ما هي الدول الأوروبية ذات الحصص الأعلى؟

هل تعلم أن دول الاتحاد الأوروبي تمثل فقط 16.6% من إجمالي الثروة الشخصية في العالم؟ وإذا أُضيفت أربع دول أخرى داخل اوروبا، ترتفع هذه النسبة إلى 22.3%.

تحتل الولايات المتحدة أكثر من ثلث هذه الثروة، بينما تمثل الصين نحو خُمسها. وبحسب تقرير يو بي إس عن الثروة العالمية لعام 2025، يتحكَّم البلدان معًا بنحو 54% من ثروة العالم الشخصية.

يغطي التقرير 56 دولة وسوقًا تمثل أكثر من 92% من إجمالي الثروة العالمية.

فما هي الدول الأوروبية التي تمتلك الحصص الأكبر من هذه الثروة؟ وما هو إجمالي الثروة الشخصية لكل دولة؟ يستعرض قسم الأعمال في يورونيوز تحليلًا معمقًا لهذه الأسئلة.

بحسب التقرير، بلغ إجمالي الثروة الشخصية العالمية نحو 471 تريليون دولار (≈435 تريليون يورو) بنهاية 2024. تحتفظ الولايات المتحدة بأكبر حصة (34.7% أي نحو 150.9 تريليون يورو)، تليها الصين بنسبة 19.4% (حوالي 84.2 تريليون يورو). وتأتي اليابان في المرتبة الثالثة بحصة 4.5% (حوالي 19.7 تريليون يورو).

أما اوروبا—بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وسويسرا والنرويج وتركيا—فتمتلك 22.3% من الثروة الشخصية العالمية.

على مستوى الدول الأوروبية، تحظى المملكة المتحدة بأعلى حصة من الثروة العالمية بنسبة 3.84%، تليها ألمانيا بنسبة 3.76%، ثم فرنسا بحوالي 3.30%. تكتمل الخمسة الكبار في أوروبا بإيطاليا (2.25%) وإسبانيا (1.95%). من غير المستغرب أن تحتل أكبر خمس اقتصاديات في اوروبا المراتب الخمس الأولى في هذه القائمة.

الحصة المجتمعة لأكبر خمس اقتصادات أوروبية (15.1%) لا تزال متأخرة بشكل ملحوظ عن حصة الصين من الثروة الشخصية العالمية (19.4%).

هولندا (1.14%) وسويسرا (1.04%) تحافظان كل منهما على حصة تزيد عن 1%. أما بقية الدول الأوروبية فتقع حصصها بعيدًا عن هذا الحد: فـ19 من أصل 31 دولة تسجل حصصًا أقل من 0.4%، وفي عدة دول تقل الحصة حتى عن 0.1%، ومنها لوكسمبورغ وبلغاريا وسلوفاكيا وسلوفينيا وليتوانيا ولاتفيا وقبرص وإستونيا ومالطا.

يقرأ  هجمات إسرائيلية على غزة تسفر عن مقتل ثلاثة وعشرين شخصًا فيما يموت أربعة آخرون جراء سوء التغذية

من حيث القيمة الاسمية، تملك المملكة المتحدة نحو 16.7 تريليون يورو من الثروة الشخصية، تليها ألمانيا بنحو 16.4 تريليون يورو ثم فرنسا بحوالي 14.3 تريليون يورو. ولا تتجاوز أي دولة أوروبية أخرى علامة 10 تريليونات يورو.

ومن المهم التأكيد أن هذه الأرقام تظهر إجمالي الثروة وحصص الدول على مستوى وطني، ولا تعكس بالضرورة مستوى الرفاه أو الثروة على مستوى الفرد. المقياس المستخدم للمقارنات الفردية هو الثروة لكل بالغ (Wealth per adult).

بشكل عام، تميل الدول ذات الناتج المحلي الإجمالي الأعلى إلى امتلاك حصص أكبر من الثروة الشخصية العالمية، كما يتضح من مواقع أكبر خمسة اقتصادات أوروبية، لكن هذا النمط يظهر أيضًا في عدة دول أخرى مع تفاوت كبير في مستويات الناتج المحلي الإجمالي.

ولشرح سبب تمركز أكثر من نصف ثروة العالم لدى الولايات المتحدة والصين، يشير التقرير إلى أن «مزيجًا من ثروة عالية لكل بالغ وسكان كثيرين جعل الولايات المتحدة تبرز بامتلاكها ما يقرب من 35% من إجمالي الثروة المقاسة بالدولار، بينما تمتلك الصين البرّ الرئيسي، بفضل كثافة سكانها، نحو 20% من الثروة الشخصية».

على الصعيد العالمي، ارتفعت الثروة الإجمالية بوتيرة أسرع مقارنة بالعام السابق، من 4.2% إلى 4.6% بالأسعار الدولارية. غير أن نمو الثروة لم يكن متجانسًا، إذ تخفي الأرقام الكلية فروقًا إقليمية واضحة.

سجلت أوروبا الشرقية أكبر قفزة في إجمالي الثروة الشخصية عام 2024—بزيادة تجاوزت 12% مقارنة بعام 2023، متقدمة قليلًا على أمريكا الشمالية—وأضافت المنطقة 28,000 مليونير جديد، بارتفاع نسبته 2.9%، ما جعلها محركًا قويًا للنمو.

نما إجمالي الثروة الشخصية في منطقة الصين الكبرى بنسبة 3.4% بين 2023 و2024، متفوقةً على جنوب شرق آسيا (2.7%). وارتفع الشرق الأوسط وأفريقيا بنسبة 4.2%، ما جعلهما المنطقة الوحيدة الأخرى ذات نمو إيجابي ملحوظ. في المقابل، شهدت أوروبا الغربية وأوقيانوسيا كلاهما تراجعًا بنحو -1.5%، وأمريكا اللاتينية تراجعًا بنحو -4.3% بعد تعديل الأرقام لحجم السكان.

يقرأ  ما لا يقل عن عشرين لاجئًا ومهاجرًا يغرقون قرب سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية أخبار الهجرة

يعرف التقرير الثروة أو صافي الأصول بأنها قيمة الأصول المالية وغير المالية (وبالأخص الممتلكات السكنية) التي يملكها الأفراد، مخصومًا منها ديونهم. تُدرج أصول صناديق المعاشات الخاصة ولكن لا تُحسب استحقاقات المعاشات الحكومية.

ارتفعت الثروة لكل بالغ في معظم الدول الأوروبية بين 2023 و2024، رغم أن بعض الدول شهدت تراجعًا. يعرض تحليل يورونيوز كيف تغيّرت الحالة على المستوى الشخصي.

وفي الختام، احتفظ أثرياء العشرة بالمائة الأوائل في منطقة اليورو بنسبة 57.3% من صافي ثروة الأسر في الربع الأخير من 2024، مما يعكس تفاوتًا كبيرًا في توزيع الثروة عبر القارة.

أضف تعليق