معاهدة الأمم المتحدة لتلوث البلاستيك: مفاوضات تدخل يومها الأخير دون بوادر اتفاق

توقفت المفاوضات بشأن إبرام معاهدة عالمية لمكافحة تلوث البلاستيك عند مفترق خطير، بعد أن دخلت المحادثات يومها الأخير وسط رفض عشرات الدول لصيغة المسودة الأخيرة.

مع نفاد الوقت لإبرام صفقة بين 184 دولة اجتمعت في الامم المتحدة بجنيف، طرح رئيس الجلسة لويس فياياس فالديفييزو نص مسودة استنادًا إلى أوجه الاتفاق الضيقة المتاحة، سعيًا لإيجاد أرضية توافقية.

غير أن المسودة أغضبت عمليًا جميع الأطراف: سرعان ما قُسّمت ونُقدمت مذمّةً من دولة تلو الأخرى، إذ رآها طيف واسع من الدول الطموحة نصًا جوفاء لا يتضمن إجراءات جريئة مثل كبح الإنتاج أو التخلص التدريجي من المكونات السامة، في حين اختزلها آخرون في اتفاق لإدارة النفايات فقط.

ولدى مجموعة الدول المتشابهة المواقف، وعلى رأسها دول الخليج، اعتُبرت المسودة متجاوزةً العديد من خطوطها الحمراء ولا تقلص نطاق الالتزامات المحتملة بما يكفي لطمأنتهم.

انطلقت مفاوضات وضع أداة ملزمة قانونيًا للتصدي لتلوث البلاستيك في الخامس من أغسطس، وكانت مقررةً أن تُختتم يوم الخميس، في محاولة جديدة بعد خمس جولات سابقة خلال عامين ونصف فشلت في إبرام اتفاق.

لم تتضمن مسودة فالديفييزو قيودًا على إنتاج البلاستيك ولا معالجةً للمواد الكيميائية المستخدمة في المنتجات البلاستيكية، وهما نقطتا خلاف بارزتان في المباحثات.

حوالي مئة دولة تطالب بتقليص الإنتاج إضافةً إلى معالجة جمع النفايات وإعادة التدوير، وكثير منها يعتبر معالجة المواد الكيميائية السامة أمرًا جوهريًا. أما دول منتِجة للنفط فترى أن التركيز يجب أن يقتصر على القضاء على النفايات البلاستيكية.

الكتلة الأكبر من الدول التي تطالب بإجراءات أكثر طموحًا شنت هجومًا على ما اعتبرته غيابًا للإجراءات الملزمة قانونيًا، بينما اعتبرت دول نفطية أن النص تجاوز حدود قبولها.

خفض الطموح أم طموح للجميع؟

يقرأ  أستراليا وفانواتو تتفقان على صفقة أمنية وتجارية بقيمة ٣٢٨ مليون دولار أمريكي

قالت بنما إن الهدف هو إنهاء تلوث البلاستيك لا مجرد التوصل إلى اتفاق، وأضاف مفاوضها: «ليس هذا طموحًا، بل استسلام».

وصفت الاتحاد الأوروبي الاقتراح بأنه «غير مقبول» ويفتقر إلى «إجراءات واضحة وقوية وقابلة للتنفيذ»، بينما قالت كينيا إنه «لا توجد التزامات عالمية ملزمة تُجابه أي شيء».

وحذّرت توفالو، متحدثةً باسم 14 دولة جزرية نامية في المحيط الهادئ، من أن المسودة قد تُفضي إلى معاهدة «تفشل في حماية شعوبنا وثقافتنا ونظمنا البيئية من التهديد الوجودي لتلوث البلاستيك».

وصفت بريطانيا النص بأنه يدفع الدول «نحو أدنى قاسم مشترك»، وقالت النرويج إنه «لا يفي بوعدنا… بإنهاء تلوث البلاستيك».

قالت بنغلاديش إن المسودة «تفشل جوهريًا» في عكس «عجلة الأزمة»، مشيرة إلى أنها لا تعالج دورة حياة المنتجات البلاستيكية كاملةً ولا مكوناتها الكيميائية السامة وتأثيراتها الصحية.

رئيس لجنة التفاوض الدولية لويس فياياس فالديفييزو خلال جلسة عامة من المحادثات في مقر الامم المتحدة الأوروبي بجنيف، سويسرا — صورة أرشيفية: مارتيل تريتسيني/إي.بي.إيه

الدول المنتجة للنفط، التي تطلق على نفسها مجموعة أصحاب التوجه الواحد وتشمل السعودية وروسيا وإيران، تريد أن تتركز المعاهدة أساسًا على إدارة النفايات.

وقالت الكويت، بالنيابة عن المجموعة، إن النص «اخترق خطوطنا الحمراء»، مضيفةً أنه «بدون إجماع لا توجد معاهدة تستحق التوقيع».

«هذا…»

أضف تعليق