نيويورك تايمز تطلق «بيبس» — أول لغز منطقي أصلي تصدره الصحيفة

كلما طرحت مجموعة ألعاب صحيفة نيويورك تايمز لغزًا جديدًا، ينجذب إليه الانتباه فورًا. من الكلمات المتقاطعة اليومية إلى ظاهرة Wordle التي اجتاحت الإنترنت، صارّت هذه المجموعة جزءًا من الثقافة الشائعة.

أعلنت الفريق مؤخرًا عن أول لغز منطقي أصلي من تصميمهم، باسم “Pips”، الذي أُطلق فعليًا بعد فترة التجربه الهادئة.

يقوم مفهوم Pips على ترتيب قطع الدومينو على لوحة بحيث تُلبَّى مجموعة من الشروط. يكمن جاذبيته في اكتشاف الأنماط والمتعة البسيطة في تثبيت كل قطعة في مكانها الصحيح. وقد لاقت ردود فعل مبكرة مشجعة من مجتمع هواة الألغاز؛ واحد من مستخدمي Reddit وصفه بأنه «اندماج رائع بين عناصر الألعاب الكلاسيكية وتصميم الألغاز الحديث».

لم يولد Pips منتجًا مصقولًا منذ البداية، بل كان مشروعًا جانبيًا. يشرح محرّر الألغاز إيان ليفنغود أن الفكرة «نشأت من فعالية Game Jam — نوع من الهاكاثون لألعاب الفيديو — حيث تُعرض الأفكار ويُجرب بعضها».

وتضيف المصممة العليا هايدي إروين أن الإلهام كان بسيطًا ومنخفض التقنية: «لدينا عربة مواد للنماذج الأولية تحتوي على قطع دومينو، وشعرت برغبة في تجربة كيف يمكن أن يبدو لغز منطقي قائم على الدومينو. الألغاز الأولى اختُبرت بقطع دومينو فعلية على الورق!»

طالما سعت الصحيفة لتنويع تشكيلتها من الألعاب؛ يقول إيان: «نريد محفظة متكاملة: ألعاب كلمات، وألعاب منطق، وألعاب تُنجَز بسرعة مثل Wordle، وألعاب مثل Spelling Bee التي يعمل عليها اللاعبون على مدار اليوم».

«وبما أن الكلمات المتقاطعة وConnections ألعاب كلمات، كان هناك رغبة قوية في إكمال عروضنا بلعبة منطق بصري مثل Pips.»

يهدف الإضافة أيضًا إلى توسيع الجمهور. «كُلعبة منطق، يروق Pips للمتحدثين غير الأصليين للإنجليزية، وهو جمهور نتطلع للوصول إليه»، يوضح إيان.

يقرأ  الروبوتات الشبيهة بالبشر تتسابق وتتعثّرفي أول «أولمبياد روبوتات» بالصينأخبار العلوم والتكنولوجيا

من بين أصعب التحديات التي واجهها الفريق كان كيفية توصيل قواعد Pips دون إرباك اللاعبين للمرة الأولى. ورغم سهولة آليات اللعبة، كان تقديمها بوضوح تحديًا أكبر مما بدا، بحسب هايدي.

تشرح: «قاد عمل الواجهات وتجربة المستخدم، تاتي مونيز، الجوانب البصرية لهذه اللعبة. كان هناك قدر مفاجئ من المعلومات الواجب توصيلها في مساحة محدودة، وجربت العديد من النسخ قبل أن تصل إلى التصاميم التي نراها اليوم. أولوية الفريق كانت الوضوح».

المظهر النهائي يوازن بين ضبط النبرة المميز لصحيفة التايمز وطابع أكثر مرحًا. تقول هايدي: «وصلت تاتي إلى تصميم يشعر بأنه مباشر ونظيف وفعّال بطريقة تايمزية، لكنه في الوقت نفسه مرح وملون — لقد أضفت بعضًا من شخصيتها إلى اللعبة، وهذا في أحسن صورة».

لم تغير مرحلة البيتا المفهوم الأساسي للعبة، لكنها أبرزت أهمية الإشارة الواضحة للخطوات. للمرة الأولى، قدمت التايمز قسمًا تفاعليًا لـ”كيفية اللعب”. يقول إيان: «عرض شروط المناطق المختلفة وكيفية النقر وتدوير القطع أسهل وأكثر بديهية من إخبار اللاعبين بما عليهم فعله».

يعكس هذا النهج فلسفة أوسع لدى التايمز. يضيف إيان: «مثل ألعابنا الأخرى، لا يطغى Pips على الحواس بحيل أو رسومات مبالغة؛ تظل الأولوية لتقديم شيء نظيف وأنيق مع إيصال القواعد بوضوح».

سيقدّر كثير من المبدعين الجهد المبذول لجعل لعبة شاشة تبدو ملموسة — ولن يكون ذلك بالأمر اليسير. لتحقيق ذلك اعتمد الفريق على اختيارات متأنية، من أشكال القطع إلى تصميم الصوت.

تقول هايدي: «أمر لم يكن مطلوبًا للإطلاق لكنه أحدث فرقًا كبيرًا هو الصوت. مهندس البرمجيات لدينا، ديفن ليزاردي، أنشأ وطبّق مؤثرات صوتية للعبة باستخدام قطع فعلية في العالم الحقيقي».

وبالنسبة للقطع نفسها، كان الحفاظ على طابعها الكلاسيكي أمرًا محوريًا. «جرّبنا أيضًا بعض أحجام الأجزاء المختلفة (مثل قطع على شكل تتريس أو مربعات 1×1)، لكننا وجدنا في النهاية أن الدومينو الكلاسيكي 2×1 كونه قطعة معروفة ساعد على ربطها بالواقع»، تضيف هايدي.

يقرأ  إذن للإساءة— عرض الرسوم المتحركة الذي أرادوا إسكاته

كان لملاحظات المجتمع دور محوري في رحلة Pips. تمر كل لعبة من ألعاب التايمز عبر لجنة من المختبرين، وتساهم ملاحظاتهم في صقل تفاصيل مثل صعوبة الألغاز وكيفية شرح الشروط.

يقول إيان: «رأينا من مجتمع الألغاز تكرارًا في الالتباس حول شروط المناطق، لذا أضفنا نافذة مرجعية في قسم ‘كيفية اللعب’».

وحتى المداخلات الخارجية من قنوات غير رسمية كان لها أثر. تلاحظ هايدي: «شعر فريقنا بتشجيع كبير من ردود الفعل الإيجابية على Reddit أيضًا. ليست بحوثًا رسمية، لكنها ذكّرتنا أننا نعمل على شيء يثير حماس اللاعبين».

تستلهم فلسفة تصميم Pips من الألغاز الكلاسيكية ومن تصميم الألعاب المعاصر. توضح هايدي: «نصمم ألغاز Pips لمنح الناس نقاط ارتكاز عند الحل».

«هنالك دائمًا خطوة منطقية تالية يمكن للاعبين اتخاذها عند وضع القطع — فلا حاجة للتخمينات العشوائية».

تلك الإيقاعية من التقدم المتدرج تمنح اللعبة قابلية وصول كبيرة، وفي ذات الوقت تتماشى مع فلسفة التايمز في ابتكار ألغاز تبدو متجذرة في الواقع.

أضف تعليق