موسكو وبكين دعتا طوكيو إلى إعادة النظر في قرار السماح، حتى لو كان مؤقتاً، بنشر منظومة صواريخ متوسطة المدى من طراز «تايفون» التابعة للولايات المتحدة، معتبرتين أن هذه الخطوة تهدّد الاستقرار الإقليمي.
نُشر في 30 أغسطس 2025
حذّرت روسيا والصين بشكل منفصل من نية اليابان إتاحة نشر صواريخ «تايفون» متوسطة المدى خلال مناورات عسكرية مشتركة ستجرى في اليابان الشهر المقبل، ووصفتا القرار بأنه تهديد للاستقرار في المنطقة.
«نعتبر ذلك خطوة تزيد من زعزعة الاستقرار في إطار توجّه واشنطن نحو تعزيز قدرات الصواريخ البرّية قصيرة ومتوسطة المدى»، قالت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، يوم الجمعة.
وأضافت زاخاروفا، في تصريحات نشرتها وكالة تاس الرسمية، أن نشر صواريخ «تايفون» في مناطق قريبة من حدود روسيا يمثل «تهديداً استراتيجياً مباشراً» لروسيا.
ولفتت موسكو أيضاً إلى تحرّكات طوكيو نحو «تسريع التسلّح» وتعميق التعاون مع واشنطن، محذّرة من أن عدم إعادة النظر في قرار النشر سيجبر روسيا على «اتخاذ التدابير العسكرية‑التقنية الملائمة». وأضافت: «سنعتمد أن المسؤولية الكاملة عن مزيد تدهور الوضع في المنطقة تقع على الجانب الياباني».
من جهته، قالو المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قو جياكون إن على واشنطن وطوكيو المساهمة في حفظ السلم والاستقرار الإقليميين لا تقويضهما عبر نشر صواريخ متوسطة المدى، حتى وإن كان ذلك مؤقتاً.
وقال قو، وفقاً لوكالة شينخوا الرسمية: «الصين تعارض دوماً نشر الولايات المتحدة منظومة صواريخ ‘تايفون’ متوسطة المدى في دول آسيوية».
وأضاف: «نحث اليابان على مواجهة ماضيها العدواني، والمضي في مسار التنمية السلمية، والتمهّل في القضايا العسكرية والأمنية، والامتناع عن المزيد من فقدان ثقة جيرانها الآسيويين والمجتمع الدولي».
كما دعا قو واشنطن إلى «استخلاص العبر من التاريخ وتوجيه مزيد من الجهد والموارد إلى القيام بما هو صائب بدلاً من العكس».
ونقلت وكالة رويترز عن أن منظومة «تايفون» تشكّل جزءاً من حملة واشنطن لتجميع منظومات أسلحة مضادة للسفن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وقد أدّت هذه الخطوة سابقاً إلى تنديد صيني حين نُشرت الصواريخ لأول مرة في الفلبين خلال مناورات عام 2024.
وأعلنت مانيلا لاحقاً خططاً لشراء المنظومة البرّية الأمريكية، التي يصل مداها إلى نحو 480 كيلومتراً، فيما تُطوّر نسخة ذات مدى أطول حالياً.
وقال متحدث باسم قوات الدفاع الذاتي البرية اليابانية لرويترز إن «تايفون» ستُنشر في محطة جوية تابعة لقوات مشاة البحرية الأمريكية في مدينة إواكوني على جزيرة هونشو، على بُعد نحو 890 كيلومتراً غرب طوكيو.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت صواريخ «تايفون» ستُطلق ضمن مناورات «ريزولوت دراغون» المشتركة بين القوات الأمريكية واليابانية المقررة بين 11 و25 سبتمبر.