الصين وروسيا تتعهدان بإرساء نظام عالمي جديد خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون أخبار السياسة

رئيس الصين شي جينبينغ يقدّم رؤيته لبنك تنموي جديد وخيارات تمويلية لأعضاء منظمة شنغهاي للتعاون

قدّمت الصين وروسيا، خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون، تصورًا مشتركًا لنظام دولي جديد، حيث عرضت بكين حوافز مالية جديدة للدول المنضوية تحت مظلة المجموعة الاقتصادية والأمنية التي تتزعّمها الصين.

«الحوكمة العالمية بلغت مفترقًا جديدًا»، قال شي جينبينغ مخاطبًا القمة يوم الاثنين، في تصريحات فُسّرت على نطاق واسع على أنها انتقاد للسياسة الأميركية. وأضاف: «لا بد أن نُواصل اتخاذ موقف واضح ضد الهيمنة وسياسة القوة، وأن نمارس تعددية الأطراف الحقيقية».

عبرت تصريحات شي عن نفسها في كلمات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي رأى أن منظمة شنغهاي ستعيد إحياء «تعددية الأطراف الحقيقية» وتضع «الأسس السياسية والاجتماعية والاقتصادية لتشكيل منظومة جديدة للاستقرار والأمن في أوراسيا».

تحدّث شي وبوتين إلى أكثر من عشرين زعيمًا، معظمهم من الشرق الاوسط وآسيا، اجتمعوا الأحد والاثنين في مدينة تيانغين الصينية الشمالية. تُعد منظمة شنغهاي، التي تضم عشرة أعضاء من بينهم كثير من دول آسيا الوسطى وروسيا والصين والهند وإيران وباكستان وبيلاروس، بديلًا متصورًا لمعظم المؤسسات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة، كما تضم المنظمة أكثر من عشر دول شريكة دائمة للحوار بينها السعودية وكمبوديا وقطر وتركيا.

ورغم أن أعمال المنظمة ظلت رمزية في كثير من الأحيان منذ تأسيسها عام 2001، فقد عرض شي طموحات أوسع للكتلة خلال القمة، داعيًا إلى إنشاء بنك تنموي جديد لمنظمة شنغهاي، ومعلنًا عن منح بقيمة 2 مليار يوان صيني (نحو 280 مليون دولار) إضافة إلى قروض بقيمة 10 مليارات يوان (حوالي 1.4 مليار دولار) لأعضاء المنظمة.

يشكّل التحول نحو المجال المالي الدولي نقطة تحوّل بارزة للمؤسسة، وفق إيريك أولاندر، رئيس تحرير مشروع «الصين والجنوب العالمي»، الذي قال إن المنظمة كانت على مدى 24 عامًا هيئة محدودة الفاعلية وبإنجازات قليلة، لكنه أضاف أن ذلك قد يتغير مع توسّع العضوية ودعم شي بالتمويل التنموي — وهو ما لم نره من قبل على هذا النطاق.

يقرأ  لليلة الخامسة على التوالي… مكاتب حزب الحكم في صربيا تُضرم فيها النيران خلال الاحتجاجات

كما طرح شي «مبادرة الحوكمة العالمية» الجديدة، وبدت خطابه محدود التفاصيل من حيث الآليات، مكتفيًا بتأكيد قيم مثل «تعددية الأطراف» و«المساواة السيادية». لكن أولاندر اعتبر أن الخطاب يفتح نافذة على طموحات بكين العالمية: بأن الصين تسعى لبناء منظومة حوكمة موازية خارج النظام الذي تقوده الولايات المتحدة وأوروبا، وهو أمر كان من الصعب تصوره قبل عقد من الزمن.

عزا المراقبون هذا التحول إلى تغيّر المقاربة الدولية تجاه الولايات المتحدة، وإلى مطالبة دول الجنوب العالمي بحصة أكبر من التأثير في الشؤون الدولية. وتأتي دعوة الصين إلى تعددية الأطراف في وقت تتزايد فيه حالة عدم الثقة تجاه الولايات المتحدة تحت قيادة دونالد ترامب، whose trade war has created shared grievances بين أعضاء المنظمة وأحيانًا بين خصوم سابقين مثل الصين والهند.

انخفضت العلاقات بين نيودلهي وبكين في 2020 إثر اشتباكات على الحدود المشتركة في الهيمالايا، لكن العلاقات بدأت تعود إلى سابق عهدها العام الماضي بعد اتفاق حدودي، وساهمت الحرب التجارية الأميركية في تسريع وتيرة تحسّن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بحسب محلّلين. وقد تعهّد شي ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بحلّ خلافاتهما خلال القمة، التي انعقدت أيامًا بعد أن فرضت إدارة ترامب رسمًا عقابيًا بنسبة 50% على الصادرات الهندية وهاجمت نيودلهي بسبب شرائها من صادرات الطاقة الروسية.

التقطت عدسات الكاميرات صورًا لشي ومودي وبوتين سائرين يتحدثون معًا، ما غيّر صورة ما يشبه الوحدة الدبلوماسية. ويتوقّع أن يبقى معظم القادة المشاركين في الصين هذا الأسبوع لحضور عرض عسكري ضخم في بكين يوم الأربعاء، يحيي ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية في آسيا، حيث من المقرر أن يحظى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بمكان بارز إلى جانب شي وبوتين.

يقرأ  أكثر من مئة منظمة تندد بـ«تسليح إسرائيل للمساعدات» بينما غزة تموت جوعًا

أضف تعليق