مانيلا: تدريبات مع أستراليا وكندا في منطقة بحرية متوترة تؤكد “الالتزام” بتعزيز التعاون الدفاعي مع دول متقاربة الرؤى
نُشِر في 28 أغسطس 2025
أجرت أستراليا وكندا والفيلبّين مناورات عسكرية مشتركة قبالة شعاب تخضع للنزاع في بحر الصين الجنوبي تُطالب بها بكين، حيث نشرت الدول المشاركة ثلاث سفن حربية وطائرات عسكرية وأجرت تدريبات في مجال الدفاع الجوي.
قال الجيش الفيلبيني يوم الخميس إن التدريبات البحرية المشتركة شرقي شعاب سكارَبرو (التي تُعرف أيضاً باسم Bajo de Masinloc)، والتي تُعد بؤرة لتوترات متكررة مع سفن صينية، ركّزت على محاكاة التصدي للتهديدات الجوية “من خلال إجراءات دفاعية منسقة”.
انطلقت السفن من محافظة بالاوان غربي الفيلبّين، وشارك في التمرين سفينة الفيلبّين “خوسيه ريزال” وسفينة البحرية الأسترالية HMAS Brisbane وسفينة البحرية الكندية HMCS Ville de Quebec، بحسب بيان الجيش الفيلبيني، الذي أضاف أن المناورات أكدت “التزام الفيلبّين بتعزيز التعاون الدفاعي مع دول تتقارب معها في الرؤى”.
تتقاضى الصين والفيلبّين على السيادة على شعاب سكارَبرو وغيرها من الجزر والمرجانات في بحر الصين الجنوبي، فيما لدى فيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان أيضاً مطالبات متداخلة في ممر مائي شديد الحيوية.
لم يصدر تعليق فوري من بكين على هذه التدريبات، حسب وكالة الأسوشييتد برس، لكن بكين حذرت مراراً من أنها ستدافع عن الشعاب والمياه المحيطة بها التي تعتبرها أرضاً تابعة لها.
أظهرت لقطات فيديو وصور نشرتها القوات الفيلبينية مشاركة ثلاث طائرات حربية على الأقل في التدريبات مع السفن الثلاث، إضافة إلى مروحية عسكرية ثقيلة الرفع واحدة على الأقل.
اختُتمت مناورات ALON البحرية التي جمعت البحرية الفيلبينية والبحرية الملكية الأسترالية والبحرية الملكية الكندية شرق Bajo de Masinloc بنجاح، وكان بيان القوات المسلحة الفيلبينية يذكر أن الفعاليات ختامية لمجموعة من أكبر التدريبات التي نظمتها أستراليا مع الفيلبّين — تمرين ALON 2025 — بمشاركة أكثر من 3600 جندي وإجراء 15 يوماً من التدريبات وإطلاق النار الحي التي كان من المقرر أن تنتهي يوم الجمعة.
نُقل عن الرائد أندرو رافن من الجيش الأسترالي قوله لصحيفة Inquirer الفيلبينية إن هذه التدريبات مثّلت “أكبر عملية نقل جوي للقوات القتالية الأسترالية منذ مهمة شرق تيمور عام 1999″، عندما قادت أستراليا قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات استجابة لأزمة أمنية وإنسانية. وأضاف رافن أن ذلك “يُظهر أننا قادرون على نشر قوة جاهزة وقابلة للقتال ضمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ لمساعدة شريك أمني مثل الفيلبّين”، في إشارة إلى القُدره الاستراتيجية لأستراليا.
تُعد شعاب سكارَبرو من أكثر المناطق حساسية في بحر الصين الجنوبي، وقد شهدت في 11 أغسطس اصطداماً عرضياً بين سفينةٍ تابعة للبحرية الصينية وسفينة تابعة لخفر السواحل الصيني بينما حاولتا عرقلة سفينة خفر السواحل الفيلبينية قرب الشعاب.
أفادت وكالة رويترز يوم الأربعاء أن سفينة خفر السواحل الصينية تخضع حالياً لأعمال إصلاح في جزيرة هاينان، وهي أول تأكيد على أن السفينة المتضررة وصلت إلى الميناء بعد الاصطدام الذي وثقته الكاميرات لدى الفيلبّين. أظهرت صور أقمار صناعية زوّدت بها شركة Maxar Technologies السفينة وقد تهشّم مقدمتها وهي إلى جانب زوارق قاطرة داخل حوض جاف في قاعدة يولين البحرية قرب مدينة سانيا على هاينان.
لم يعلّق المسؤولون الصينيون على الاصطدام، لكن بكين اتهمت سفناً فيلبينية بمناورات “خطِرة” دون الإشارة مباشرة إلى الحادث نفسه.
لم تُحسم مسألة السيادة على شعاب سكارَبرو مطلقاً. وفي قرار تاريخي عام 2016، رفضت محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي مزاعم بكين الواسعة حول المنطقة البحرية بأسرها، لكنها لم تُكلّف بتقرير السيادة على معالم محددة. كما قضت المحكمة بأن الحصار الصيني للشعاب انتهك القانون الدولي وأن المنطقة كانت منطقة صيد تقليدية لعدة دول.
تواصل الصين رفضها لهذا القرار وتدفع بمطالبها الإقليمية في البحر مدعومة بأساطيلها البحرية وسفن خفر السواحل ووحدات الميليشيا البحرية.