سرجيو غور، المقرب من دونالد ترامب، عُيّن سفيراً للولايات المتحدة في الهند في خطوة أثارت نقاشاً واسعاً حول مستقبل العلاقة بين واشنطن ونيودلهي.
غور، الذي اشتهر بإدارة ملفات الموظفين داخل البيت الأبيض وتأمين ولاء المقربين من ترامب، له سجل في جمع ملايين الدولارات لحملات 2024 ونشر كتباً تحمل توقيع عائلة ترامب. أعلن ترامب الأسبوع الماضي ترقية غور من مدير شؤون الأفراد إلى مرشّح السفير في الهند، ووصفه بأنه “صديق عظيم” و”شخص يثق به تماماً” لتنفيذ أولوياته.
تأتي هذه التسمية في وقت توترت فيه العلاقات بين البلدين بسبب الرسوم الجمركية القاسية التي فرضتها إدارة ترامب على الواردات الهندية، ما جعل الترشيح محل ترقب في نيودلهي. بعض المحللين رأى في وجود مقرب من الرئيس على رأس البعثة الأميركية في الهند علامة طيبة لتعزيز الاتصالات، بينما شكك آخرون في حكمة دمج مهام الهند مع مسؤوليات أوسع تشمل جنوب ووسط آسيا، وما في ذلك باكستان التي تربطها بالهند علاقة متوترة.
خطر تفويض إقليمي واسع، كما يرى خبراء، أن يفتح المجال لتدخل أميركي يتجاوز ما تقبله الهند في قضايا حسّاسة مثل كشمير، التي تُعتبر خطاً أحمر لنيودلهي. أليسا أيرز من مجلس العلاقات الخارجية قالت إن التعيين الإضافي للمبعوث قد يخلق “بعض التحديات، على الأقل في الهند”، مشيرة إلى أن الهند تفضّل عادة ألا تُربط في سياقاتٍ مشتركة مع باكستان.
لورنس هاس، المسؤول السابق في البيت الأبيض، اعتبر أن خطوة ترامب قد تكون رسالة إلى نيودلهي تفيد بأن منصب السفير قد لا يتطلب حضوراً بدوام كامل. وأضاف أن قادة الهند قد يعتبرون هذا التعيين مهانة تزيد من توتر العلاقات. أمثلة سابقة تذكر أن واشنطن حاولت في 2009 ربط مهام مبعوث خاص لكل من باكستان وأفغانستان والهند، قبل أن تتراجع نيودلهي عن قبول ذلك.
على نحو مغاير، يرى آخرون أن قرب غور من الرئيس قد يكون ميزة إدارية ودبلوماسية، إذ أن قرارات السياسة الخارجية في عهد ترامب تُدار غالباً عبر حلقة مقربة من الرئيس، ووجود سفير موثوق لدى ترامب قد يساعد في كسر جمود السياسات أو تسريع تنفيذ المبادرات. بيل دريكسل من معهد هادسون حذر من أن غياب الخبرة الدبلوماسية لدى غور قد يضعه أمام منحنى تعلّم حاد في منطقة معقدة، فيما أشار هاس إلى أن واشنطن كان عليها اختيار مرشح قادر على تهدئة الأجواء وليس العكس.
خلفية غور مثيرة للانتباه: وُلد عام 1986 في أوزبكستان أيام الاتحاد السوفييتي، ونشأ جزئياً في مالطا قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة بعمر 12 عاماً. بدأ مشواره السياسي بأسماء مختلفة، من بينها اسم عائلته الأصلي غورخوفسكي قبل أن يختصره إلى غور. انخرط مبكراً في السياسة الجمهورية، وعمل في اللجنة الوطنية للحزب في 2008 حيث تضمن عمله المشاركة في حملات لافتة، ثم قضى فترات في وسائل إعلام محافظة قبل أن يلتحق بفريق جمع التبرعات لترامب عام 2020. في العام التالي شارك في تأسيس دار نشر مع دونالد ترامب الابن لإصدار كتب متعلقة بالعائلة، من بينها كتاب الصور “أنقذوا أمريكا”.
صِلاته بعائلة ترامب قوية؛ يُذكر أنه على علاقة طيبة ليس فقط مع الرئيس بل مع إيفانكا، جاريد كوشنر ودونالد جونيور. كوشنر وصفه بأنه “سهل المعشر” و”موثوق”، فيما روى بعض النواب قصصاً عن انخراطه الحفلي وأدوار اجتماعية في مناسبات MAGA. وسائل إعلام غربية رسمت منه صورة الرجل الموثوق الذي ينفذ المهام بدقّة.
من جهات أخرى، اتُهم غور بالتركيز على ضمان ولاء المرشحين لتعيينات إدارته، وهو ما أثار انتقادات عندما اتهمه إيلون ماسك في يونيو بـ”المرونة السلبية” بعد تقارير عن تأخر ملفات الأمن. البيت الأبيض رد مؤكداً أن غور يمتلك تصريح أمنياً نشطاً وملتزم بكافة المتطلبات.
خلاصة الوضع تبقى في عنق الزمن: هل سيُسهِم وجود غور في تلطيف الاحتكاكات بين واشنطن ونيودلهي، أم أنه سيُستخدم كأداة للضغط في ملفات شائكة مثل التجارة والكشمير؟ الإجابات ستتضح بحسب نهج غور في التعاطي مع حساسية القضايا الإقليمية وقدرته على التكيّف مع بيئة دبلوماسية معقدة. I didn’t receive any text to rewrite and translate — please paste the text you want me to work on.