كارلوس ألكاراز يعود إلى قمة التصنيف العالمي بعد تتويجه بلقبه السادس في البطولات الكبرى
7 سبتمبر 2025 — ملعب آرثر آش، نيو يورك
قدّم كارلوس ألكاراز أداءً هادئاً وحاسماً في آن معاً ليقـف بصلابة أمام منافسه اللدود يانّيك سينر وينهي هيمنته، محرزاً لقب بطولة الولايات المتحدة المفتوحة بفوزه في أربع مجموعات أمام جمهور اكتمل حضوره في ملعب آرثر آش. انتهت المباراة بنتيجة 6-2، 3-6، 6-1، 6-4، ليضيف الإسباني لقبه الثاني في 2025 ويعيد الكرة إلى رأس الهرم الدولي بعد أن ارتفع رصيده من ألقاب الغراند سلام إلى ستة مع بلوغه 22 عاماً.
حضر المباراة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب مع مرافقيه، وما رافق ذلك من إجراءات أمنية مشددة أدى إلى تأخير بدء المباراة لبضعة دقائق. لكن ذلك لم يشوش على نسق اللقاء الذي تميز بلحظات من الجرأة التكتيكية لدى ألكاراز، سواء في محاولات الخداع الضمنية كالتظاهر بضربة قصيرة قبل أن يضرب بسداد ساحق، أو في لقطات نصف الضربة عند الشبكة التي أثارت دهشة الحضور.
وقال ألكاراز بعد المبارة: «أريد أن أبدأ بالحديث عن يانّيك. ما تفعله طوال الموسم لا يصدق؛ مستوى رائع في كل بطولاتك… أراك أكثر من عائلتي». وأضاف معبراً عن امتنانه لمن حوله: «أنا فخور جداً بالناس الذين معي. كل إنجازاتي بفضلكم… هذا الإنجاز لكم».
جاءت المباراة كثالث نهائي غراند سلام يجمع بين اللاعبَين هذا الموسم، بعد معاركهما المثيرة في بطولات رولان غاروس وويمبلدون. وفرض ألكاراز إيقاعه مبكراً بفوز سهل في المجموعة الافتتاحية، قبل أن ينجح سينر في الرد بأداء منقذ في المجموعة الثانية. لكن الإسباني استعاد توازنه بقوة في الثالثة، وانطلق إلى تقدّم 5-0 قبل أن يفرض إقفال المجموعة بإرسال ساحق.
بدأت المجموعة الرابعة بمستوى مبهر من سينر الذي صنع عددين مذهلين من الضربات عند الشبكة واستغل صلابته ليحافظ على إرساله، غير أن الضغط أخيراً أثّر فيه ومنحه ألكاراز كسر الإرسال الحاسم في الشوط الخامس. تألق ألكاراز في النهاية وانهى اللقاء في محاولته الثالثة على نقطة المباراة، ثم احتفل بورفع قبضتيه قبل أن يعانق منافسه ويشارك فريقه احتفالات هستيرية.
تركت الهزيمة سينر في موقف من التفكير بعد خسارته نهائي الغراند سلام الثاني هذا الموسم أمام ألكاراز، بعدما خسر أيضاً في نهائي رولان غاروس في يونيو، وإن كان قد انتزع منه لقب ويمبلدون في يوليو. وقال سينر بعد المباراة وهو يستعيد تماسكه: «خضنا كثيراً من المباريات والمراحل الكبيرة هذا الموسم. بذلت قصارى جهدي اليوم. لم أستطع أن أفعل أكثر».
بهذا الفوز يستعيد ألكاراز صدارة التصنيف العالمي ويؤكد أنه لا يزال القوة الطاغية على الملاعب الكبرى، مواصلاً كتابة سرديةٍ شابّة من العزيمة والإبداع الفني في كرة المضرب.