بيرو تقرّ عفوًا عن الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن خلال النزاع

وقَّعت رئيسة بيرو، دينا إرسليا بولوارتي، يوم الأربعاء قانونَ عفو يحمي عناصر الأجهزة الأمنية من الملاحقة القضائية عن جرائم ارتُكبت خلال فترة العنف السياسي وحرب العصابات التي اجتاحت البلاد بين 1980 و2000.

«بهذا العفو التاريخي، تُكرّم بيرو مدافعيها وتُرفض أي تدخلات داخلية أو خارجية»، قالت بولوارتي أثناء توقيعها على مشروع القانون المثير للجدل الذي أقره الكونغرس البيروفي في يوليو.

وأضافت أن «لا مبرر لتحريف التاريخ، ولا ينبغي أن يتحول الجناة إلى ضحايا، ولا أن يُوصف المدافعون الحقيقيون عن الوطن كأعداء للدولة».

يشمل نص القانون أفراد القوات المسلحة والشرطة الوطنية ولجان الدفاع الذاتي الذين لم يصدر بحقهم حكم نهائي في قضايا تتعلق بـ«مكافحة الإرهاب بين 1980 و2000». ولا يسري على من أدينوا بالفعل، ولا على المتهمين بجرائم إرهاب أو فساد عام — إلا إذا كانوا في السبعين من العمر أو أكثر.

وكانت المحكمة الأمريكية لحقوق الإنسان قد طلبت من الحكومة البيروفية تعليق تنفيذ هذا الإجراء إلى حين دراسة أثره على ضحايا الانتهاكات.

انتقدت منظمات حقوق الإنسان الكبرى، وعلى رأسها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، هذا القرار معتبرةً أنه خيانة لضحايا النزاع ويُضعف جهود محاسبة مرتكبي الفظائع في تلك الفترة.

وبين عامَي 1980 و2000، قضى ما يقرب من 70 ألف شخص في اشتباكات بين جماعة «باث إل شينينغ» وقوات الأمن الرسمية، بينما اختفى أكثر من 20 ألف شخص بحسب لجنة الحقيقة البيروفية.

ووصفت خوانيتا غويبيرتوس، مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش لأمريكا، القانون بأنه «باختصار خيانة لضحايا بيرو»، مضيفة أنه «يقوض عقوداً من الجهود لضمان المساءلة عن الفظائع ويزيد من تآكل سيادة القانون في البلاد».

عند أول تصويت للكونغرس، حذّرت منظمة العفو الدولية من أن القانون قد يؤثر على أكثر من 150 قضية صدر فيها حكم نهائي مما يؤدي إلى إطلاق سراح مدانين، كما سيقضي على مئات القضايا الأخرى الجارية قيد التحقيق والمحاكمة.

يقرأ  الإعلان عن الدفعة القادمة من مجندي غيمتشون سانغمو

وقالت مارينا نافارو، المديرة التنفيذية لمنظمة العفو الدولية في بيرو آنذاك: «آلاف الأسر طالبت بالعدالة والحقيقة والتعويض لعقود. ولتضميد جراح النزاع المسلح الداخلي، من الضروري أن تُتاح لجميع الضحايا حقوقهم».

وفي يوليو أيضاً أدان خبراء الأمم المتحدة مشروع القانون، معتبرين أنه يضع الحكومة البيروفية «في خرق واضح لالتزاماتها بموجب القانون الدولي». وذكر الخبراء أن على بيرو واجب التحقيق والملاحقة ومعاقبة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والجرائم بموجب القانون الدولي المرتكبة خلال النزاع، وأن المعايير الدولية تحظر المنح العامة للعفو أو العفو عن مثل هذه الجرائم الفادحة.

يُستقبل الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الرئيسة البيروفية أمام قصر بلفيو بتشريفات عسكرية.

أضف تعليق