أبرز أحداث اليوم رقم ١٢٨١ من الحرب الروسية على اوكرانيا
تاريخ النشر: ٢٨ أغسطس ٢٠٢٥
القتال
شهدت العاصمة كييف فجر الخميس هجوماً واسع النطاق شنته القوات الروسية، وأسفر القصف الليلي عن قتيل واحد على الأقل وأربعة جرحى، كما تضررت مبانٍ في عدة أحياء من المدينة من بينها روضة أطفال. وأفادت تقارير محلية بأن القوات الروسية دخلت قريتي نوفوهورهييفكا وزابوريزكي بمقاطعة دنيبروبتروفسك الشرقية، التي تُعد مركزاً صناعياً مهماً مجاوراً لمنطقة دونيتسك.
هجمات الأربعاء على امتداد أوكرانيا أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وترك أكثر من مئة ألف منزل بلا كهرباء، وفق ما أعلنته السلطات في كييف. وصرح وزير الطاقة الأوكراني أن الضربات طالت منشآت نقل الطاقة والغاز في ست مناطق، واصفاً ذلك بـ«سياسة متعمدة لتدمير البنى التحتية المدنية قبيل موسم التدفئة».
أضاف الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن أكثر من مئة ألف منزل انقطعت عنها الكهرباء في محافظات بولتافا وسومي وتشيرنيهيف إثر الهجمات الروسية. وفي مقاطعة خيرسون الجنوبية أدت قذائف عنيفة إلى إصابة مزرعة ووفاة عاملين اثنين، كما لقيت امرأة تبلغ من العمر ٨١ عاماً حتفها في هجوم ليلي استهدف مركز المحافظة.
الاتصالات والدعم التقني
أشار ميخايلو فيدوروف، رئيس وزارة الرقمنة، إلى أن أوكرانيا تبحث سبل مشاركة بيانات ساحة المعركة مع حلفائها، مؤكداً أن «البيانات التي نملكها لا تقدر بثمن لأي دولة». وأكد فيدوروف ثقته في التوصل إلى حل لاستمرار تمويل بولندا لنحو ٣٠ ألف جهاز ستارلينك المخصص لأوكرانيا، بعد إعلان وارسو عن احتمال توقف الدفع إثر استخدام الرئيس للفيتو. وتُعد بولندا أكبر مانح لأجهزة الإنترنت الفضائي من شركة سبيس إكس، والتي تُستخدم على خطوط الجبهة كأداة اتصالات مركزية مقاومة للاختراق والتشويش الروسي.
محادثات السلام
قال زيلينسكي إنه يتلقى «إشارات متعجرفة وسلبية للغاية من موسكو» بشأن مفاوضات إنهاء الحرب، ودعا إلى تكثيف الضغوط لإجبار روسيا على اتخاذ خطوات فعلية نحو السلام. من جهته رفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف المطالب بعقد مفاوضات سريعة، مشيراً إلى أن لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أولويات أخرى من بينها رحلة غير مسبوقة إلى الصين والتحضير لمنتدى اقتصادي في فلاديفوستوك. كما أعرب بيسكوف عن معارضة موسكو لنشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا، قائلاً إن «نشر بنية تحتية عسكرية للناتو … داخل أوكرانيا» يُعد أحد الأسباب الجذرية للنزاع بحسب وجهة نظر موسكو.
السياسة والدبلوماسية
انتقدت كييف نية روسيا الانسحاب من اتفاقية مجلس أوروبا لمنع التعذيب، واعتبرت ذلك اعترافاً ضمنياً مذنِباً من قبل موسكو؛ فقد طالما اتُهمت روسيا بارتكاب جرائم حرب والتعذيب بحق المدنيين والأسرى. ووقَّع زيلينسكي مرسوماً بتعيين أولها ستيفانيشينا، وزيرة سابقة في الحكومة، سفيرة لأوكرانيا لدى الولايات المتحدة، مؤكداً أن «الأمن طويل الأمد لأوكرانيا يرتبط بالعلاقات مع أمريكا» ومشيداً بأهمية تزويد واشنطن للأسلحة واستعادة التعاون في مجال الطائرات المسيرة الأوكرانية.
أفاد أندري يرمك، رئيس مكتب الرئيس، بأنه متواجد في الرياض برفقة رئيس مجلس الأمن رستم عمرُوف، تمهيداً لاجتماعات مع مسؤولين من الإدارة الأمريكية في نيويورك أواخر الأسبوع.
الأمن الإقليمي
أطلقت ألمانيا حملة لتشجيع الانخراط في الخدمة العسكرية التطوعية لتعزيز قواتها وسط تزايد المخاوف من التهديد الروسي. افتتحت شركة راينهيمتل أكبر مصنع للذخائر في أوروبا، فيما اعتبره زعماء غربيون خطوة مهمة لتعزيز الدفاعات ودعم أوكرانيا؛ ووصَف رئيس الوزراء الهولندي مارك روتيه الحدث بأنه «أساسي لأمننا ولقدرتنا على دعم أوكرانيا وردع أي عدوان مستقبلي».
وقّعت رومانيا اتفاقية إطار مع راينهيمتل لبناء مصنع لبارود إشعال الذخائر بتكلفة ٥٣٥ مليون يورو. ووافقّت ألمانيا على تصدير أسلحة بقيمة قياسية بلغت ١٢.٨ مليار يورو العام الماضي، كان نصيب أوكرانيا منها ٨.١٥ مليار يورو (٦٤% من الإجمالي). كما زار المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء بولندا دونالد توسك مولدوفا للتأكيد على دعم حكومتها الموالية لأوروبا وإدانة ما وصفوه بـ«الأكاذيب» و«الهجمات الهجينة» الروسية.
أظهرت بيانات حلف الناتو أن جميع الأعضاء سيصلون هذا العام إلى هدف إنفاق ٢% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، لكن ثلاثة فقط يحققون هدفاً أعلى نسبته ٣.٥% الذي تحدده قمة الحلف في يونيو. وفي تركيا دشّن الرئيس رجب طيب أردوغان منظومة الدفاع الجوي المتكاملة المسماة «القبة الفولاذية»، واعتبرها محطة فاصلة لصناعة الدفاع التركية.
الاقتصاد
توقّع وزير المالية الروسي أنتون سيلوانوف تباطؤ النمو الاقتصادي في روسيا خلال ٢٠٢٥ إلى ١.٥% بدلاً من التقدير السابق البالغ ٢.٥%، معتبراً أن ارتفاع أسعار الفائدة لكبح التضخم أعاق الاقتراض. رغم توسّع «اقتصاد الحرب» الروسي بوتيرة قوية بلغت ٤.١% في ٢٠٢٣ و٤.٣% في ٢٠٢٤، يتسارع تباطؤه هذا العام.
أعلنت السلطات الروسية تمديد حظر تصدير البنزين حتى ٣١ أكتوبر في محاولة لخفض أسعار الوقود بعد سلسلة هجمات أوكرانية على المصافي. وأفادت تقارير بامتلاء طوابير طويلة عند محطات الوقود في مناطق عدة ونفاد الوقود في بعضها، مع لجوء المسؤولين إلى تقنين أو قطع البيع، خصوصاً في أقصى الشرق وشبه جزيرة القرم. فيما ذكر وزير الخارجية الهنغاري أن إمدادات النفط عبر خط أنابيب دروجبا إلى المجر قد تستأنف في طور اختبار بكميات منخفضة، بينما حذّرّت هنغاريا وسلوفاكيا من احتمال تعليق الإمدادات لعدة أيام بعد هجوم أوكراني على بنية الطاقة الروسية.
دخلت تعريفات أمريكية جمركية بنسبة ٥٠% حيز التنفيذ على العديد من المنتجات الهندية، مضاعفة الرسوم السابقة، في إطار قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب لمعاقبة نيودلهي على شراء النفط الروسي.
أعلنت الحكومة الأوكرانية طرح مناقصة لمنح حق استغلال مكمن الليثيوم في منطقة كيروفوهراد الوسطى (موقع «دوبرا»)، في خطوة تُعدّ أول مشروع ضمن صندوق استثماري مشترك مع الولايات المتحدة تمّ توقيعه في أبريل، في إطار جهود كييف للحفاظ على دعم واشنطن في مواجهتها مع روسيا.