انهيار خطة إسرائيلية لإنشاء حظيرة طائرات مؤقتة في مولدوفا لخدمة مسافري أومان

انهارت صفقة بقيمة 10 ملايين شيكل بين اسرائيل ومولدوفا في وقت كان فيه نحو ستين ألف من الحاسيديم يستعدون للحج السنوي بمناسبة رأس السنة اليهودية (روش هاشناه).

اتفاق كان يقضي بقدوم نحو خمسين رحلة تشارتر إلى كيشيناو تمهيدًا للرحلات الدينية إلى أومان تَفَسَّخ قبل أسابيع قليلة من العيد. بحسب تقارير، قررت اسرائيل مؤخراً إنفاق المبلغ على بناء حظيرة مؤقتة تعمل كمحطة في كيشيناو لاستيعاب نحو ستين ألفاً من حاسيديم بريسلوف وتأمين نقلهم إلى قبر الحاخام نَحْمان في مدينة أومان بأوكرانيا، وسط الحرب المستمرة مع روسيا، إذ تُعد كيشيناو أقرب نقطة عبور إلى أومان.

شارك في المناقشات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس حزب شاس أريه ديري، نظراً لأن تنفيذ الخطة استلزم جمع موازنات من خمس وزارات حكومية. مصدر مطلع قال إن انهيار المفاوضات نجم عن مطالب مالية مفرطة من مولدوفا، وأن هذا التعاظم في المطالب أدى إلى ما وصفه المصدر بأنه “ابتزاز وإحداث أزمات مع دول أخرى”. المفاوضات أظهرت طلب مولدوفا استرداد نفقات الأمن والتدابير الأمنية بالكامل.

رئيس اتحاد بريسلوف في أومان، الحاخام ناتان بن نون، اعتبر مطالب مولدوفا مشروعة من حيث المنطق: هناك لوجستيات وجهد بشري مطلوبان، لكن المبالغ المطلوبة مبالغ فيها. “رأت مولدوفا قدوم الحاسيديم عبر أراضيها فرصة تجارية. مطالبهم مشروعة من حيث المحتوى، لكن المبالغ بالتأكيد مرتفعة”، قال بن نون.

في غضون ذلك، ظهر رجال حريديم وهم يحتجون ضد محاولات تجنيد المتشددين المتدينين في صفوف جيش الدفاع الإسرائيلي، في مؤشر آخر على التوتر الاجتماعي الداخلي المتصل بقضية السفر إلى أومان.

تعمل اسرائيل الآن، بحسب مصادر مطلعة، على تحويل معظم رحلات التشارتَر إلى دول مجاورة أخرى في المنطقة. ويتوقع المصدر أن نحو عشرة آلاف إسرائيلي سيصلون إلى مولدوفا عبر رحلات عادية غير تشارتر، بينما سيمر عشرة آلاف آخرون براً عبر رومانيا باتجاه أوكرانيا. أما بقية الرحلات فستوزع على دول الجوار تقسيماً مبدئياً كالآتي: 25 رحلة إلى يا شي، 24 إلى تولتشيا، 18 إلى بوخارست، 17 إلى رزيشوف، خمس إلى سوسوفا، ثلاث إلى باكاو، وست إلى كونستانتا.

يقرأ  إسرائيل والهند توقعان اتفاقية استثمار فيما يُستقبل سموتريتش بحفاوة في نيودلهي

أوضح أمين الدولة في وزارة النقل الرومانية، أيونوت-كريستيان سافويو، لوكالة “فراي يوروب مولدوفا” أن عبور الحجاج عبر مطارات شرق رومانيا ممكن تقنيًا، لكن القدرة الاستيعابية ستعتمد على المطارات المعنية وليس على الوزارة وحدها.

من جهة أخرى، أكدت منصة “كول حي” الحريدية ما أوردته التقارير حول انهيار المفاوضات بين اسرائيل ومولدوفا، مشيرة إلى أن عدد رحلات التشارتَر المتوقعة إلى أومان هذا العام سيهبط إلى حوالى مئة رحلة فقط، مقارنة بما يزيد عن 140 رحلة في السنوات الماضية.

القضية أخذت زخماً إعلامياً كبيراً داخل اسرائيل في الأسابيع الأخيرة بعد أن جادل النائب العام المساعد غيل ليمون بوجوب منع الشباب الحريديم في سن التجنيد من السفر إلى أومان أو إلى مواقع حج أخرى خارج البلاد خلال موسم روش هاشناه. ثمة مخاوف داخل مجتمع بريسلوف من احتمال توقيف الشبان ثم تسليمهم للتجنيد الإجباري إذا قاموا بالرحلة.

قال بن نون، وفق تغطية وسائل الإعلام الحريدية، إنه يأسف لأن النائب العام وجد الوقت لمنع الحاسيديم من أداء واجبهم الديني في أومان خلال روش هاشناه. وأضاف لاحقاً: “لا أعتقد أن أحداً يريد هذا النوع من المواجهة. وبالطبع لا نرغب في تعريض الشبان للخطر وقضاء العطلة داخل زنازين السجون. ولكن بقوة ربّنا الحَجّاج، وفي نهاية المطاف سيأتي حل جيد للجميع”.

في سياق موازٍ، وقّعت اسرائيل في 3 سبتمبر مذكرة تفاهم تاريخية مع دولة صغيرة في شرق أوروبا تنص على تعاون مشترك لزراعة القمح لضمان الأمن الغذائي الإسرائيلي. بموجب المذكرة، ستزوّد اسرائيل بالمحاصيل والبذور المتطورة والخبرة الزراعية، بينما توفر مولدوفا الأرض والمياه والعمالة.

قال وزير الزراعة الإسرائيلي، آفي ديختر، إن “تنويع مصادر القمح أمر مرحب به في الظروف العادية وضروري في حالات الطوارئ. هذا الإعداد يضمن استمرارية عمل اقتصادنا. مبدأ ‘الرفوف الممتلئة’ هو الذي يوجّه كل خططنا—مخزونات جاهزة سواء في الظروف الاعتيادية أو في الحالات القصوى”.

يقرأ  تسلسلٌ زمنيّ لأكثر الزلازل فتكًا في أفغانستان منذ 2015 أخبار الزلازل

أضف تعليق