الفنان الذي أشعل غضب البيت الأبيض بلوحاته عن الدكتور أنتوني فاوتشي

في عام 2019، صار هوجو كروستوايت أوّل فنان لاتيني يفوز بالمسابقة الثلاثية المدى للمعرض الوطني للصور الشخصية في سميثسونيان، مسابقة آوتوين-بووتشيفر المرموقة. الفنان المولود في تيخوانا والمقيم في سان دييغو نال الجائزة الكبرى: 25 ألف دولار وتكليفاً لرسم بورتريه يُضاف إلى مقتنيات المتحف الدائمة. اختار كروستوايت تجسيد انتوني فاوتشي بأسلوب ستوب‑موشن؛ تقنية تتيح له التقاط تعقيدات إرثه المتضمّن رقابة تعرضت للانتقاد ثم للتقدير خلال أزمة الإيدز.

في الأسبوع الماضي اكتشف كروستوايت أن عمله الذي أنجزه بموجب التكليف وُضع ضمن قائمة قطع سميثسونيان التي اعتبرت البيت الأبيض أنها غير مقبولة. كان واحداً من ثلاثة على الأقل من الفنانين المولودين في المكسيك الذين أُدرجت أعمالهم في ما سُمّي «قائمة استهداف الأعمال الفنية» أثناء إدارة ترامب، إلى جانب الرسّام ريجوبيرتو غونزاليس واللوّاح فيليبي جاليندو غوميز.

«رد فعلي الأول كان المفاجأة»، قال كروستوايت في مقابلة مع Hyperallergic. «لكن بعد ذلك شعرت ببعض الفخر لوجودي بين هذه المجموعة من الفنانين والمشاريع الرائعة التي تتناول تنوّع تاريخ الولايات المتحدة.»

ولد كروستوايت في تيخوانا ويقيم الآن في سان دييغو. بعد فوزه بمسابقة آوتوين في 2022، اتفق هو والمتحف على شخصية لبورتريه التكليف فوقع الاختيار على انتوني فاوتشي. في ذلك الوقت كان خبير الأمراض المُعدية شخصية مستقطبة: بطل يُحتفى به أثناء الجائحة، وخصم سياسي مكروه من اليمين.

«انتهزت الفرصة فوراً لأننا كنا في 2022 وسط جائحة كوفيد‑19»، قال كروستوايت. «أصبح رمزاً للصراع بين العلم والحقيقة من جهة، ونظريات المؤامرة من جهة أخرى؛ الدكتور فاوچي يجسّد نوعاً ما الانقسام السياسي الراهن في الأمة.»

يبدأ فيلم الستوب‑موشن الذي يمتد خمس دقائق بعنوان «بورتريه للدكتور انتوني فاوچي» (2022) بتصويره كشاب عالم في مختبر. يتبدّى لاحقاً رجل مصاب بفيروس غير مسمّى يذبل حتى يختفي داخل ثقب أسود يتحوّل إلى مشهد من احتجاجات ACT UP. حاملو اللافتات يقرؤون «الصمت = الموت» و«قتِلوا على يد المنظومة»، وخلفهم هياكل عظمية ترفع أنظارها إلى السماء.

يقرأ  النقابة: فصل ما لا يقل عن ٦٠٠ موظف في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية بالولايات المتحدة

يشير العمل إلى لحاف تذكاري لضحايا الإيدز قبل أن ينتقل إلى مقطع عن جائحة كوفيد‑19، حيث تنفجر رئتا امرأة إلى قطع صغيرة من الورق. يصوّر كروستوايت فاوچي بجانب منصة المؤتمر الصحفي في البيت الأبيض، حيث كان كثيراً ما يعلن آخر مستجدات الفيروس إلى جانب الرئيس السابق. أضاف خلف المنصة أيقونة «إعجاب» تتحرك بشكل مفاجئ صعوداً وهبوطاً، ووضع فاوچي إلى الجانب. كما سجّل معاداة فاوچي ورفض اليمين للتطعيمات، وفي مشهدٍ ظهّر العالم بقرون الشيطان. تنتهي السلسلة الستوب‑موشن بلقطة امرأة تتلقّى اللقاح تقطع إلى بورتريه لفاوچي المسن.

قال كروستوايت إنه يعتقد أن إدارة ترامب لم تشاهد الفيديو فعلياً، وإنما استهدفت العمل بسبب هويته. وصف قائمة البيت الأبيض لدى سميثسونيان بأنها محاولة مبتذلة لخوض حرب ثقافية، وأضاف أن إدراجه فيها هو وسام شرف.

«البورتريه نُفذ من منظور فنان مكسيكي‑أمريكي، شخص واعٍ لتأثير العمر وكوفيد‑19 على مجتمعي، وهو ما عُرض في العمل … الناس المتنوّعون الذين تُهاجمهم الفيروسات»، قال كروستوايت.

الأعمال التي قدّمها كروستوايت أصلاً لمسابقة آوتوين لم تكن تتعلق بفاوچي؛ والقطعة التي أكسبته الفوز الوطني كانت في الواقع سينماتيك ستوب‑موشن آخر يروي قصة امرأة قابلهـا عبـرت الحدود الأمريكية‑المكسيكية بشكل غير قانوني.

أشاد كروستوايت بدور جائزة آوتوين في فتح أبواب للفنانين مثله؛ فالمسابقة مفتوحة لأي فنان مقيم في الولايات المتحدة يبلغ 18 عاماً أو أكثر. بالنسبة إليه، كانت تجربة محوّلة للحياة.

«الحصول على التكليف لرسم بورتريه الدكتور فاوچي شرف كبير — أن أكون جزءاً من السميثسونيان»، قال كروستوايت. «قطعتي الآن جزء من سجل التاريخ الأمريكي.»