نُشِر في 3 سبتمبر 2025
أشار رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، إلى إمكانية توسيع عدد القوات المسلحة المرابطة في الدولة الشرقية الأوروبية، ما يوحي بتحول طفيف عن موقفه السابق الذي كان يشدد على ضرورة تحمل الدول الأوروبية مزيداً من المسؤولية عن أمنها.
خلال حديثه مع الصحفيين إلى جانب رئيس بولندا كارول ناوروتسكي في البيت الأبيض يوم الأربعاء، قال ترامب إن الولايات المتحدة قد تسهم أكثر في أمن بلندا إذا رغب الشركاء بذلك، مؤكداً: «سنرسل المزيد إلى هناك إن أرادوا. نحن مع بولندا إلى النهاية، وسنساعد بولندا على حماية نفسها».
ناوروتسكي، المؤرخ اليمين-محور والحليف الوفي لترامب، الذي أدى اليمين كرئيس لبولندا الشهر الماضي، شكر ترامب على التزامه بمواصلة التعاون بين البلدين. وقال: «هذه العلاقات مهمة لي وللبولنديين على حد سواء».
قضايا أمنية أوروبية كانت في صلب اللقاء، لكن ترامب تطرق أيضاً إلى مواضيع أخرى. فيما يلي أبرز النقاط.
إحباط بشأن أوكرانيا
لا يزال ترامب يعبر عن إحباطه حيال الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء حرب روسيا في أوكرانيا، والتي لم تُسفر حتى الآن عن نتائج تذكر. ألمح الرئيس الأميركي إلى إجراءات محتملة لزيادة الضغط على روسيا إذا لم يحرَز تقدم، قائلاً: «سوف ترون أموراً تحدث» إذا لم يتخذ فلاديمير بوتين خطوات نحو اتفاق سلام.
وأضاف: «ليس لدي رسالة جديدة للرئيس بوتين؛ هو يعرف موقفي، وسيقرر في النهاية». دعا الحلفاء الأوروبيون إلى تكثيف العقوبات ضد روسيا وضغطوا على واشنطن لتوضيح مضمون «ضمان أمني» لأوكرانيا ترى كييف أنه مفتاح أي اتفاق. ومع ذلك، ظل كل من الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين غامضين بشأن الالتزامات التي قد يكونون مستعدين لتقديمها.
احتمال نشر قوات في نيو أورلينز
خلال المؤتمر الصحفي المشترك، تطرق ترامب أيضاً إلى مسائل داخلية، مجدداً احتمال نشر الحرس الوطني في مدن أميركية عدة ومبرِّراً الضربة العسكرية التي استهدفت قارباً فنزوويلياً في البحر الكاريبي يوم الثلاثاء.
وسع الرئيس قائ��مة المدن الكبرى التي توعد بنشر قوات وعمّال فيدراليين فيها، مشيراً إلى أنه قد يرسل قوات فيدرالية إلى نيو أورلينز، رغم رفض مسؤولي المدينة الفكرة، فيما يُتوقع أن يحظى حاكم الولاية من الحزب الجمهوري بدعمها. قالت نائبة رئيس مجلس مدينة نيو أورلينز وهيلينا مورينو، المرشحة الأبرز لمنصب العمدة: «هذا الأمر ينطوي على تكتيكات تخويف وتسييس لسلامة الجمهور».
وقضت محكمة في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن نشر ترامب للحرس الوطني في لوس أنجلوس خلال سلسلة احتجاجات كان غير قانوني. ومع ذلك، بدا أن الحكم لم يُثنِه عن الإصرار على أن المزيد من العمليات المماثلة ستتبع، فيما يزيد من المواجهات مع مدن تُعد معاقل للمعارضة الديمقراطية. وذكر أنه قد ينشر قوات في مدن كبرى أخرى مثل شيكاغو وبالتيمور رغم اعتراضات المسؤولين المحليين والولائيين.
ترامب يدافع عن الضربة العسكرية في الكاريبي
دافع ترامب عن فيديو يُظهر ضربة عسكرية أميركية مميتة استهدفت سفينة في الكاريبي، تقول الحكومة إنها كانت تنقل مخدرات، معتبرًا أن المشهد سيكون رادعاً لتجار المخدرات. قال: «كانت أعداد هائلة من المخدرات تدخل بلادنا لقتل كثير من الناس، والجميع يفهم ذلك تماماً. بالطبع لن يعيدوا فعل ذلك. وأعتقد أن كثيرين آخرين لن يعيدوا ذلك. عندما يشاهدون ذلك الشريط سيقولون: لِنمتنع عن هذا».
قال محلّلون إن الضربة، التي أودت بحياة ما لا يقل عن 11 شخصاً، قد تكون غير قانونية، وأن السفينة كان يمكن اعتراضها من قبل جهات إنفاذ القانون عند دخولها المياه الأميركية. وعلّق آدم إيساكسون، محلل شؤون الدفاع والأمن في «مكتب واشنطن لأمريكا اللاتينية»، عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «الاشتباه بحمل مخدرات لا يعني حكم بالإعدام».
مع ذلك، تبنّت الإدارة تفسيراً أقصى لاستخدام القوة العسكرية الأميركية ضد منظمات إجرامية وتجار مخدرات، ما يوحي بإمكانية تكرار عمليات مماثلة في المستقبل. وأثار ذلك قلق زعماء دول أميركا اللاتينية الذين يحذرون من أن غارات أميركية ضد جماعات إجرامية على أراضيهم ستكون انتهاكاً خطيراً للسيادة.
زادت الإدارة من روايتها، بآدلة قليلة، بأن من كانوا على متن السفينة ينتمون إلى مجموعة «ترين دي أراجوا» الإجرامية في فنزويلا، التي صُنِّفتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية في وقت سابق هذا العام. وفي الأيام الأخيرة، ربطت الإدارة —بروابط مشكوك فيها— بين المجموعة والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بينما جمعت قوات بحرية قبالة سواحل أميركا الجنوبية.