ميثاق أخلاقي جديد يناشد المتاحف البريطانية إنهاء رعايات شركات الوقود الأحفوري

اقترحت رابطة المتاحف في المملكة المتحدة هذا الأسبوع ميثاق أخلاقيات جديدًا، على أن يصوّت أعضاء الرابطة على إقراره ابتداءً من 15 سبتمبر وحتى انعقاد المؤتمر السنوي في 7 أكتوبر.

تُعدّ هذه المسودة بارزة لكونها تذكر شركات الوقود الأحفوري للمرة الأولى صراحةً؛ فهي توصي بأن تتجه المتاحف نحو «الابتعاد عن الرعاية من جهات تشارك في الإضرار بالبيئة (بما في ذلك الوقود الأحفوري)، أو في انتهاكات حقوق الإنسان، أو أي رعاية لا تتماشى مع قيم المتحف».

مقالات ذات صِلة

بدلاً من ذلك، تدعو المسودة المؤسسات إلى «السعي لتأمين تمويل من مصادر أخلاقية تتوافق مع قيم المؤسسة وتخدم مصالح المجتمعات». كما تُلزم المتاحف بـ«أخذ الآثار المناخية والإيكولوجية والمسؤولية الاجتماعية في الحسبان عند جميع اتخاذ القرارات»، مع التأكيد على ضرورة انسجام مصادر الدعم مع رسالة المتحف ومصلحة الجمهور.

تم اعتماد ميثاق الأخلاقيات السابق للرابطة في 2015، وتأتي الصيغة الراهنة متماشية مع التعديلات التشريعية التي أُدخلت حديثًا على مستوى الدولة.

في وقت سابق من هذا العام، أقرّت المملكة المتحدة قانونًا يقيّد إصدار تراخيص لمشروعات نفط وغاز جديدة لم تُوافق عليها مسبقًا، في إطار خطة التحول إلى «مستقبل طاقة أنظف». وبعد تبنّي تلك السياسة المناخية، أنهت مجموعة الاحتجاج البريطانية Just Stop Oil احتجاجاتها التي كانت تستهدف المتاحف والأماكن العامة مباشرةً.

وصف متحدث باسم حملة Culture Unstained، التي تعمل على قطع الروابط المالية بين مؤسسات الفن وشركات الوقود الأحفوري، الميثاق الجديد بأنه «فرصة لوضع سابقة قوية، ليس في المملكة المتحدة فحسب بل على الصعيد الدولي». وأضاف: «إذا اعتمد، فسيبعث بإشارة واضحة بأن الرعاة الذين يغذّون ويموّلون انهيار المناخ وانتهاكات حقوق الإنسان قد عبروا خطًا أحمر أخلاقيًا — ولم يعودوا مرحبًا بهم في متاحفنا وصالات العرض».

يقرأ  زوجان أرجنتينيان يوضعان تحت الإقامة الجبرية في إطار تحقيق بشأن أعمال فنية نُهبت من قبل النازيين

وعلى الرغم من سنوات الاحتجاجات والحملات القاعدية المستمرة، أظهر استطلاع رأي أجراه معهد إيبسوس أن 77% من الجمهور البريطاني يشعرون بالقلق إزاء تغير المناخ.

ومع أن مؤسسات بريطانية عدة مثل تيت، والمتحف الوطني للصور الشخصية، والشركة الملكية لشكسپير قد قطعت بالفعل علاقاتها مع جهات راعية من قطاع الوقود الأحفوري (مثل BP وEquinor) تحت ضغط الرأي العام، لا تزال مؤسسات أخرى تعتمد على هذا النوع من الرعاية. فقد كان متحف العلوم في لندن والمتحف البريطاني، على سبيل المثال، يتلقّيان تمويلًا من شركات نفط وغاز حتى بداية عام 2025؛ إذ يتلقى متحف العلوم دعمًا من كل من BP وشركة Adani Green Energy التابعة لمجموعة أداني، بينما أبرم المتحف البريطاني اتفاقية رعاية مدتها عشر سنوات مع BP بدأت في 2023.

وقال متحدث باسم المتحف البريطاني إن «المتحف يعمل بتمويل عام وخصوصي يضمن بقاء المجموعة الرائعة معروضة أمام الجمهور لأجيال قادمة. نحن ندرس كل تبرع أو رعاية على أساس مزاياه الخاصة — بما يتوافق مع سياساتنا — وبصفتنا جهة عامة علينا التزام بضمان الاستقرار المالي على المدى الطويل للمتحف من خلال تنويع مصادر التمويل».

لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه المؤسسات ستخضع لمزيد من الضغوط أو ستتمسّك بعقود الرعاية الحالية.

أضف تعليق