لاهور، باكستان — قال مسؤول رفيع يوم الأحد إن إقليم بنجاب الشرقي يواجه أكبر فيضان في تاريخه، إذ ارتفعت مستويات مياه الأنهار إلى أرقام قياسية غير مسبوقة.
ساهم الاحتباس الحراري في تفاقم أمطار الرياح الموسمية هذا العام في باكستان، التي تعدّ من الدول الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ. أدت الزخات الغزيرة والانهيارات السحابيّة إلى فيضانات مفاجئة وانزلاقات أرضية في المناطق الجبلية بشماليّ البلاد وشمال غربها خلال الأشهر الماضية.
شهدت مناطق شرق البنجاب كميات غير اعتيادية من الأمطار، كما تعرّضت لفيضانات عابرة للحدود بعد أن أطلقت الهند مياهاً من أنهارٍ متورّمة وسدودٍ فائضة إلى المناطق المنخفضه في باكستان.
وقالت الوزيرة الكبرى للمحافظة، مريم أورنگزيب، في مؤتمر صحفي الأحد: «هذا أكبر فيضان في تاريخ البنجاب. الفيضانات أثّرت على نحو مليوني شخص. للمرة الأولى تحمل الأنهار الثلاثة — سوتلج وتشيناب وراوي — مثل هذه المستويات العالية من المياه».
تعمل السلطات المحليّة على تحويل المنشآت التعليمية ومراكز الشرطة والمرافق الأمنية إلى معسكرات إيواء وإنقاذ، وتقوم بإخلاء السكان، بما في ذلك بوسائل القوارب، بحسب ما أفادت.
وأضافت أورنگزيب: «وزارة الخارجية تجمع بيانات بشأن إطلاق الهند المتعمد للمياه إلى باكستان». ولم يصدر تعليق فوري من الهند.
وحذّرت الهند جارَتها من احتمال فيضانات عابرة للحدود الأسبوع الماضي، وكان ذلك أول اتصال دبلوماسي علني بين البلدين منذ الأزمة التي كادت أن تقودهما إلى حرب في مايو الماضي.
يُعدّ إقليم البنجاب، الذي يقطنه نحو 150 مليون نسمة، شرياناً أساسياً للقطاع الزراعي في باكستان والمنتج الرئيسي للقمح في البلاد. وقد أدّت الفيضانات العاتية عام 2022 إلى تدمير مساحات واسعة من المحاصيل في شرق وجنوب البلاد، ما دفع رئيس الوزراء شهباز شريف إلى التحذير من مخاطر نقص الغذاء.
وتُظهر بيانات المركز الوطني للأرصاد أن بنجاب تلقّت زيادة قدرها 26.5% في أمطار الرياح الموسمية بين الأول من يوليو و27 أغسطس مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأعلنت هيئة إدارة الكوارث أن 849 شخصاً لقوا حتفهم وأُصيب 1,130 آخرون على مستوى البلاد في حوادث متعلقة بالأمطار منذ 26 يونيو.
عادةً ما تستمرّ موسمية الأمطار في باكستان حتى نهاية سبتمبر.