غارات إسرائيل على غزة تقتل ١٢٣ خلال ٢٤ ساعة.. ثلاثة أطفال يموتون جوعًا — أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

قتل ما لا يقل عن 123 فلسطينياً، بينهم 21 شخصاً كانوا يبحثون عن اغاثة، وأُصيب 437 آخرون جراء غارات إسرائيلية على أنحاء مختلفة من قطاع غزة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، بحسب وزارة الصحة في القطاع المحاصر.

وبنفس الفترة الزمنية، توفّي ما لا يقل عن ثمانية أشخاص — من بينهم ثلاثة أطفال — نتيجة الجوع وسوء التغذية الذي تفرضه إسرائيل، ليرتفع عدد الوفيات المرتبطة بالجوع منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 إلى 235 حالة، منها 106 أطفال، وفقاً لبيان الوزارة يوم الأربعاء.

وصف فيليبي لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، هذه الوفيات بأنها «الأحدث في الحرب على الطفولة في غزة». وأضاف أن البيانات تكشف أيضاً عن أرقام كارثية: أكثر من 40 ألف طفل قُتلوا أو أصيبوا نتيجة القصف والضربات الجوية، وما لا يقل عن 17 ألف طفلاً منفصلاً عن ذويهم أو دون مرافقين، وما يقرب من مليون طفلاً يعانون صدمات نفسية عميقة وقد خرجوا من منظومة التعليم.

وقال لازاريني: «الأطفال هم أطفال. لا ينبغي لأحد أن يصمت حين يموت الأطفال أو يُحرمون بعنف من مستقبلهم، أينما كانوا، بما في ذلك في غزة.»

عودة محادثات وقف إطلاق النار

مع تصاعد أعداد القتلى في غزة، كانت وفود من حركة حماس مُجدولة للبدء بمباحثات في مصر حول إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار يوم الأربعاء. جولة المحادثات السابقة التي جرت بطريقة غير مباشرة في قطر انتهت بحالة جمود في أواخر يوليو، بعد أن سحبت إسرائيل والولايات المتحدة مندوبيهما بعد ساعات من تقديم حماس ردها على مقترح لوقف إطلاق النار.

وقال مسؤول حماسي إن محادثات القاهرة ستركز على سبل وقف الحرب وتأمين دخول المساعدات و«إنهاء معاناة شعبنا في غزة». ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع أن «حماس ترى أن التفاوض هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب وهي منفتحة على مناقشة أي أفكار تضمن ذلك». وأضاف ممثل للحركة لرويترز أن حماس قد تُسلم إدارة غزة لهيئة لا حزبية، لكنها لن تتخلى عن سلاحها قبل قيام دولة فلسطينية.

يقرأ  اختبار واقع العائد على الاستثمار مقاييس التعلم أم تأثير الأعمال؟

ومن جهته، كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهده بمواصلة الحرب حتى «تدمير» حماس.

الخطة العسكرية الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة

أقرّ مجلس الأمن الإسرائيلي الأسبوع الماضي خطة للسيطرة على مدينة غزة، رغم الإدانة الدولية من الأمم المتحدة ومعارضة داخل أوساط الجيش الإسرائيلي نفسه. وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، أعلن الجيش أن رئيس أركانه إييال زمير أقرّ بـ«الإطار العام» للخطة العملياتية خلال اجتماع مع قادة كبار وممثلين لشين بيت وضباط رفيعي المستوى، مؤكداً أهمية رفع جاهزية القوّات والاستعداد لاستدعاء الاحتياط، مع إجراء تدريبات حفظ الكفاءة ومنح «فترة تهيؤ» قبل المهام المقبلة.

أفاد مراسل الجزيرة هاني محمود من غزة أن القوات الإسرائيلية تبدو في مرحلة تحضيرية للتوسع بالاجتياح، مع ضرب أحياء متعددة خلال الليل. وسُمع دوي انفجارات من الجزء الشرقي من مدينة غزة، لا سيما قرب حي الزيتون ومحيطه وصولاً إلى حي الصبرة، وفق تقريره، مشيراً إلى أن سبعة أشخاص قُتلوا ليلاً جراء مزيج من القصف المدفعي الثقيل والضربات الجوية التي استهدفت تجمعات سكنية رئيسية.

وفي حي الشيخ رضوان قُتل ثلاثة أشخاص آخرين أثناء فرارهم من المنطقة، فيما أصبح معبر زيكيم، وهو نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات إلى شمال القطاع، «مميتاً للفلسطينيين» بحسب محمود، مع مرور شاحنات مساعدات محدودة رغم توافد جموع يائسة. وقال إن مزيداً من الأشخاص لقوا حتفهم إما برصاص القوات الإسرائيلية عمداً أو في تدافع وهلع.

انتقادات لقيود إدخال المساعدات

أعرب وزراء خارجية 24 دولة، من بينها المملكة المتحدة وكندا وأستراليا وفرنسا واليابان، يوم الثلاثاء عن أن الأزمة الإنسانية في غزة بلغت «مستويات لا يمكن تصورها»، وحثّوا إسرائيل على السماح بدخول مساعدات بلا قيود إلى القطاع.

جاء ذلك بعد أشهر من حصار إسرائيلي للقطاع بين مارس ومايو، قبل السماح لاحقاً بدخول مساعدات محدودة عبر الآلية المثيرة للجدل المدعومة أميركياً. ومع تزايد الانتقادات الدولية بسبب أزمة الجوع، خُففت بعض القيود في أواخر يوليو فدخلت عشرات الشاحنات في بعض الأيام، لكن الأونروا تقول إن الحاجة اليومية تبلغ 500–600 شاحنة، وما يصل فعلاً إلى القطاع لا يتجاوز جزءاً ضئيلاً من هذا الرقم، كما يسقط العديد من الفلسطينيين قتلى أثناء توجههم لاستلام المساعدات.

يقرأ  بوتين يجدد تأكيده على متانة الصداقة مع كوريا الشمالية قبيل محادثاته مع ترامب

ختم مراسل الجزيرة بالإشارة إلى أن الإدانة الدولية لإسرائيل تتصاعد «لخلق الأزمة الإنسانية في غزة»، ولكن ذلك لم يترجم إلى تغيير فعلي على الأرض. وأضاف: «أتيح لبعض الشاحنات بالدخول لخلق ضجيج إعلامي بأن الطعام يصل، لكن الواقع مختلف تماماً… لا يزال الناس يموتون يومياً نتيجة الجوع القسري.»