إقليم البنجاب في باكستان يشهد أسوأ فيضانات في تاريخه تأثر نحو مليوني شخص أخبار أزمة المناخ

نُشر في 31 آب/أغسطس 2025

تعاني إقليم البنجاب الشرقي في باكستان من أسوأ فيضان في تاريخه، حسب ما أعلن مسؤول رفيع، إذ وصلت مستويات المياه في الأنهار إلى أرقام قياسية غير مسبوقة. أحوال المناخ الدافئ العالمية زادت من حدة أمطار الرياح الموسمية هذا العام في باكستان، إحدى الدول الأكثر عرضة لتبعات تغيّر المناخ، وفق دراسة جديدة. وقد أدت أمطار غزيرة وانهيارات سحبيّة إلى هطولات قوية وسيول مفاجئة وانزلاقات أرضية في المناطق الجبلية الشمالية والشمالية الغربية خلال الأشهر الماضية.

شهد سكان البنجاب الشرقي كميات أمطار غير طبيعية، إضافة إلى فيضانات عابرة للحدود بعدما أطلقت الهند كميات مياه من أنهارها المغمورة وسدودها الفائضة إلى الأجزاء المنخفضة في باكستان. قالت مرييم أورانغزيب، الوزيرة الكبرى للمقاطعة، في مؤتمر صحفي الأحد: «هذا أكبر فيضان في تاريخ البنجاب. الفيضانات أثّرت على نحو مليونين من الناس. هذه المرة الأولى التي تحمل فيها الأنهار الثلاثة — ستلج وتشيناب ورافي — مثل هذه المستويات المرتفعة من المياه».

تعمل السلطات المحلية على إجلاء السكان وتحوّل مؤسسات تعليمية ومقارّ للأمن إلى مخيمات إنقاذ مؤقتة، بحسب تصريح الوزيرة. أظهرت قنوات تلفزيونية باكستانية مشاهد لأناس يتسلقون قوارب الإنقاذ ويعبرون أراضٍ زراعية غارقة بحثًا عن الأمان؛ وآخرون يحملون مقتنياتهم في قوارب محاولين إنقاذ ما تبقّى من منازلهم المهجورة والمتضرّرة.

في فصل دراسي سابق صار ملجأ إغاثي طارئ، لجأت إليه نساء حوامل هربًا من الفيضانات. شميلة رياز، البالغة من العمر 19 عامًا والتي تبلغ شهرها السابع من الحمل بطفلها الأول، أمضت الأربعة أيام الماضية في المخيم تعاني تقلّصات حمل مستمرة. قالت لوكالة الأنباء الفرنسية: «كنت أريد أن أفكّر بالطفل الذي سألدُه، لكن الآن لم أَعُد واثقة حتى من مستقبلي».

يقرأ  تطورات الحرب الروسية–الأوكرانيةأبرز الأحداث — اليوم ١٢٦٦

النساء في المخيم — بملابس متّسخة ظلّت عليها أيّامًا وشعر غير ممشط — يلتفّرن في مدرسة مكتظّة تستضيف أكثر من ألفي شخص، محاطة بطين ومياه راكدة.

في حين أن موسمية الرياح الموسمية في جنوب آسيا تجلب أمطارًا يعتمد عليها الفلاحون، فإن تغيّر المناخ جعل هذه الظاهرة أكثر تذبذبًا وخطورة على مستوى المنطقة. في ملتان، قامت السلطات بتجهيز مواد متفجّرة عند خمسة ردود لحماية السدود الرئيسية لتحويل مسار المياه عن المدينة إذا استدعى الأمر، تحسبًا لموجة هائلة قادمة من نهر تشيناب. قال مفوّض ملتان أمير كريم خان إن طائرات دون طيار تُراقب المناطق المنخفضة بينما تحاول فرق إقناع السكان الذين لم يخرجوا بعد بالإخلاء. وجّه نائب المفوّض وسيم حمد سندهو نداءً للناس باللجوء إلى المخيمات الحكومية: «الماء قادم بكميات كبيرة — لا نستطيع مقاومته، لا نستطيع إيقافه».

أضافت الوزيرة أورانغزيب يوم الأحد أن وزارة الخارجية تجمع بيانات عن «إطلاق الهند المتعمّد للمياه إلى باكستان». ولم يصدر تعليق فوري من جانب الهند، التي نبهت باكستان في الأسبوع الماضي لاحتمال فيضانات عابرة للحدود، في أول تواصل دبلوماسي علني بين الجانبين منذ الأزمة التي كادت أن تجرّيهما إلى شفير الحرب في أيار/مايو.

يُعد البنجاب، الذي يقطنه نحو 150 مليون نسمة، شريانًا حيويًا للقطاع الزراعي الباكستاني ومنطقة إنتاج أساسية للقمح في البلاد. فيضانات عام 2022 قضت على مساحات شاسعة من المحاصيل في شرق وجنوب البلاد، ما دفع رئيس الوزراء شهباز شريف إلى التحذير من احتمال تعرّض البلاد لنقص غذائي.