الحكومة اللبنانية تُثمن خطة الجيش لنزع سلاح حزب الله وتؤكد عدم وجود جدولٍ زمني أخبار حزب الله

خمس زيّنين شيعة يخرجون من جلسة الحكومة بينما يصرّ حزب الله على الاحتفاظ بسلاحه

نشرت في 5 سبتمبر 2025

قدّم الجيش اللبناني أمام مجلس الوزراء خطة لنبذ سلاح حزب الله، وأفاد بأنّه سيبدأ تنفيذ عناصر من الخطة بحسب إمكاناته اللوجستية والمادية والبشرية، فيما شهدت الجلسة انسحاب خمسة وزراء شيعة قبل أو خلال عرض الخطة.

الملف والموقف الرسمي
– عرض قائد الجيش رودولف هيكل الخطة خلال اجتماع استمر نحو ثلاث ساعات، من دون أن يحدد جدولاً زمنياً للتنفيذ، مشدداً على محدودية قدرات الجيش في مواجهة قدرات الميليشيا.
– قال وزير الاعلام بول مرقوس للصحفيين إن الحكومة ترحّب بالخطة، لكنه لم يعلن تبنياً رسمياً من قبل المجلس، وأكد أن تفاصيل الخطة ستبقى سرية وأن تنفيذها مرتبط بإمكانات الجيش وحاجته لـ«وقت وجهد إضافيين».

انسحاب الوزراء وردود الفعل الداخلية
– انسحب خمسة وزراء شيعة، بينهم وزراء يمثلون حزب الله وحركة أمل، احتجاجاً على النقاش حول نزع سلاح حزب الله. جاء الانسحاب في وقت دخول قائد الجيش لعرض الخطة، وهو ما دفع إلى تعليق الجلسة.
– سبق أن شَهِدت الجلسات الوزارية انسحابات مماثلة ثلاث مرات على خلفية هذا الملف. واعتبر وزير العمل الموالي لحزب الله محمد حيدر أي قرار يصدر في غياب الوزراء الشيعة لاغياً، معتبراً أنه يخالف نظام التوازن الطائفي في لبنان.

تهديدات وتحذيرات
– رفع الأمين العام لحزب الله نصر الله (نائب الأمين نائم قاسم) منسوب التحذيرات الشهر الماضي، محذّراً من احتمال انزلاق البلاد إلى حرب أهلية إذا حاولت الحكومة مواجهة الحزب، ومبشّراً بإمكانية تنظيم احتجاجات شعبية واسعة.
– محلّلون عسكريون وسياسيون، من بينهم إيليا مغنيار، ذهبوا إلى القول إن الجيش اللبناني ليس في موقع يمكنه من مواجهة حزب الله عسكرياً، وأنه «لا يملك الرغبة في إشعال حرب أهلية» كما لا يريد انقساماً داخل المؤسسة العسكرية قد يجعل عناصر شيعية تتردد في القتال ضد معاقل شيعية.

يقرأ  قوات الأمن تعتقل مشتبهًا به في حادث إطلاق نار بالضفة الغربية شمال شرق رام الله يوم الخميس

الضغوط الدولية والإقليمية
– تصاعدت الدعوات الدولية والإقليمية، بقيادة الولايات المتحدة والسعودية إلى جانب خصوم حزب الله المسيحيين والسُنّة في لبنان، للمطالبة بنزع سلاح الحزب.
– أصدر عضوان في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، جيم ريتش وجين شاهين، بياناً مشتركاً يدعم نزع سلاح حزب الله ويشدّد على أن مستقبل لبنان الحر والآمن يتطلّب تحرير البلاد من تأثير الحزب والنفوذ الإيراني، وأن التزام مجلس الوزراء بقرار نزع سلاح الميليشيات يجب أن يُنفّذ حتى نهايته ويشمل إقرار خطة الجيش لنبذ سلاح حزب الله.

موقف حزب الله والمبررات
– ردّ حزب الله برفض مناقشة الملف في ظلّ استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية واحتلال مساحات جنوبية من الأراضي اللبنانية، معتبراً أن أي خطوة لمناقشة النزع أثناء العدوان الإسرائيلي ستكون خطأ فادحاً.
– تتواصل الغارات الإسرائيلية على لبنان بشكل شبه يومي، وفق تقارير محلية ودولية، مخلِّفةً قتلى وجرحى بين المدنيين ومن بينهم لاجئون سوريون، كما أحدثت أضرارا كبيرة في البنى التحتية والممتلكات.

خلاصة
يبقى التوتر على أشده بين رغبة جزء من الطبقة السياسية والمجتمع الدولي في تقييد سلاح الميليشيات، ورفض حزب الله وصموده على سلاحه، بينما تراوح الخطة العسكرية التي عرضها الجيش بين الترحيب الرسمي غير الكامل والتحفظ الواقعي على قدرة المؤسسة العسكرية على التنفيذ الكامل دون مواكبة سياسية وأمنية ووقوف على مستوى المواجهة مع إسرائيل. أشارة إلى أن الخلافات الطائفية والنفوذ الخارجي يزيدان من تعقيد أي حلّ يبدو بسيطاً على الورق.

أضف تعليق