ثمة 60 ناجياً من الرحلة الخطرة انطلاقاً من ليبيا، غير أن وكالة أممية حذّرت من احتمال وجود مفقودين إضافيين.
لقي ما لا يقل عن عشرين شخصاً حتفهم جراء غرق قبالة جزيرة لامبيدوسا الجنوبية، فيما تستمر عمليات البحث والإنقاذ وسط خشية من ارتفاع عدد الضحايا.
عثرت فرق الإنقاذ يوم الأربعاء على عشرين جثة، ونُقل إلى الشاطئ في لامبيدوسا ستون ناجياً — ستة وخمسون رجلاً وأربع نساء — بحسب الصليب الأحمر الإيطالي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
كانت هذه المأساة، التي شملها أفرادٌ كانوا في طريقهم من ليبيا، أحدث حلقة في سلسلة الحوادث التي تُعرض اللاجئين والمهاجرن لمخاطر العبور البحري المحفوفة بالمخاطر.
وثّقت منظمات حقوقية ووكالات أممية ممارسات انتهاك منهجية ضد اللاجئين والمهاجرين في ليبيا، شملت التعذيب والاغتصاب والابتزاز. في فبراير اكتشفت السلطات الليبية نحو خمسين جثة في مقبرتين جماعيتين بصحراء الجنوب الشرقي، في أحدث فصل من فصول الرعب المرتبطة بمحاولات الوصول إلى أوروبا عبر تلك البلاد.
منذ مطلع العام لقي 675 شخصاً حتفهم في البحر المتوسط المركزي أثناء محاولات العبور، وفق ما صرّح به فيليبو أونغارو، المتحدث باسم المفوضية في إيطاليا.
رصدت طائرة تابعة لجهات إنفاذ القانون الإيطالية صباح الأربعاء قارباً مقلوباً وعلى متنه جثث على بعد نحو 23 كيلومتراً من سواحل لامبيدوسا، ما أثار عملية إنقاذ، بحسب مصدر مطلع لوكالة رويترز.
قال المصدر إن روايات ناجين أولية تفيد بأن المجموعة غادرت منطقة طرابلس في ليبيا في ساعة مبكرة من الصباح على متن قاربين. بدأ أحدهما يملأه الماء فانتقل ركابُه إلى القارب الآخر، الذي انقلب لاحقاً في أمواج عنيفة.
أشارت أرقام أولية للمفوضية إلى وجود بين 92 و97 شخصاً في المجموعة، ما يعني احتمال اختفاء ما يصل إلى 17 شخصاً.
وصفت كريستينا بالما، العاملة في الصليب الأحمر الإيطالي في لامبيدوسا، حالةَ الناجين بأنهم في صحة «لا بأس بها»، مع إدخال أربعة منهم إلى المستشفى لإجراء فحوصات طبية.
من جهتها، تعهّدت الحكومة الإيطالية اليمينية برئاسة جورجا ميلوني بمنع رحلات اللاجئين والمهاجرين البحرية القادمة من أفريقيا، ومرّرت تشريعات أشد عقوبة ضد شبكات التهريب شملت تشديد مدد السجن، ودعت حلفاءها إلى تكثيف الجهود لردع محاولات الهجرة.