صورة تُظهر زعيمًا يابانيًا سابقًا راكعًا للاعتذار في سيول — وليس في نانجينغ

أعلنت الصين أن رئيس الوزراء الياباني السابق يوكيو هاتوياما سيحضر عرضًا عسكريًا ضخمًا في الثالث من سبتمبر لإحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية. إعلان كهذا قوبل بترحيب واسع على منصات التواصل، لكن صورة انتشرت تُظهر الرجل جاثياً على ركبتيه لم تُلتقَط في مدينة نانجينغ الصينية كما زعمت المنشورات، بل التقطت في العاصمة الكورية الجنوبية سيلول أثناء قيامه بوضع إكليل وقراءة تأبين لضحايا الاستعمار الياباني.

الصورة، التي يظهر فيها هاتوياما مرتديًا بدلة سوداء وقفازات بيضاء وهو يركع أمام إكليل في فناء، نُشرت على موقع X في 28 أغسطس 2025 مع تعليق يذكّر بأن هاتوياما —الذي تولّى الحكم nine months بين 2009 و2010— مُدعوٌ لحضور احتفالات تُحيي مقاومة الصين للاحتلال الياباني، وأنه «ركع ليعتذر عن مذبحة نانجينغ».

الحقائق مختلفة: بحث عكسي عن الصورة عبر محركات البحث أوصل إلى تقرير مصوّر نشرته محطة KBS الكورية في 12 أغسطس 2015، يوضح أن الزيارة كانت لمتحف سِودايمون للسجن في سيول حيث ركع هاتوياما أمام نصب تذكاري لتكريم من قضوا خلال فترة الاحتلال الياباني. كما بثّت شبكة CCTV الصينية لقطات مماثلة لزيارته لمتحف سجن سِودايمون التاريخي، الذي استُخدم في سجن ونفي ناشطي الاستقلال الكوريين، وتطابقت لقطات الصورة مع مشاهد خرائط Google للموقع.

وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن هاتوياما سبق وأن وضع إكليلًا في نصب ضحايا مذبحة نانجينغ في 17 يناير 2013 وانحنى أمام النصب كإشارة اعتذار عن جرائم الحرب اليابانية في تلك المرحلة. لكن المذبحة نفسها —التي شهدت ستة أسابيع من القتل الجماعي والاغتصاب والسلب بعد دخول القوات اليابانية إلى نانجينغ عام 1937— تظل قضية خلافية؛ فبينما تقدر الصين عدد القتلى بنحو 300 ألف، ينكر بعض المحافظين اليابانيين المتشددين وقوع المجزرة رغم الأدلة الدولية الغزيرة.

يقرأ  التنازلات الأرضية المقترحة في أوكرانيا فخ نصبه بوتين — كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي لبي بي سي

أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن هاتوياما، إلى جانب أكثر من عشرين زعيمًا آخرين من بينهم كيم جونغ أون وفلاديمير بوتين، سيدعون لحضور العرض العسكري الذي يتركز في ساحة تيان أنمن ببكين إحياءً لذكرى مرور 80 عامًا على نهاية الحرب العالمية الثانية. وقد تناقل مستخدمو مواقع التواصل في الصين الصورة المذكورة مرفقة بتعليقات مديح اعتبارًا لما بدا من تَصَرُّفٍ يقرُّ بمسؤولية تاريخية يابانية.

تحقّق فريق التحقق باستخدام البحث العكسي أظهر أن الصورة الأصلية نُشرت قبل عقد تقريبًا على وسائل إعلام كورية، وأن تقارير وشهادات مرئية صُوّرت أثناء زيارة هاتوياما لموقع تذكاري في سيول عام 2015. كما أجرت جهات رقابية، من بينها وكالة الأنباء AFP، تفنيدًا لمعلومات مضللة أخرى مرتبطة بالعرض العسكري الصيني ونشرت توضيحات تبيّن الاختلاف بين الصور المتداولة وسياقها الحقيقي.

أضف تعليق