الوكالة كانت مثقلة بالبيروقراطية والقصور التشغيلي، وإن إدارة ترامب «جعلت المساءلة والإصلاح أولوية».

يقرأ  مجلس شيوخ تكساس يقر خريطة دوائر الكونغرس المعاد رسمها لصالح الجمهوريين

مع ذلك، ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، أعلن ترامب عن نيته إلغاء الـFEMA وترك الولايات «تتكفل بمشاكلها». وشهدت الوكالة هذا العام رحيل نحو 2000 موظف — ما يقرب من ثلث قواتها — عبر فصل أو عروض شراء الوظائف أو التقاعد المبكّر.

يُذكر أن إعصار كاترينا تسبّب في فيضانات كارثية في نيو أورلينز وأودى بحياة أكثر من 1800 شخص، وكانت استجابة الوكالة حينها واحدة من أضعف الاستجابات لكارثة طبيعية في التاريخ الأمريكي الحديث. وردّ الكونغرس بسن قانون إصلاح الطوارئ ما بعد كاترينا عام 2006 لمنح الـFEMA صلاحيات ومسؤوليات أكبر. وحذّر الموقعون في الرسالة المفتوحة من أن إدارة ترامب تعمل على تآكل تلك الإصلاحات.

أضف تعليق