العمّال الأوزبكيون يسدّون الفجوة مع تقلّص عدد السكان في بلغاريا

نيلفار نزاروفا كانت تعمل محاسبة في وطنها اوزبكستان، ولكن منذ أربعة صيفيات متتالية تعمل في تنظيف غرف الفنادق بمصيف ألبينا على البحر الأسود في بلغاريا.

«في السنة الأولى كان هناك عدد قليل جداً من الأوزبك. اليوم يأتي نحو مئة منا كل موسم، يجذبنا الاستقرار والرواتب المنتظمة»، قالت نزاروفا، التي في الأربعينيات ومن مدينة بخارى، لوكالة فرانس برس.

«نحن نشعر بأننا مُرحَّبٌ بنا كالعائلة».

في حين أن عمالاً من آسيا الوسطى ودول أبعد كانوا يصلون منذ سنوات إلى أوروبا الوسطى والشرقية، غادر كثير من السكان المحليين في سن العمل البلاد بحثاً عن فرص أفضل منذ انهيار الشيوعية.

تقلص عدد سكان بلغاريا بنحو الثلث منذ عام 1990، وقطاع السياحة—الذي يشكل ما يقارب سبعة في المئة من الناتج المحلي—يعتمد الآن بشكل متزايد على اليد العاملة الأجنبية.

قالت جمعية مالكي الفنادق إن عشرات الآلاف من الوظائف في القطاع ظلّت شاغرة مع بداية الموسم.

وأظهر مسح حديث بين الشركات أن ثمانية من كل عشرة أرباب عمل يواجهون نقصاً في العمالة، وغالبيتهم مستعدون لتوظيف عمال من خارج الاتحاد الأوروبي.

– الأثر الديموغرافي –

يعمل في البلاد نحو 20 ألف مواطن أوزبكي، بمن فيهم العمال الموسميون، وفق ما ذكر فيليب غونيف، المسؤول الحكومي السابق.

«بهذا المعدل قد يصبحون أقلية ذات وزن خلال خمس أو ست سنوات»، قال غونيف، النائب السابق لوزير الداخلية الذي يدير الآن وكالة توظيف للعمال المهاجرين.

وأضاف أنه من المحتمل أن يغير ذلك بنية السكان في بلغاريا، أفقر دول الاتحاد الأوروبي.

وشهد الطلب ارتفاعاً حاداً في السنوات الأخيرة، بحسبه.

في ألبينا، التي يحجّ إليها زوار من أنحاء القارة، تولى عمال من أوزبكستان وقيرغيزستان وإندونيسيا ودول أخرى وظائف في الفنادق والمطابخ والبارات.

يقرأ  شرائح فواكه وخضروات مجففة تنعش مساحة أشبه بالقبو في عمل روبي جاكسون «بيكر» — كولوسال

المصيف، الذي كان ذات يوم مصدر فخر للنظام الشيوعي واستضاف فيدل كاسترو، نجح في الابتعاد عن جنون العقارات الذي غيّر أجزاء واسعة من ساحل البحر الأسود البلغاري.

«العمل شاق لكن الناس طيبون»، قالت الطالبة الأوزبكية جولرايخان موخانبيتوفنا وهي تشتغل في مطعم مزدحم بفندق أربع نجوم يطل على البحر الأسود.

منشوراتها على إنستغرام عن حياتها في ألبينا جذبت لها آلاف المتابعين.

«الأمر يثير اهتمام الناس في بلدي. هم أيضاً يريدون القدوم»، قالت.

– «مسألة بقاء» –

أوضحت مديرة المنتجع كراسميرا ستويانوفا أن العمال الأجانب يحصلون على الطعام والسكن و«راتب أعلى عدة مرات مما كانوا سيكسبونه في أوزبكستان».

«هذا ما يدفعهم… هناك يجنون 100 إلى 150 دولاراً شهرياً. هنا تبدأ الرواتب من 600 دولار وقد تصل إلى 800 أو أكثر»، قالت.

كما أن كثيرين من الأوزبك يتكلمون الروسية، وهو ميزة في بلغاريا التي ظلت تاريخياً على صلة وثيقة بموسكو.

قال غونيف إن الحكومة تعي أهمية جذب العمال المهاجرين وسهّلت حصولهم على التأشيرات—مع أن البيروقراطية لا تزال «مرهقة» أحياناً والفساد قد يثني بعض الناس عن القدوم.

«إنها مسألة بقاء للأعمال البلغارية»، أضاف.

وليس الأمر مقتصراً على الشركات فحسب.

بلغاريا من بين الدول التي تشهد أسرع معدلات انكماش سكاني في العالم.

معظم البلغاريين الذين يغادرون البلاد لا يعودون، ونحو ربع السكان أصبح الآن فوق سن الخامسة والستين.

rb-anb-jza/gil/jxb

أضف تعليق