انتشال ودفن 370 جثة في قرية تاراسين بعد انهيار أرضي ناجم عن أمطار غزيرة
نُشر في 4 سبتمبر 2025
أعلنت مصادر محلية أن 370 جثة عُثر عليها ودُفنت، بعد انهيار أرضي ضرب قرية تاراسين النائية إثر هطول أمطار غزيرة. تقع القرية في عزلة ضمن جبال المره في إقليم دارفور الغربي، وتخضع فعلياً لسيطرة حركة تحرير السودان/الجيش.
أفاد إبراهيم سليمان، مسؤول رفيع في الإدارة المدنية لم locality دارامو حيث تقع تاراسين، في تسجيل مصوَّر نشرته الحركة، بأن فرق الإنقاذ عثرت على المئات من الضحايا وشرعت في دفن الذين تم انتشالهم. وأضاف أن كثيرين لا يزالون محاصرين تحت الركام أو جرفتهم السيول.
من جهته قال محمد عبد الرحمن النير، المتحدث باسم الحركة، إن الانهيار الذي وقع في 31 أغسطس بعد أيام من الأمطار الغزيرة قد يكون قد أودى بحياة نحو ألف شخص، وفق تقديرات أولية. وأشارت تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى تقدير مماثل مع تأكيد صعوبة التحقق من حجم المأساة بسبب صعوبة الوصول إلى المنطقة.
وقالت الأَنشطة الإنسانية إن جهوداً قد جُمِّدت لدعم المنطقة المتأثرة، التي تبعد أكثر من 900 كيلومتر غرب الخرطوم. ووصف النير الوضع بأنه «كارثة إنسانية» تستدعي استجابة دولية سريعة لتوفير الغذاء والمأوى لمن فقدوا كل ما يملكون.
تقع سلسلة جبال المره في منطقة بركانية يصل ارتفاع قمتها إلى أكثر من 3,000 متر، وهي مصنفة كموقع تراث عالمي ومعروفة بدرجات حرارة أقل وهطول أمطار أعلى من المناطق المحيطة، بحسب اليونيسف. وسجلت المنطقة انهياراً أرضياً محدود النطاق عام 2018 أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 19 شخصاً وإصابة العشرات، بحسب بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المنحلة آنذاك.
تأتي هذه المأساة في ظل الحرب الأهلية المستمرة التي اندلعت في أبريل 2023 في الخرطوم وانتشرت إلى عموم البلاد بعدما تصاعدت التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وقد خلف النزاع عشرات الآلاف من القتلى ونحو 12 مليون نازح. وانتشر الجوع في أجزاء من دارفور وجنوب السودان، فيما تفشى وباء الكوليرا في مساحات واسعة من البلاد، مع تسجيل دارفور كإحدى المناطق الأكثر تضرراً.