الأمم المتحدة ترفض مساعي الجماعة شبه العسكرية السودانية لتشكيل حكومة موازية في خضم الحرب الأهلية

مجلس الأمن الدولي رفض يوم الأربعاء خطة قوات الدعم السريع لإقامة حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها، محذراً من أن هذه الخطوة تمثل تهديداً لوحدة الأراضي السودانية وقد تُفاقم الأزمة القائمة.

وجاء في بيان شديد اللهجة أن الهيئة الأكثر نفوذاً “أكّدت بشكل قاطع” التزامها بسيادة السودان واستقلاله ووحدته الترابية، مشدِّدة على أن أي مساس بهذه المبادئ “لا يهدد مستقبل السودان فحسب، بل كذلك السلام والاستقرار في المنطقة الأوسع.”

وقال المجلس المكوّن من 15 عضواً إن إعلان قوات الدعم السريع قد يؤدي إلى تفتيت البلاد وتفاقم “الوضع الإنساني الكارثي” بالفعل.

تفجرت المواجهات في منتصف أبريل/نيسان 2023، عندما اندلعت التوترات المزمنة بين القيادات العسكرية والميليشياوية في العاصمة الخرطوم وامتدت إلى مناطق أخرى بما في ذلك غرب دارفور. وتشير وكالات الامم المتحدة إلى سقوط نحو 40 ألف قتيل وتهجير ما يقرب من 13 مليون شخص ودفع كثيرين إلى حافة المجاعة.

وأعلنت قوات الدعم السريع وحلفاؤها أواخر يونيو/حزيران تشكيل حكومة موازية في مناطق خاضعة لسيطرتهم، خاصة في إقليم دارفور الواسع، حيث تُجرى تحقيقات بشأن اتهامت بجرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية.

وقال نائب المدعي في المحكمة الجنائية الدولية الشهر الماضي إن الهيئة ترى مؤشرات على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، وأن قوات الدعم السريع تسيطر على عواصم الأقاليم كافة عدا الفاشر في شمال دارفور.

وجدد مجلس الأمن التأكيد على أن أولويته استئناف المفاوضات بين الطرفين للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وتهيئة الشروط لحل سياسي يبدأ بمرحلة انتقالية يقودها المدنيون وتفضي إلى حكومة وطنية منتخبة ديمقراطياً.

وتذكر دول المجلس قرارها المعتمد العام الماضي الذي طالب قوات الدعم السريع برفع الحصار عن الفاشر “حيث ثمة خطر من انتشار المجاعة وظروف انعدام الأمن الغذائي المتطرّف”، وأعربت عن “قلق بالغ” إزاء تقارير أفادت بتجدّد هجوم على المدينة المحاصرة.

يقرأ  الولايات الألمانية تتجادل حول من اخترع نقانق البراتفورست

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المجاعة أُعلنت قبل عام في مخيم نزوح زمزم بشمال دارفور، وإن خطر المجاعة امتد منذ ذلك الحين إلى 17 منطقة في دارفور وإلى إقليم كردفان المجاور لشمال دارفور وغرب الخرطوم.

وأضاف دوجاريك أن برنامج الأغذية العالمي يطالب بالسماح بالوصول إلى الفاشر لتقديم المساعدات للمعرضين لخطر الموت جوعاً، مشيراً إلى أن بعض السكان يلجأون للبقاء على قيد الحياة على أعلاف الحيوانات وبقايا الطعام. ويقدّم البرنامج مساعدات نقدية رقمية لحوالي 250 ألف شخص في الفاشر لشراء ما تبقى من الغذاء في الأسواق، لكنه حذّر من أن تصاعد الجوع يستلزم تكثيف المساعدات فوراً.

اتهمت وزارة الخارجية السودانية الشهر الماضي الإمارات العربية المتحدة بإرسال مرتزقة من كولومبيا للقتال إلى جانب قوات الدعم السريع، وقالت إن لديها “أدلة قاطعة” على رعاية وتمويل مقاتلين من كولومبيا وبعض الدول المجاورة من قبل السلطات الإماراتية. ونفت وزارة خارجية الإمارات هذه المزاعم بشكل قاطع.

ودعا مجلس الأمن، دون تسمية دول بعينها، جميع الدول إلى الامتناع عن أي تدخل خارجي يهدف إلى تأجيج الصراع وزعزعة الاستقرار، وإلى دعم جهود السلام. كما أدان المجلس الهجمات الأخيرة في كردفان التي أسفرت عن عدد كبير من الضحايا المدنيين.