الأمم المتحدة: حرائق الغابات الناتجة عن تغير المناخ تعمّق تلوث الهواء عالمياً — تقرير يحذّر من تزايد المخاطر الصحية والبيئية

الحرائق البرية تطلق «مرق السحرة» من الملوثات الذي قد يدمر جودة الهواء حتى عبر قارة بأكملها، مما يهدّد البنى التحتية والنظم البيئية وصحة الإنسان.

نُشر في 5 سبتمبر 2025

أفادت تقارير المنظمة العالميه للأرصاد الجوية (WMO) أن الحرائق البرية أدّت في العام الماضي إلى مساهمات كبيرة في تلوّث الهواء، ويرجّح أن تكون التكرارات الأعلى لهذه الحرائق مرتبطة بالتغييّر المناخي الذي يفاقم المشكلة.

تناول النبأ الصادر الجمعة تحوّل هذه الحرائق، وخصوصاً تلك في الأمازون وكندا وسيبيريا، إلى مصادر مهمة لجزيئات وملوثات متناثرة تُشكّل «مركّباً معقّداً» من الملوثات قادرًا على التأثير في جودة الهواء على نطاق قاري عندما تكون الظروف الجوية مناسبة. وأكدت النشرة السنوية الخامسة بشأن جودة الهواء والمناخ التابعة للمنظمة أن مثل هذه الحرائق أظهرت مدى اتساع رقعة تأثير تلوّث الهواء.

وقالت المنظمة: «الحرائق البرية تُعدّ مساهمًا كبيرًا في تلوّث الجسيمات، والمشكلة مرشّحة للزيادة مع ارتفاع درجات الحرارة، مما يزيد المخاطر على البنى التحتية والنظم البيئية وصحة الإنسان». وأضافت نائبة الأمين العام كو باريت أن «التغير المناخي وجودة الهواء لا يمكن معالجتهما بمعزل عن بعضهما؛ بل يجب التصدي لهما معًا لحماية كوكبنا ومجتمعاتنا واقتصاداتنا».

أبرزت النشرة دور الجزيئات الدقيقة أو الأيروسولات في الحرائق البرية والضباب الشتوي وانبعاثات الشحن والتلوّث الحضري، مشيرة إلى أن الجسيمات التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر (PM2.5) تشكّل خطراً خاصاً لأنها قادرة على التغلغل بعمق إلى الرئتين أو الجهاز الدوري.

سجّلت عام 2024 مستويات PM2.5 أعلى من المعدلات في كندا وسيبيريا ووسط أفريقيا، لكن أكبر زيادة كانت في حوض الأمازون. وأوضح لورنزو لابرادور، موظف علمي في المنظمة ومنسق النشرة، أن حرائق كندا أدّت أيضاً إلى وصول تلوث الهواء إلى أوروبا، موضحًا: «شهدنا هذا العام والعام الماضي تدهورًا في جودة الهواء عبر القارات عندما توفّرت الظروف المناخية المناسبة. ما تفرزه هذه الحرائق في الواقع هو مرق من المكوّنات الملوِّثة للهواء».

يقرأ  اليوم الذي أقدم فيه مستوطنون إسرائيليون على قتل شابين بوحشية في الضفة الغربية تقرير تفاعلي

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن تلوّث الهواء يتسبب بأكثر من 4.5 مليون حالة وفاة مبكرة سنوياً. ومن ثمّ دعت المنظمة العالمية للأرصاد إلى تحسين المراقبة وإصدار سياسات أفضل لحماية الصحة البشرية والبيئة، والحدّ من الخسائر الزراعية والاقتصادية.

وقال باولو لاي، رئيس شؤون الغلاف الجوي في المنظمة، إن الإجراءات التي تتخذها الدول لتحسين جودة الهواء تنعكس بوضوح في البيانات المناخية: «انظروا إلى أوروبا، شنغهاي، بكين، ومدن في الولايات المتحدة: كثير من المدن اتخذت تدابير، وفي المدى الطويل يظهر تراجع قوي في مستويات التلوّث المسجلة». وأضاف أن المدن الصينية حسّنت جودة هوائها على مدى عقد بشكل دراماتيكي، مؤكداً أن «النتيجة الملموسة تظهر أن الإجراءات عندما تُنفّذ، فإنها تؤتي ثمارها».

أضف تعليق