أكثر من اثني عشر ناجٍ بعد انقلاب قارب خلال عمليات الإجلاء في بنجاب المتضررة من الفيضانات
نُشر في 6 سبتمبر 2025
قتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص، فيما اضطر المسعفون إلى إنقاذ أكثر من اثني عشر آخرين، بعدما انقلب قارب كان ينقل مهجّرين في إقليم بنجاب الجنوبي الذي اجتاحته الفيضانات. وأكدت سلطات إدارة الكوارث أن القارب انقلب يوم السبت في مديرية ملتان بسبب تيارات مائية عنيفة، لكن الغالبية العظمى من الركاب نُقلوا إلى بر الأمان.
تسبّبت فيضانات أنهار الراوي والسوتليج وتشيناب في تضرر أكثر من 4100 قرية، وأجبرت أكثر من مليوني شخص على مغادرة منازلهم، وفق أرقام أعلنها مفوض إغاثة بنجاب، نبيل جاويد. وأنشأت السلطات 423 مخيماً للإغاثة، و512 مرفقاً طبياً، و432 مركزاً بيطرياً لحماية السكان والماشية، بعدما جرى نقل أكثر من 1.5 مليون رأس من الحيوانات.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل نحو 900 شخص في فيضانات موسمية منذ حزيران/يونيو. من ملتان، نقل مراسل الجزيرة كمال حيدر أن قرى بأكملها تُركت خالية بسبب الامتداد الشاسع للمياه، قائلاً: «الناس غادروا متاعهم ويسعون فقط إلى إنقاذ حياتهم. معظم السكان بلا مأوى. عشرات الآلاف من الأفدنة المزروعة فقدت محصولها، وبساتين المانجو غارقة بالكامل».
وأضاف حيدر أن موسم الأمطار عادةً ما ينتهي بحلول سبتمبر، لكن مصلحة الأرصاد الجوية تتنبأ بحلقة من الأمطار الموسمية العاشرة قد تلوح في الأفق متوقعه قدومها قريباً. وأكدت دراسة حديثة أن الاحترار العالمي عمّق من شدة الأمطار الموسمية هذا العام في باكستان، إحدى الدول الأكثر عرضة لتبعات التغير المناخي؛ فقد أدت الزخات الغزيرة والانهيارات السحابية إلى فيضانات مفاجئة وانزلاقات أرضية في المناطق الجبلية الشمالية والشمالية الغربية خلال الأشهر الأخيرة.
يلعب إقليم بنجاب، الذي يقطنه نحو 150 مليون نسمة، دوراً محورياً في القطاع الزراعي الباكستاني ويعد المنتج الرئيسي للقمح في البلاد. كانت فيضانات عام 2022 قد ألحقت خسائر واسعة بالمحاصيل في شرق وجنوب البلاد، ما دفع رئيس الوزراء شهباز شريف لتحذير من مخاطر نقص الغذاء. وبينما توفر الأمطار الموسمية موارد حيوية للفلاحين، فإن التغير المناخي يجعل هذا النمط أكثر تذبذباً وخطورةً على نطاق أوسع.