الحمير وسيلة عمال الإغاثة للوصول إلى قرية تاراسين في دارفور

عناصر إغاثة على ظهور حمير سلّمت أولى الشحنات الإنسانية إلى ناجين من انزلاق أرضي هائل أودى، حسب تقارير، بحياة المئات في قرية جبلية نائية بغرب دارفور في السودان.

الأمطار الغزيرة والسيول المفاجئة التي ضربت قرية تاراسين وأطلقت الكارثة يوم الأحد ما تزال مستمرة، ما جعل الحمير الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الأسر المتضرِّرة.

«العائلات في تاراسين فقدت كل شيء. استغرق فريقنا أكثر من يوم كامل في مسار صخري وطيني ووعر ليصل إلى هذه المجتمع المنكوب»، قال فرانسيسكو لانينو من منظمة سيف ذي تشيلدرن.

لا تزال حصيلة القتلى غير واضحة.

الجماعة المسلحة المسيطرة على المنطقة قدّرت عدد القتلى بألف شخص، فيما تقول وزارة الصحة إن جثتين فقط تم انتشالهما حتى الآن.

يوم الخميس، ذكر قادة مدنيون محليون أنهم عثروا على مئات الجثث ودفنوها.

«استخرجنا 370 جثة ودفناها. البعض ما زال مدفونًا تحت الصخور وبعضهم جرفتهم مياه الفيضانات»، قال إبراهيم سليمان، أحد قادة محلية دارامو، في تسجيل فيديو اطلعت عليه وكالة فرانس برس.

وأظهر شريط فيديو نُشرته حركة تحرير السودان/الجيش، التي تسيطر على المنطقة، سكانًا ومنقذين عند موقع دفن مؤقت يصلّون على الضحايا المودعين هناك، بحسب فرانس برس.

مجيب الرحمن الزبير، زعيم محلي آخر، قال في فيديو وزعته وكالة الأسوشيتد برس يوم الخميس إن فرق الإنقاذ عثرت على 375 جثة، ولا تزال أخرى محتبسة تحت الأرض.

حركة تحرير السودان/الجيش حافظت على موقف حياد في الحرب الأهلية التي تنهش السودان منذ أكثر من عامين، وهرب كثيرون إلى منطقة جبال المرا حيث وقع الانزلاق لتجنّب القتال.

أنتوين جيرار، منسق الأمم المتحدة المساعد للشؤون الإنسانية في السودان، ذكر في وقت سابق رقمًا قدره 370 قتيلًا، لكنه قال إن من الصعب تقييم حجم الكارثة أو الحصيلة النهائية بدقة لوعورة الوصول إلى المنطقة.

يقرأ  حماس تؤكّد وفاة محمد سنوار بعد مرور ثلاثة أشهر على إعلان جيش الدفاع الإسرائيلي

الأمم المتحدة أشارت إلى أن تقييمًا مشتركًا بين الوكالات «سيسعى لتقديم أرقام موثقة في الأيام المقبلة».

يوم الخميس، سلّمت فرقة طارئة مكوّنة من 11 موظفًا على ظهور حمير أدوية وغذاء ومياه وأغطية قماشية للمجتمعات المتضررة في رحلة استغرقت أكثر من ست ساعات، حسب بيان سيف ذي تشيلدرن.

الفريق يضم أطباء وخبراء حماية الطفل وفريقًا للصحة النفسية، وأضافت المنظمة أن ما يصل إلى ألف شخص تأثروا بالكارثة.

كما نُشرت عيادات طبية متنقلة وفرق طبية طارئة لتقديم الرعاية الفورية على الأرض، وتستعد وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها لإرسال مزيد من الإمدادات لتلبية الاحتياجات الإضافية.

«تاراسين هي من أكثر القرى انعزالًا في أحد أبعد أرجاء السودان. الأمطار الغزيرة والسيول جعلت الاستجابة صعبة للغاية»، قال لانينو، نائب المدير القطري للبرامج والعمليات لدى سيف ذي تشيلدرن في السودان.

في بيان، قالت حركة تحرير السودان/الجيش إن الوضع الإنساني «الكارثي» في تاراسين يتطلب تدخلاً دوليًا عاجلًا.

الصراع المستمر في السودان أعاق جهود الإنقاذ بشدة أيضًا، بحسب منظمة وورلد فيجن الإغاثية.

«مع مئات القتلى ومجتمعات محطمة، نحن نركض ضد الزمن وتحت تحديات جسام للوصول إلى الأكثر ضعفًا»، قال سيمون مان، المدير الوطني لمنظمة وورلد فيجن في السودان، واصفًا الوضع بأنه «مأساة بأبعاد لا تُتصور».

حوالي 150 شخصًا نزحوا من تاراسين والقرى المجاورة، وتستضيف عائلاتهم الآن مجتمعات قريبة، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

الانزلاق الأرضي يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية العميقة في السودان، دولةً يعاني فيها نحو 30 مليون شخص من حاجة إلى المساعدة.

الأمطار الغزيرة والفيضانات أثّرت على ما لا يقل عن 21 منطقة عبر السودان في الأسابيع الأخيرة، مع مخاوف من تفشيات للأمراض، ويتوقع الخبراء موسمًا مائيًا استثنائيًا يستمر حتى سبتمبر.

يقرأ  حُكِمَ بالسّجن على مسؤولٍ رفيعٍ متورّطٍ في فضيحةِ شريطٍ جنسيٍّ بغينيا الاستوائية

أضف تعليق