ترامب يسعى إلى إدخال «الاستثنائية الأمريكية» في مؤسسة سميثسونيان هل سينجح في ذلك؟

أعلنت إدارة ترامب عن بدء «مراجعة داخلية شاملة» لمؤسسة سميثسونيان، تشمل فحص المعارض والعمليات الإشرافية والمواد التعليمية والبرامج المرتبطة بالذكرى الـ250 لتأسيس الولايات المتحدة.

في رسالة مؤرخة 12 أغسطس، طالبت البيت الأبيض سكرتير المؤسسة لوني جي. بانش بتسليم مجموعة من المواد، من ضمنها خطط برنامج «أمريكا 250»، خلال ثلاثين يوماً. وجاء في الرسالة أن المبادرة تهدف إلى ضمان التوافق مع توجيهات الرئيس للاحتفاء بالتفرُّد الأميركي، وإزالة السرديات الانقسامية أو الحزبية، واستعادة الثقة في مؤسساتنا الثقافية المشتركة. الرسالة وقّعها عدد من كبار موظفي البيت الأبيض، منهم ليندسي هاليغان، وفينس هيلي، وراسيل فوغت.

تشكل هذه الرسالة أول تحديد علني لنطاق مراجعة رسمية للمؤسسة بعد أشهر من التدقيق المكثف كجزء من وعود ترامب بحذف «السرديات الانقسامية» من المتاحف. وتشير الوثيقة إلى أن المسؤولين سيجرون زيارات ميدانية خلال الشهر الأول لتوثيق الموضوعات وتجربة الزائر والرسائل البصرية في ثمانية متاحف تابعة للمؤسسة، بغية تشجيع تصوير «رافع ودامج» لتاريخ أميركا.

من المرجح أن تشمل الدفعة الأولى من المواد قيد المراجعة برامج نصف القرن وعروضها المتصلة بمبادرة «مستقبلنا المشترك: 250». تتضمن هذه البرامج معرضاً يضم 250 قطعة حول إعلان الاستقلال بعنوان «في سبيل الحياة والحرية والسعادة» بمتحف التاريخ الأمريكي الوطني، واستعراضاً لتصوير فوتوغرافي من مقتنيات المتحف الوطني للبورتريه، ومهرجاناً فولكلورياً، وحفل شارع بمتحف التاريخ والثقافة الأفروأمريكية.

طالبت الإدارة بأن تبدأ المؤسسة خلال أربعة أشهر بتنفيذ «تصحيحات في المحتوى» واستبدال اللغة العامة التي تُعدّها «منقسمة» بوصف توحيدي أكثر، مع تركيز نهائي على إبراز تفرُّد الأمة الأميركية. من جانبها قالت متحدثة باسم سميثسونيان إن عمل المؤسسة قائم على التزام عميق بالتميّز العلمي والبحث الدقيق والعرض التاريخي الدقيق والموضوعي، وإنهم يراجعون الرسالة مع مراعاة هذا الالتزام وسيواصلون التعاون البنّاء مع البيت الأبيض والكونغرس ومجلس الأمناء.

يقرأ  من كلينتون إلى ترامب: كيف التقى بوتين برؤساء الولايات المتحدة واستمالهم وأحبطهم — أخبار فلاديمير بوتين

لم تُفصح المتحدثة عما إذا كانت المؤسسة ستقبل التعديلات المقترحة على المحتوى أم لا. وفي الأشهر الماضية أعرب نوّاب ديمقراطيون، منهم أيانا بريسلي، عن قلقهم من دوافع ترامب السياسية تجاه المؤسسة ودعوا إلى تحقيق في سلامتها. كما أدانت منظمة PEN America المراجعة المرتقبة واصفة إياها بـ«خيانة» للتقليد الديمقراطي.

وطلبت الإدارة خلال سبعة وخمسين يوماً تزويدها بفهرس يضم جميع عناصر المجموعات عبر مؤسسات سميثسونيان، بما في ذلك أوصاف المعارض الإلكترونية، وأسماء الفنانين الذين حصلوا على منح من المؤسسة، واستطلاعات تجربة الزوار. وتشمل المرحلة الأولى من التدقيق المتاحف الوطنية للبورتريه، وللأمريكيين الأصليين، وللتاريخ والثقافة الأفروأمريكية، ومتحف التاريخ الأمريكي. في أيار استقالت المديرة طويلة الأمد للمتحف الوطني للبورتريه كيم ساجيت بعد اتهامات من ترامب بالانحياز الحزبي؛ ومؤخراً واجهت المؤسسة ردود فعل غاضبة بعد إزالة وإعادة صياغة أوصاف تتعلق بمطالبتي عزل ترامب. وستشمل المراجعة مزيداً من المتاحف في مراحل لاحقة.