اتفقت آستراليا وفانواتو على صفقة تمتد لعشر سنوات تهدف إلى تعزيز الروابط الأمنية والاقتصادية، بقيمة 500 مليون دولار أسترالي (328 مليون دولار أميركي؛ 241 مليون جنيه إسترليني).
ما يسمى باتفاق «نكامال» — ثمرة أشهر من المفاوضات — سيحوّل علاقة أستراليا بجارتها في المحيط الهادئ، بحسب قادة البلدين الأربعاء.
«نحن عائلة»، قال نائب رئيس وزراء أستراليا ريتشارد مارلز، مضيفًا: «مستقبلنا مرتبط ارتباطًا وثيقًا». ووصف زعيم فانواتو جوثام نابات الصفقة بأنها «حالة ربح–ربح» لكلا البلدين.
من المتوقع توقيع الاتفاق رسميًا في سبتمبر، ويأتي ذلك في سياق سعي أستراليا إلى توسيع نفوذها في المنطقة لمواجهة زيادة إنفاق الصين وقوتها المتنامية.
ورغم أن الحكومة الأسترالية لم تفرج عن تفاصيل إضافية، أفادت هيئة الإذاعة الأسترالية (ABC) أنها ستموّل بناء مركزين كبيرين للبيانات في العاصمة بورت فيلل، وفي أكبر جزر فانواتو، سانتو.
كما ستُدفع ملايين الدولارات للمساعدة في مواجهة آثار التغير المناخي على الجزر المنخفضة، وكذلك لتعزيز قدراتها الأمنية.
في مراحل مبكرة من المفاوضات نوقشت أيضًا مسألة السفر من دون تأشيرة لمواطني فانواتو واعتُبرت جزءًا محوريًا من الصفقة. غير أن نابات صرّح للإعلام الأربعاء بأن هذه القضية ستُدرج في «اتفاق فرعي» لم يُحسم بعد.
ولا يزال غير واضح ما هي الالتزامات التي قد تكون منحتها فانواتو لأستراليا في إطار هذا الاتفاق، إن وُجدت.
فشل اتفاق مشابه في 2022 عندما انسحب رئيس وزراء فانواتو السابق في اللحظة الأخيرة لأسباب أمنية، وفقًا لتقارير الهيئة الأسترالية.
في مؤتمر صحافي على جانب أحد البراكين في جزيرة تانا، إحدى أكثر من ثمانين جزيرة في أرخبيل فانواتو، شدد مارلز على «المصير المشترك» للبلدين.
«[الاتفاق] يعترف بأنه كجيران لنا بيئة أمنية مشتركة والتزام متبادل تجاه بعضنا»، قال ذلك.
وأضافت وزيرة الخارجية الأسترالية أن الاتفاق يهدف إلى المستقبل البعيد: «المهم حقًا هو أين سنكون بعد ثلاث وخمس وعشر سنوات»، قالت بيني وونغ.
من جانبه قال رئيس وزراء فانواتو نابات إن الاتفاق سيحقق «فوائد كبيرة» للبلدين، سواء من خلال الترتيبات الأمنية أو التحول الاقتصادي مع تركيز محدد على حركة العمالة المتنقلة والدعم المالي.
تأتي صفقة فانواتو هذا الأسبوع بعد سلسلة اتفاقات مشابهة أبرمتها أستراليا مع جيرانها في المحيط الهادئ خلال الأشهر الأخيرة. فقد أبرمت كانبيرا اتفاقًا أمنيًا جديدًا بقيمة 190 مليون دولار أسترالي مع جزر سليمان في ديسمبر الماضي، ولها اتفاقات مماثلة مع توفالو وبابوا غينيا الجديدة.