نُشِر في 28 أغسطس 2025
شنت روسيا هجوماً بالطائرات المسيّرة والصواريخ على العاصمة الأوكرانية كييف، شمل إصابة نادرة في وسط المدينة، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة عشرات آخرين، حسبما أعلنت السلطات.
أضاءت انفجارات قوية السماء قبل الفجر، وارتفعت أعمدة الدخان بعد أن ألحق القصف أضراراً بمبانٍ في أحياء متفرقة من العاصمة الأوكرانية.
مثّل هذا الهجوم أول ضربة مركبة كبرى على كييف منذ أسابيع، وجاء في وقت لا تزال فيه المبادرات الأميركية والدولية للسلام تكافح من أجل اكتساب زخْم في النزاع الذي دخل عامه الثالث.
قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص.
وأفاد وزير الداخلية إيهور كليمنكو، استناداً إلى معلومات أولية، بأن طفلين من بين القتلى.
ووصف عمدة كييف فيتالي كليتشكو الحادث بأنه “هجوم هائل” تسبب في أضرار واسعة النطاق، مشيراً إلى أن 38 شخصاً على الأقل جُرحوا، منهم 30 نُقلوا إلى المستشفيات.
أفاد تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية للمدينة، بأن موسكو أطلقت صواريخ باليستية وصواريخ كروز إلى جانب طائرات مسيرة من طراز “شاهد” المصممة في إيران، قادمة من عدة اتجاهات لاستهداف المباني السكنية بشكل “منهجي”.
قشع حبل من طلقات تتبُّع حمراء السماء الليلية بينما حاول المدافعون اعتراض الطائرات المسيرة فوق وسط المدينة، وقد بدا أن صاروخاً واحداً على الأقل أُسقط. ولجأ نحو مئة من السكان إلى محطّة مترو للسكك تحولت إلى مأوى، بعضهم يغطي نفسه بأكياس النوم أو يحتضن حيواناته الأليفة.
انهار مبنى من خمسة طوابق في منطقة دارنيتسكي، بينما تعرّض مركز تجاري في وسط المدينة لضربة، بحسب كليتشكو.
كما أفاد مسؤولون أوكرانيون بضربة روسية في إقليم زابوروجيا يوم الخميس.
وقالت السلطات الروسية إنها دمرت أكثر من مئة طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليل، وإن هجوماً تسبب في حريق بمصفاة نفط في إقليم كراسنودار دون وقوع إصابات، بحسب البيان الروسي.
تواصل القوات الروسية تحقيق مكاسب إقليمية بطيئة لكن ثابتة في الأشهر الأخيرة مع تصعيد الجهود الدبلوماسية. وجرى مؤخراً عقد لقاءات بارزة بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ورئيس روسيا فلاديمير بوتين في ألاسكا، ولاحقاً بينه وبين زيلينسكي وحلفاء أوروبيين.
ومع ذلك، لا تزال التقدّمات الدبلوماسية محدودة. تطالب أوكرانيا بضمانات أمنية غربية ضد هجمات مستقبلية قبل إبرام أي اتفاق سلام نهائي، وهو ما تعتبره موسكوا مطالب غير واقعية، لا سيما رفضها وجود قوات حفظ سلام غربية على الأراضي الأوكرانية.
أعلن زيلينسكي يوم الأربعاء أن مسؤولين أوكرانيين سيلتقون نظراءهم الأميركيين في نيويورك يوم الجمعة. وأشار الزعيم الأوكراني إلى “إشارات متعجرفة وسلبية للغاية من موسكو بشأن المفاوضات”، داعياً إلى مزيد من “الضغوط” لإجبار روسيا على اتخاذ خطوات حقيقية.